- الطبطبائي: تطوير المناهج الدراسية بسواعد وطنية من أهل الخبرة والاختصاص

 
تحت رعاية وحضور صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أقيم صباح أمس، حفل تكريم كوكبة من المعلمين والمدارس المتميزة بمناسبة اليوم العالمي للمعلم للعامين الدراسيين (2023ـ2024) (2024ـ2025)، وذلك على مسرح الشيخ عبدالله الجابر الصباح في جامعة عبدالله السالم بمنطقة الشويخ.  
وقد وصل موكب سموه إلى مكان الحفل، حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل وزير التربية سيد جلال الطبطبائي والقائمين على الحفل. 
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وسمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء وكبار المسؤولين بالدولة.  
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى وزير التربية كلمة جاء فيها: من دواعي الفخر والاعتزاز أن أقف بين يدي سموكم الكريم في مناسبة نحتفي فيها بالمعلم رمز العطاء وصانع الأجيال تحت رعايتكم السامية التي تجسد تقدير الدولة للعلم وأهله وإيمانها العميق بأن التعليم هو طريق العزة وأن المعلم هو عماد النهضة وسند الهوية الوطنية.   
ويشرفني في هذا المقام، أن أرحب بسموكم وبالحضور الكريم من أصحاب السمو والمعالي والقيادات التربوية والمعلمين والمعلمات المكرمين والضيوف الأفاضل، مقدراً تشريفكم ومشاركتكم هذا الحفل الذي نكرم فيه حماة الفكر وبناة العقول، أولئك الذين جعلوا من التعليم رسالة ومن الإخلاص طريقاً ومن الوطن غاية سامية.  
صاحب السمو حفظكم الله ورعاكم.. لقد كانت توجيهاتكم السامية نبراساً نهتدي به في مسيرتنا التربوية، إذ أكدتم أن بناء الإنسان هو الاستثمار الأسمى للوطن، وأن نهضة الكويت تبدأ من مدرسة تنمي الفكر وتغرس الانتماء وتجذر القيم الأصيلة في عقول الأبناء وسلوكهم.    
وانطلاقاً من دعم سموكم وتوجيهات القيادة السياسية الرشيدة، جعلت وزارة التربية الهوية الوطنية محوراً رئيسياً في خططها ومناهجها لتنشئة جيل يعتز بوطنه، وينفتح على العالم بثقة بأصالته.  
وقد امتد أثر هذه الرؤية ليشمل ما يقارب 600 ألف طالب وطالبة في مدارس الكويت الحكومية حيث انطلقت عجلة تطوير المناهج الدراسية بسواعد وطنية من أهل الخبرة والاختصاص من معلمين وموجهين ورؤساء أقسام مخلصين.  
ونرى اليوم بيننا بعضاً منهم يحصدون ثمار عطائهم وإخلاصهم في خدمة رسالة التعليم والوطن فمنهم من شارك في فرق التأليف وإعداد المناهج الجديدة ومنهم من أسهم في تدريب زملائه المعلمين على أساليب التطبيق الحديثة ومنهم من كان في طليعة الميدان لتنفيذ الخطط التطويرية بروح من المبادرة والإخلاص ليكونوا جميعاً قدوة في العطاء ونموذجاً في التفاني والالتزام.  
وفي هذه المناسبة المباركة، يتوج عطاؤهم بتشريفكم السامي يا صاحب السمو تكريماً لعطائهم النبيل وتقديراً لدورهم المشرف في بناء الإنسان الكويتي وغرس قيم الانتماء والهوية الوطنية في نفوس أبنائنا وبناتنا.  
صاحب السمو حفظكم الله ورعاكم.. سعياً لمواكبة توجيهات سموكم في تطوير التعليم تمضي وزارة التربية بثبات في تنفيذ خطة إصلاح التعليم 2025-2027 التي تترجم رؤية الدولة نحو تعليم نوعي يواكب التطلعات الوطنية.   
   وارتكزت هذه الخطة على محاور إصلاحية شاملة تشمل الجوانب الإدارية والمالية والتعليمية لتعزيز الحوكمة وترسيخ مبادئ الشفافية والانضباط وإغلاق مواطن الهدر المالي التي ترهق الميزانية بما يسهم في تطوير منظومة العمل المؤسسي وجعلها أكثر كفاءة واستدامة.   
كما أولت الوزارة اهتماماً خاصاً بالتعاون الدولي ففتحت آفاق الشراكة مع منظمات عالمية رائدة في مقدمتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية oecd لتبادل الخبرات والاستفادة من الممارسات الحديثة في دعم تنفيذ المنهج الوطني وفق المعايير العالمية وبما يرفع جودة التعليم في دولة الكويت والارتقاء بالكوادر التعليمية الوطنية عبر مشروع رخصة المعلم بما يعزز كفاءة الأداء ويرتقي بجودة مخرجات التعليم.   
كما أن الوزارة تسير بخطى متسارعة في التحول الرقمي للخدمات التعليمية والإدارية وتحديث البنية التحتية للمدارس والتوسع المعماري في المدن الجديدة لتوفير بيئة تعليمية محفزة على الإبداع والعطاء. 
صاحب السمو حفظكم الله ورعاكم.. إن ما يتحقق اليوم من خطوات إصلاحية هو ثمرة دعمكم السامي ورعايتكم الكريمة لمسيرة التعليم التي جعلت منه أولوية وطنية واستثماراً في مستقبل الكويت.     
