يعد سد مأرب أحد أقدم السدود في العالم، وهو يلعب دورا بارزا في رسم ملامح المنطقة التي أقيم فيها، إذ إنه أنشئ خصيصا لأغراض الزراعة، وخلال الحرب اليمنية شهد السد معارك عديدة إلى أن استرجعت الشرعية السيطرة عليه.
تاريخ سد مأرب كان يُدعى سد مأرب في العصور القديمة بوادي سبأ، وبُني على شكلٍ هرمي في المقطع العرضي، وهو ذو بنيةٍ تحتيةٍ دقيقةٍ من البناء والحجر، ويبلغ طوله حوالي 550م، ويتحكم السد بتدفق الماء لاحتوائه على بوابات، حيث أنّه يحفظ المياه بعنايةٍ لإمداد المناطق الزراعية الكثيفة بالمياه، ويقوم بريّ أكثر من 4000 فدان (16 كم مربع)، وعلى الرغم من أنّ حكام سبأ وحمير قاموا في القرنين الخامس والسادس بعد الميلاد على تطوير السد إلا أنّه يوجد فيه كسور، وفي القرن السابع حدثت هزة أرضية أدت إلى هدمه الأخير، وقد ذكر في القرآن الكريم أنّه سيل العرم، ولكن تمت ترجمته في الخرافات والأساطير الإسلامية أنّه فيضان السد أو انفجار السد.
اختراق السد عام 632 م تمّ اختراق السد ما بين منتصف القرن السادس عشر وموت الرسول محمد عليه السلام عام 632 م، ووصفت هذه الواقعة في القرآن الكريم على أنّها عقاب من الله، لأنّ أهل سبأ رفضوا الإيمان به، وبفعل غارةٍ في الحرب الأهلية في اليمن كشفت الصور عن الدمار الذي لحق بالبرج العالي في السد الشمالي بطول 7 أمتار، والذي تمّ بناؤه من الحجر الجيري، ويبدو أنّ معظمه قد تمّ إعادة استخدامه من بناء السدود السابقة، وعليه نقوش سبئية وحميرية قديمة.
بناء السد إنّ مدينة مأرب هي عاصمة سبأ القديمة وكان أحد حُكامها الملكة بلقيس، وقد تمّ الحديث عنها في الأدب الأوروبي إلى جانب ملكة شيبا الأسطورية، وتبعد المدينة 8كم عن موقع سد مأرب الموجود على مصب وادي عبيدة، وقد زادت الحاجة إلى توسيع السد حيث تمّ رفع السد وإعادة بناء هياكل تصريف المياه، وذلك بسبب توسيع المناطق التي يتمّ ريها، وأجريت في حكم ياسين يخنعم ( القرن الأول قبل الميلاد) أول عملية إعمارٍ ضخمة، وتمّ إجراء الإعمار الثاني في عام 30 قبل الميلاد تحت حكومة الشرجيبل يفر بن كرب أسد وتمّ تنفيذ أعمال البناء على السد خلال سنة 450 بعد الميلاد، وقد تمّ الانتهاء من آخر عملية إعادة إعمار تحت حكومة أبرهة الأشرم سنة 557 بعد الميلاد، وبعد الانتهاء من جميع أعمال البناء أصبح سداً أرضياً طوله 18 متر، وامتداده يصل كحدٍ أقصى إلى 750 متر، وقد تمّ تغليفه بالحجر لتقوية المنحدر المائي، ففي الأماكن التي يحاذي فيها السد الوادي يقع اثنين من منافذ الريّ الشمالي والجنوبي، واللذان يتمّ الحفاظ عليهما بشكلٍ جيدٍ في الوقت الحاضر، وبالنسبة لحجم المياه فهي 15متر مكعب في الثانية ويتمّ تصريفها من المنافذ إلى الضفة اليمنى، أمّا حجم المياه المصرفة إلى الضفة اليسرى فهو 30 متر مكعب في الثانية عبر القنوات الرئيسية.
انهيار سد مأرب
سد مأرب هو عباره عن كتل صخريه أنشأت في وادي ضانا في بالق هيلز ، باليمن، والسد الحالي يقع بالقرب من أنقاض سد مأرب العظيم ، ويرجع تاريخه إلي القرن 8 قبل الميلاد ، حيث أنه كان واحدا من العجائب الهندسية في العالم القديم وجزءا أساسيا من الحضارة العربية الجنوبية حول مأرب .
