نظمت الجمعية الكويتية لحماية البيئة حملتها السنوية لليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة تحت رعاية الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت أحمد العيدان وبحضور ممثلين عن مختلف جهات الدولة واعضاء من السلك الدبلوماسي ومنظمات مجتمع مدني وطلاب مدارس.
وفي كلمة لها خلال الافتتاح ألقت رئيس الجمعية د. وجدان العقاب، مؤسسة حملة التعريف بيوم 6 نوفمبر، الضوء على العدد المهول من المعارك ومنها مواقع ومواطن كانت آمنة ولكن امتدت اليها يد الحروب والمعارك والصراعات لتعبث بالسلم والأمن والموارد الطبيعية والبيئية.
وقالت العقاب: إن سجلات التقارير العالمية الموثوقة المعنية بعام 2023 فقط ومنها معهد الاقتصاد والسلام الأسترالي تؤكد أن هناك نحو 97 دولة تشارك بصورة أو بأخرى في نحو 56 صراعا وحربا كلفت الاقتصاد العالمي حوالي 19 تريليون دولار عدا عن قضية النازحين واللاجئين والمقدر عددهم بنحو 95 مليونا يمثلون ضغطا بشريا هائلا على مقدرات وموارد الدول النازحين إليها.
وشددت على السعي لتطبيق أهداف التنمية المستدامة ال17 والتي تتداخل مع بعضها البعض مشكلة حياة رغدة وآمنة لكافة التجمعات البشرية، مشيرة الى ان ذلك لا يتحقق في ظل الصراعات والنزاعات والحروب والمعارك، وقالت انه على «الرغم من الجهود الحثيثة نحو بناء مستقبل أفضل بممارسات بيئية سليمة ومدروسة اقليميا ودوليا وإقرار أيام دولية بأهداف بيئية واضحة أممياً كاليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث والذي يصادف الثالث عشر من أكتوبر واليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكرية إلا أننا نجد للأسف أن خارطة الوطن العربي هي الأكثر تشوهاً بتلك الحروب والنزاعات مما أثقل البيئة العربية بالمشاكل المستعصية الممتدة على مدى أجيال والتي تحتاج حتماً لجهود عملاقة لتعافيها وإعادة تأهيلها».
وأوضحت الدكتورة العقاب أن «التعمد في اعتبار البيئة أداة للحرب يتسبب في تهديد الأمن المائي والغذائي ويساهم في تفشي الامراض ويعطل الجهود المبذولة في مكافحة التغير المناخي وتدهور البيئات وفقدان التنوع الاحيائي والمعاناة من التلوث في كل من البر والبحر والهواء».
وبدورها، تحدثت المنسق المقيم للأمم المتحدة د. غادة الطاهر موضحة انه «قبل ثلاثة عقود، شهدت الكويت بشكل مباشر الآثار الكارثية للحرب على بيئتها الوطنية ومدى فداحة هذا الاثر مادياً ومعنوياً وقد بذلت الكويت جهدا عظيما للتعافى من خلال العمل الجماعي كما أظهر رجال الإطفاء في جميع مؤسسات دولة الكويت بطولة حقيقية في إطفاء حرائق أبار النفط بعد حرب تحرير دولة الكويت».
وأضافت الدكتورة الطاهر انه ومن خلال هذه التجربة الصعبة اصبحت الكويت الصوت المؤثر وقادت المسيرة والعمل وعززت حضورها العالمي كرائدة دولية في حماية البيئة من الحروب والصراعات المسلحة. وفي هذا الصدد، عبرت عن فخر الأمم المتحدة بالوقوف إلى جانب شعب الكويت ومجتمعها وحكومتها لتعزيز هذه الأجندة”.
وأكدت ان “الحفاظ على البيئة في ظل الحروب والصراعات المسلحة يشكل أولوية رئيسية للأمم المتحدة في العالم وفى الكويت بشكل خاص حيث ينصب تركيزنا على البيئة والسلام والأمن، وكلها أمور ضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وكذلك رؤية الكويت 2035”. وختمت بالتأكيد ان “البيئة والسلام والأمن مترابطان بشكل عميق فانهما يتطلبان جهوداً متعددة من الجميع وفى شتى التخصصات وفى جميع القطاعات، فإنني آمل أن نخرج من حوار اليوم بشبكة موسعة من الأفكار والإلهام، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى جهود ملموسة ومشتركة في المستقبل القريب
وقد لاقت مبادرة (هدنة القمة) التي طرحتها جمهورية أذربيجان رئيسة مؤتمر الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ 29 cop» المزمع انعقاده بالعاصمة باكو خلال الفترة من 11 - 22 نوفمبر المقبل إشادات واسعة خلال الفعالية من المشاركين والمتحدثين فيها، حيث تتلخص المبادرة في دعوة عالمية لوقف إطلاق النار تبدأ من أسبوع قبل انطلاق المؤتمر وتنتهي بعده بأسبوع بحيث تكون الهدنة ما بين 4 - 29 نوفمبر الجاري.
وفي هذا الصدد، تحدث المستشار بالسفارة الأذربيجانية مرداود سلطانوف ممثلا لسفير بلاده إميل كريموف، في كلمة له خلال الفعالية عن المبادرة لافتا الى ان «جمهورية أذربيجان تهدف إلى انضمام أكبر عدد ممكن من الدول والجهات غير الحكومية المنظمات الدينية والطائفية بشكل أساسي إلى المبادرة المذكورة»، ومشيرا الى انه «من مبدأ علاقات الصداقة والاخوة القائمة بين جمهورية أذربيجان ودولة الكويت فان الجانب الأذربيجاني يرجو دعم الجانب الكويتي الصديق من خلال خطاب أو مذكرة شفوية أو عن طريق إرسال رسالة دعم، مشيدا بتأييد الجمعية الكويتية لحماية البيئة للمبادرة والحشد لها عربيا ودوليا. وتضمنت الاحتفالية ورشة عمل حوّل أثر المقذوفات والقنابل والأسلحة على البيئة، تحدث خلالها حضوريا ممثلون عن وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة للجيش ووزارة الداخلية والجمعية الكويتية لإدارة الأزمات والطوارئ وشركة نفط الكويت وفريق المهندسين البيئيين التابع لجمعية البيئة، علاوة عن محاضرات عبر تقنية الفيديو لكل من مدير إدارة شؤون البيئة بجامعة الدول العربية الوزير المفوض الدكتور محمود فتح الله، ومن فلسطين مريم الجعجع مدير عام الجمعية العربية لحماية الطبيعة.
وعلى هامش الاحتفالية نظمت الجمعية الكويتية لحماية البيئة معرضا مصاحبا ضم 7 أجنحة، لكل من وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي ووزارة الداخلية والمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية والجمعية الكويتية لحماية البيئة.