افتتح، أول أمس، في بيت بن جلمود، بمتاحف مشيرب معرض “ذاكرة الأرض”، وهو معرض فني جماعي يحتفي بالهوية الفلسطينية من خلال مجموعة من الأعمال الفنية المقدمة من مبدعين إقليميين.
يقام المعرض بالتعاون مع جاليري المرخية وقطر الخيرية والفنان بشير محمد، في مبادرة جماعية تهدف إلى صون وإحياء التراث الثقافي الفلسطيني ودعم القضايا الإنسانية.
ويجمع 12 فناناً من فلسطين والأردن وتونس والجزائر وسورية، حيث قدم كل منهم عملا فنيا يمثل شهراً من شهور السنة في سردية بصرية تستعرض مشاهد من الحياة الفلسطينية التقليدية. وعبر تفسيرات فنية متنوعة، من الأهازيج الشعبية والتطريز إلى مشاهد الأسواق النابضة بالحياة والعمارة التراثية، إذ تجسد الأعمال صمود الشعب الفلسطيني، حيث يروي كل عمل قصة تربط بين الماضي والحاضر.
وأكد المدير العام لمتاحف مشيرب، عبدالله النعمة، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية على التزام متاحف مشيرب المستمر بتعزيز الحوار الثقافي قائلاً: في أعقاب معرض “لأطفال غزة” الذي حظي باهتمام دولي كبير لقضية أطفال فلسطين، يأتي معرض “ذاكرة الأرض”، ليؤكد على ضرورة الحفاظ على التراث وإعادة البناء، داعياً المؤسسات في جميع القطاعات لتوفير منصة للحوار الهادف.
ونوه بأن هذا المعرض يجسد قوة الفن في الحفاظ على التراث والتفاهم الثقافي، مع الاحتفاء بثراء الهوية الفلسطينية.
وكشف النعمة، أن ريع الأعمال الفنية، بالتعاون مع قطر الخيرية، سيتم توجيهها للأعمال الإنسانية في فلسطين.
من جهته، قال الفنان حسان المناصرة: إنه اختار العمل على شهر مارس، نظرا لكونه شهر الخصوبة والخير والعطاء، حيث فيه برد وشمس، تختلط فيه كل المشاعر، حيث إن الربيع هو الشهر الذي يلتقط فيه الفرد أنفاسه بعد شهور الشتاء، حيث الألوان الرمادية.
وأضاف: بما أن المعرض يحكي عن التراث الفلسطيني، آثرتُ أن أحكي عن جوانب مشرقة بعيدا عن الحروب والمأساة، حيث ألقيت الضوء على بعض أنواع الطيور، مثل عصفور الشوك، والهدهد، والديك الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة البادية.
من جانبها، قالت الفنانة صفاء سلامة: إنها اختارت شهر سبتمبر، وأعطته رمزية ما يجود به الله في هذا الشهر من محاصيل من قبيل الزيتون والرمان، مشيرة إلى أن اختيارها لفاكهة الرمان، باعتباره رمزا للخصوبة والعطاء اللامحدود، بما يشي بأن الأرض لا ينقطع عطاؤها.
جدير بالذكر، أن المعرض يضم أعمالاً لفنانين بارزين من محمد عكليك من الأردن/فلسطين، وأصالة شوك ونهى الحبيب من تونس، وتوفيق مباركي من الجزائر، ومحمد كاخي من سوريا، وغيرهم.
وكجزء من هذه المبادرة الثقافية، ستتاح للزوار فرصة اقتناء تقاويم خاصة تضم الأعمال الفنية المعروضة، حيث سيتم توجيه جميع العائدات للأعمال الخيرية من خلال قطر الخيرية.