وهناك أيضا السدود القديمة الهامة الأخرى في اليمن مثل : سد jufaynah وسد kh&>57;rid وسد a&s697;ra’ah وسد miqr&>57;n وسد yath’&>57;n ، وقد تم أعتراف اليمن بها للروعة الهندسية ووفرة المياه القديمة ، حيث أنها تمتد من ساحل البحر الأحمر إلى حدود صحراء الربع الخالي مع العديد من أنقاض سدود صغيرة وكبيرة مصنوعة من التراب والحجارة .
معلومات عن سد مأرب
مأرب هي مدينة تحتل موقع أسترانيجي تاريخي ، في شمال ووسط اليمن ، وهي المدينة المشهورة بموقعها المحصن القديم في مأرب والسد المرتبط بها ، وكانت المركز الرئيسي للدولة قبل الإسلام من” ‘950-115 قبل الميلاد” . تقع المدينة القديمة في واحة خصبة مروية من المياه المحتجزة من سد مأرب ، وقد اشتهرت في العالم القديم بإسم ” باريس ” . هناك واحدة من طرق القوافل الرئيسية التي تربط عالم البحر الأبيض المتوسط بشبه الجزيرة العربية ، و التي ازدهرت بسبب احتكارها التجاري بجلب اللبان والمر من اليمن والمنطقة الساحلية الجنوبية من حضرموت .
بني ” سد مأرب العربي” لتنظيم مياه وادي النهر ” المجرى”، الذي دعا باسم وادي saba’ في العصور القديمة ، وكان أرتفاع السد القديم ، إلى حوالي 550 متر في الطول ليأخذ الشكل الهرمي والمقطع العرضي له البني من الحجر ، وله بوابات التحكم في تدفق المياه ، والتي تروي أكثر من 4000 فدان ، وتدعم المنطقة الزراعية ذات الكثافة السكانية العالية ، حيث أعتمد عليها أجيال متعاقبة من حكام سبأ وتحسنت الأعمال بها ، وعلى الرغم ذلك ، فقد تعرض السد للتدمير النهائي ، عن طريق الزلزال أو الانفجار البركاني الذي وقع في القرن السابع الميلادي باسم “طوفان من أريم ” وهو المذكور في القرآن الكريم ، والذي يترجم أحيانا بإسم “طوفان السد” أو ” انفجار السد” بل هو الموضوع المفضل في الأسطورة الإسلامية .
شيدت بلدة مأرب الصغيرة والمعاصرة من الحجارة من تحت أنقاض السبئية القديمة وبطول ” التلة الأثرية الطبقية”، وهي مركز لرجال القبائل البدو الذين يرعون قطعان من الإبل والأغنام والماعز ، وتربي أجود الخيول في المنطقة . تختزن مدينة القلعة للعديد من النقوش والتماثيل من الفترة السبئية ما قبل الإسلام ، وبها المعبد القديم الذي بني بدقة وبه إله القمر الذي تضرر بشدة في الحرب الأهلية اليمنية 1962-1970 .
والمنطقة المحيطة هي حدود الصحراء العربية جنوباً التي تعرف بـ الربع الخالي ، ومعظمها يقع في المملكة العربية السعودية ، على الرغم من أن هناك العديد من الأودية الجافه مثل حارب والجوف ، وهي منطقة فقيره بالإنتاج الزراعي في البلاد ، ولكن أرض المنحدرات التي تمتد شرقا من 1000 إلى 2000 متر ، والتي تدمج مع rub’ الربع الخالي ، حيث تربى بها الأغنام والماعز والأبقار والحمير ، وتزرع التواريخ ، والبوب .
سد مأرب العظيم
يقع سد مأرب العظيم ، في الجنوب الغربي من اليمن ، والذي يعرف أيضا بإسم السد من ” أريم ” سد العرم ” والذي ينبع من المدينة القديمة من مأرب ، حيث كانت عاصمة المملكة القديمة سبأ ، وكانت مملكة سبأ هي الدولة التجارية المزدهرة ، وتسيطر على طرق في تجارة اللبان والتوابل في شبه الجزيرة العربية والحبشة ، حيث بنا صابئة السد للسيطرة على الأمطار الدورية الموسمية التي تسقط على الجبال القريبة ، وذلك لري الأراضي في جميع أنحاء المدينة .
وتشير الاكتشافات الأثرية الحديثة أن السدود الترابية البسيطة وشبكة القناة التي شيدت تعود إلى 2000 سنه قبل الميلاد ، ويعود سد مأرب العظيم إلى حوالي القرن 8 قبل الميلاد ، ويعتبر أقدم سد معروف في العالم ، ويعد واحدة من أكثر الاعمال البطولية الرائعة للهندسة في العالم القديم . ويصف ذلك ، ياقوت الحموي الجغرافي العربي في القرون الوسطى على النحو التالي :
أن مياه الفيضانات تتدفق من بين ثلاثة جبال ، إلى مكان واحد ، وبسبب تصريف هذه المياه في اتجاه واحد ؛ منع القدماء ذلك بتشييد حاجز من الحجارة الصلبة والرصاص في هذا المكان . وأصبحت مياه الينابيع تتجمع ، فضلا عن مياه الفيضان هناك ، خلف السد مثل البحر ، وبذلك يتمكنوا من ري محاصيلهم من المياه التي يحتاجون إليها بفتح بوابات السد مرة واحدة ، ويستخدمون ما يكفيهم ثم تغلق الأبواب مرة أخرى . وألحقت أضرار بالسد التاريخي بشدة من جراء غارة جوية سعودية في ليلة 31 مايو 2015 .
الإنشاءات
يعود تاريخ بناء أول سد في مأرب الى ما بين 1750 و 1700 قبل الميلاد ، وأقرب نقش على السد وضع هناك في وقت بنائه . وكان المقطع العرضي للسد ، يمتد نحو 580 متر ، و بطول 4 أمتار ، وتجلى ذلك بين مجموعتين من الصخور على جانبي النهر ، حيث كان ذلك مرتبطا بالأعمال الحجرية الكبيرة ، مما يسمح للمفيض والأقفال بين الطرف الشمالي من السد والمنحدرات إلى الغرب .
وفي حوالي 500 قبل الميلاد تم زيادة ارتفاع السد إلى 7 أمتار ، وتم تعزيز المنحدر المنبع “وجه الماء” بغطاء من الحجارة ، ومدت الري لتشمل الجانب الجنوبي فضلا عن الجانب الشمالي .
وبعد نهاية مملكة سبأ ، تراجع السد تحت سيطرة الحميريون في حوالي 115 قبل الميلاد. وتعهدوا بإعادة بناء المزيد ، وإنشاء بنية عالية في محطات المياه الواسعه التي تبلغ 14 متر في كل من الناحيتين الشمالية والجنوبية ، مع خمس قنوات للمفيض ، واثنين من أقفال البناء المقوى ، وبركة تسوية ، وقناة طولها 1000 متر تصل إلى خزان التوزيع ، وفي الواقع لم يتم الانتهاء من هذه الأعمال الواسعة النطاق حتى عام 325 م ، حيث سمحت بري 25000 فدان .
اعمال الصيانة
أصر المؤرخ المسلم الأصفهاني على أن الاختراق الشهير للسد وقع في نحو أربعة مائة سنة قبل الإسلام ، ولكن ياقوت الحموي يسنده الى وقت حكم الحبشة .
وتفيد المصادر العربية الجنوبية القديمة التي في حوالي 145 قبل الميلاد ، أن السد عانى من خرق كبير خلال الحرب بين شعب ريدان ومملكة سبأ ، ويذكر الكثير من العلماء بأن هذا الاختراق قد تسببت في فيضان كبير من أريم حيث ذكر في القرآن ، كما ذكر أيضا في الأمثال العربية التي تتحدث عن أيدي سبأ حيث حدث في ذلك الوقت ، القتال بين rayd&>57;nites والصابئة وتأخر إصلاح السد ، وهذا تسبب في خسائر مدمرة للمحاصيل والفواكه ، مما أدي إلي هجرة أعداد كبيرة من الناس بحثا عن الأرض الجديدة القادرة على دعم الحياة ، وتبع ذلك في الهجرات الضخمة جدا ، ولكنه لا يزال غير مؤكد على الرغم من الانتهاك المعين الذي تسبب في “طوفان من أريم” ، لأن بعض الهجرات قد استغرقت بالتأكيد ذمن من 2 أو 3 قرون م ، وترجع أيضا لكسر ضلع ما من السد ، وبصفة عامة تم إصلاح السد مرتين قبل وقت قصير من ظهور الإسلام .
ويظهر علم آثار سد مأرب لآثر تراكم الطمي وراء السدود في العصور القديمة ، والتدابير الرامية ولتمديد العمر التشغيلي للخزان ، حيث أن سد مأرب قد احتجز مياه الفيضان للتمكين من ري الواحات على مدى عدة قرون ، بينما كان الغرين المتراكم في مياه الري وفي الحقول المروية قد وصل أرتفاعها إلى نحو 15 مترا ، وتسببت هذه الخسارة في المنحدر والنقل ، وأثيرت للتعويض . وبالإضافة إلى وجود فتحات تشغيلية صغيرة لسحب مياه الري ، وربما كانت تستخدم هذه الفتحات الكبيرة على جانب المنبع من السد خلال البناء عند مرور الماء من النهر ، ولكن يمكن أيضا استخدمه للتنظيف الدوري من الرواسب المتراكمة ، وتظهر هذه الأمثلة بأن المهندسين في ذلك العصر كانوا على علم وإدراك بمشاكل إطماء الخزان وتمكنوا من توسيع عمره التشغيلي بنجاح ، وواجهوا نفس المشاكل من ترسب الطمي التي واجهتها في السد القديم أيضا في بناء السد الجديد .