 وتواصل وزارة التربية عملها بعزم وإخلاص لرفع مكانة التعليم الكويتي بين الأنظمة التعليمية المتقدمة بروح من التعاون والتكامل بين أبناء الميدان التربوي الذين جسدوا أرقى صور الالتزام والمهنية في تنفيذ التطورات التعليمية الجديدة إيماناً برسالتهم في بناء الإنسان الكويتي الواعي والمبدع.   وستبقى وزارة التربية ثابتة على نهجها في الإصلاح والتطوير وفاء لتوجيهات سموكم السامية وتجسيداً لرؤية “كويت جديدة 2035” القائمة على الإنسان المبدع عماد التنمية وركيزة النهضة.  
إخواني وأخواتي المعلمون والمعلمات.. لقد حملتم رسالة الأنبياء ومنحتم ميادين العلم عطاء لا ينضب فكنتم القدوة في الإخلاص والنموذج في البذل وصوت الإلهام الذي يوقظ العقول وينير الدروب، إن كل نجاح يحققه طلابنا وكل إنجاز تربوي يسجل باسم الكويت وراءه معلم مؤمن برسالته مخلص في عطائه يصوغ للوطن مجده ويصنع مستقبله. 
 شكراً لكم معلمينا ومعلماتنا بقدر ما علمتم فألهمتم وبقدر ما ربيتم فغرستم وبقدر ما آمنتم بأن التعليم رسالة لا تنتهي.. شكراً من كل قلب تعلم منكم ومن كل عقل صغتم ملامحه بالعلم والنور.      
صاحب السمو حفظكم الله ورعاكم.. إن تكريمكم السامي للمعلمين هو في جوهره تكريم للكويت ورسالتها وتجسيد لإيمانكم الراسخ بأن التعليم هو طريق الازدهار وأن الهوية الوطنية هي السياج الذي يحفظ هذا الطريق.  
ونعاهد سموكم أن نمضي على نهج الإصلاح بخطى ثابتة مخلصين للوطن عاملين على بناء جيل يفاخر بعلمه وانتمائه ويرفع راية الكويت عالية في كل ميدان.     
حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم لما فيه خير الوطن والمواطنين وحفظ الله الكويت دار أمن وأمان، ورفعة وازدهار وشعبها الكريم في ظل قيادتكم الحكيمة ورعايتكم السامية.. حفظ الله الكويت وأميرها وولي عهدها وشعبها من كل مكروه.   
وسام شرف
ثم ألقى المعلم خليل سعود الحربي كلمة نيابةً عن المعلمين المكرمين جاء فيها: سيدي صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد حفظكم الله ورعاكم..  لقد كان تكريمكم لأبنائكم المعلمين والمعلمات بجميع فئاتهم ونخبهم، أمنية سامية طالما تاق الجميع لنيلها، إن وجود سموكم يا صاحب السمو أمير البلاد هو ما جعل هذه الأمنية واقعاً، ونحن اليوم سعداء بما تحقق لنا من تكريم نلناه من سموكم.    
ويأتي هذا التكريم بمثابة وسام شرف لما قدمنا من جهد ومثابرة وتفان، إن المعلمين والمعلمات هم رواد العطاء الذين أعطوا بسخاء وهم يمثلون ركائز الفضل والكرامة في المجتمع.   
صاحب السمو.. إن تنمية مكانة المعلم وتطوير إمكانياته لطالما كانت من صميم عمل وزارة التربية مدعومة بحرص سموكم الشديد على ذلك. 
لقد تجسدت رؤيتكم الثاقبة في ترجمة عملية لتقدير المعلم من خلال توجيهاتكم السامية التي تدعو لتقدير المعلم واعتبار دوره الأساسي لكونه المحرك الفعلي في بناء الإنسان ودفع   عجلة التنمية والبناء، فالمعلم يحمل قيما ومبادئ راسخة وصفات أصيلة نبيلة وهو القادر على غرس حب العلم والأخلاق الحميدة في نفوس النشء.    
لقد عملت وزارة التربية مستندة إلى استراتيجيات وخطط متطورة على تحقيق هذه الرؤية المحدثة من خلال دورها كأساس العملية التعليمية، إن هدفنا هو إعداد جيل متسلح بالمعرفة والعلم ملتزما بالقيم الأصيلة والنبيلة النابعة من قيم الدين الإسلامي والمجتمع الكويتي وقادراً على مواكبة التقدم المتسارع في مجال التكنولوجيا والمعلومات الهائلة ومطبقاً للمناهج المتطورة والحديثة التي أقرتها وزارة التربية.   
إخواني المعلمين والمعلمات.. إن التكريم الذي حظينا به اليوم يمثل جهداً مضاعفاً للمسؤولية الملقاة على عاتقنا نحن المعلمين والمعلمات وعليه نجدد العهد على بذل المزيد من الجهد والعطاء لبناء وطننا الغالي.   
 لقد عاهدنا الله على استكمال رسالتنا، مستلهمين صفات العطاء والإنسانية من صاحب السمو أمير البلاد، إنه أميرنا ومعلمنا الذي غرس في وجداننا روح العمل الجاد والمخلص ورسخ في نفوسنا حب الكويت والانتماء إليها مما يجعل دماءنا متصلة وشرياننا متجذراً حتى نكون جميعا من الكويت وللكويت.  
وأتوجه بالأصالة عن نفسي ونيابةً عن إخواني وأخواتي المكرمين والمكرمات، بتجديد عهدنا على الولاء لقيادتنا الرشيدة، شاكرين سموكم على حضوركم الكريم وساعين معكم لإعلاء رفعة وعز الكويت.   
وقد تم عرض فيلم قصير بعنوان (القادة المعلمون) عن نشأة ومسيرة التعليم بدولة الكويت وتطور مناهجه ودور المعلم ورسالته في تعزيز القيم الوطنية وتنمية الاوطان وأنشودة بعنوان (دمت معلماً).    
 وقد تفضل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، بتكريم المحتفى بهم من المعلمين والمعلمات والمدارس المتميزة، كما تم إهداء سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة.   
 وقد غادر سموه مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير.