يتهادى نهر اللؤلؤ الذي اشتق اسمه من بريق اللآلئ التي احتضنته أعماقه في الأزمنة الغابرة عبر الجنوب الصيني كسيمفونية منسوجة بالماء والضوء ليحمل في جريانه أسرار الحضارة الصينية القديمة وأحلام المستقبل المتجدد ليروي حكاية لا تنتهي عن الانسجام بين الإنسان والطبيعة.
ويعد النهر الذي يبلغ طوله 2200 كيلو متر شريانا نابضا بالحياة حيث يمتد عبر مدن كبرى مثل (غوانزو) و(هونغ كونغ) حاملا معه إرثاً من الجمال والثراء الذي لا ينضب.
وعلى ضفافه تلتقي العصور وتتصافح الأزمنة حيث تجد المعابد العتيقة المتوارية بين الخضرة نفسها وجها لوجه مع ناطحات السحاب التي تخترق عنان السماء مما يجسد معجزة النمو الصيني الذي يحول الأرض إلى مركز اقتصادي عالمي يمزج بين الحداثة الجريئة والجذور العميقة.
وحين تغلف السماء بردة الغسق عند المساء يتحول النهر إلى مجرى من الضوء المتلألئ حيث تنعكس أضواء المدن على مياهه مستعرضاً عبقرية معمارية تحاكي عزيمة بشرية تصهر الهيكل الفولاذي مع الفضاء المائي في مشهد يذكر المارة بالأوديسة البشرية في قهر المستحيل لتضع من الصين حكاية لا تعرف النهاية وعلاقة بين الانسان وطموحاته ما وجدت إلا لتبقى.