وعلى الرغم من الزيادة في الطول ، إلا أن السد عانى من العديد من المخالفات ” حيث وقعت حوادث كبيرة سجلت في 449، 450، 542 و 548 ” وأصبحت أعمال الصيانة مرهقة على نحو متزايد .
الخرق النهائي
وجاء في تقرير الحكايات المحلية إلى أن الأختراق النهائي للسد كان متوقعا من قبل ملك يدعى عمران ، والذي كان أيضا كاهن ، وفي وقت لاحق من زوجة الملك ، في أسطورة خرق السد بسبب الفئران الكبيرة التي تلتهم ذلك بأسنانها وتخدشه باظافرها ، في 570 أو 575 ، وفي هذه المرة تركت دون اصلاح ، وكان اختراق وتدمير سد مأرب حدثا تاريخيا ، ذكر في القرآن الكريم .
” لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ، فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ” “صدق الله العظيم “
السد الحالي
في الآونة الأخيرة ، تم بناء السد الجديد على مقربة من الموقع القديم ، وكان ذلك على نفقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، الحاكم الراحل لدولة الإمارات العربية المتحدة ، حيث أعيد توطينهم من مأرب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الحالية ، وأجرى حفل الافتتاح في عام 1986 بحضور صاحب السمو الشيخ زايد .
يمتد السد الجديد إلى نحو 38 مترا إلي 763 مترا ، وهو مبني من الأرض عبر وادي ضانا ، وله القدرة على تخزين 398 مليون متر مكعب ، ويقع السد على بعد 3 كم من منبع أنقاض سد مأرب القديم والسد الجديد ، صمم لتخزين المياه لري سهول مأرب ، ومع ذلك ، فإن قاع الوادي في موقع السد الجديد يتكون من الطمي والحصى والمواد الرماليه التي يبلع سمكها من 30- 50 متر والتسرب ينبثق من هذا السد ليهدد هيكله ، ولكن لا يفقد المياه .
ويجري النظر في إعادة بناء سد مأرب القديم ، على حد سواء باعتباره بنية العمل ، وأيضا بمثابة معلم تاريخي وسياحي ، ويتم تحديد حجم العمل ، والمشاركه في هذا المشروع ممايجعل من الضروري عمل منظمات تعمل معا تحت رعاية اليونسكو ، وذلك باستخدام المساهمات المالية من المنظمات الدولية . شيدت السدود الحديثة في اليمن ، مثل سد batis ومأرب ، لتستخدم في جمع المياه للسكان .
وقد بني سد مأرب دون دراسة لتقييم الأثر البيئي ، وبعض من آثار السد التي لم تكن متوقعة في عامي 1995 و 1996 ، ولكن تمت دراسة تأثيرها على جودة المياه والزراعة والمياه الجوفية والاوضاع الاقتصادية الاجتماعية ، ويمكن أن تصبح بحيرة للمياه محملة بأكثر من اللازم بالمغذيات النباتية عندما تكون الفيضانات ضعيفة ، ولا يتم التحكم في نمو الطحالب ، ولكن تم إدخال سمك البلطي النيلي للمكافحة البيولوجية لنمو الطحالب ، ويؤثر السد تأثيراً إيجابا على الزراعة والمياه الجوفية ضمن مخطط تصميم الري ، ولكن للسد أيضا تأثراً سلباً علي الأوضاع الصحية في أراضي المصب ، مع زيادة الصراعات حول توزيع المياه ، ولكنها تؤثر بشكل إيجابي علي النساء من خلال السماح لهم بالعمل في الزراعة والمشاركة في صنع القرار ، ويؤثر السد علي مستويات دخل المزارعين وتشجيع السياحة .
في عهد الآشوريين والبابليين والفرس بنيت السدود فيما بين 700 و 250 قبل الميلاد للحصول علي إمدادات مياه الري ، ومن السدود المعاصرة سد مأرب الترابي في جنوب الجزيرة العربية ، الذي بلغ أرتفاعه حوالي 600 متر لفترة طويلة ، ويحيط به مخرات ، وتم تسليم هذا السد إلى نظام من قنوات الري لأكثر من 1000 سنة .