يعد جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، واحداً من أهم المعالم الثقافية والسياحية في العالم بفضل الدور الذي يلعبه في ترسيخ ثقافة التسامح ونشر صورة الاسلام السمحاء وهويته المعمارية الاسلامية الفريدة .
وأثبت مركز جامع الشيخ زايد الكبير حضوراً فكرياً وثقافياً متميزاً واستطاع أن يعزز قيم التسامح والإخاء والحوار بين الثقافات المختلفة من خلال أنشطته المتنوعة وذلك في إطار الدور الرائد الذي تضطلع به دولة الإمارات في ترسيخ قيم التعايش بين الأديان والتمسك بثوابت الدين الإسلامي الحنيف لنشر السلام والأمن في أرجاء المنطقة والعالم.
ويعد المركز نقطة تلاق لهذا الحوار بما يمثله من بيئة فكرية وثقافية متفتحة يمكن أن توفر المساحة المناسبة لطرح القضايا والموضوعات التي تشغل عالم اليوم لتجسيد رؤى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) في التسامح وقبول الآخر، فيما تهدف استراتيجية مركز جامع الشيخ زايد الكبير بوصفه مركزاً عالمياً رائداً إلى تعزيز التواصل الحضاري بين الشعوب وأن يكون وجهة سياحية عالمية خاصة أنه يعد معلماً بارزاً من معالم السياحة الثقافية والدينية في أبوظبي والإمارات والمنطقة .
وأصبح جامع الشيخ زايد الكبير وجهة ثقافية وسياحية عالمية فالجماليات المعمارية للصرح الحضاري البارز تلعب دوراً كبيراً في استقطاب السياح من مختلف الجنسيات حيث يجمع الجامع في تصميمه البديع بين الأصالة والمعاصرة. كما أصبح يمثل مكانة كبيرة على خارطة السياحة الثقافية في الإمارات.
ويحرص المركز على تعريف الزوار بمعالم جامع الشيخ زايد الكبير من خلال الجولات التعريفية المستمرة التي تنظمها إدارة المركز على مدار العام ويقدم خلالها عدد من المرشدين السياحيين الإماراتيين شرحاً مفصلاً عن الجامع وأهميته المعمارية والثقافية بوصفه أحد المعالم البارزة في أبوظبي والإمارات والمنطقة.
صرح إسلامي
يقع المسجد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي ويعرف محلياً بمسجد الشيخ زايد أو المسجد الكبير أو مسجد الشيخ زايد الكبير.
ويعد سادس أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمسجد الأعظم في الجزائر العاصمة والجامع الأموي في دمشق ومسجد السنة في الرباط بمساحة تبلغ 412,22 متراً مربعاً بدون البحيرات العاكسة حوله، وأحد أكبر عشرة مساجد في العالم من حيث حجم المسجد. ويتسع المسجد لأكثر من 7000 مصلي في الداخل ولكن من الممكن مع استعمال المساحات الخارجية ان يتسع لحوالي 40,000 مصل لكافة أقسام مبنى المسجد.
ومن معالمه المميزة وجود أربعة مآذن في أركان الصحن الخارجي بارتفاع 107 أمتار للمأذنة مكسية كاملة بالرخام الأبيض.
بدأت أعمال البناء في عام 1998 تحت إشراف دائرة الشؤون البلدية،
وأقيمت أول صلاة فيهِ صلاة عيد الأضحى في 19 ديسمبر عام 2007، بينما أعمال البناء ما زالت جارية وقتها ولم تنته في المسجد بشكل كامل. وقد انتهت أعمال البناء في شهر مارس من عام 2008.
وجهة سياحية عالمية
تهدف استراتيجية مركز جامع الشيخ زايد الكبير بوصفه مركزاً عالمياً رائداً في تعزيز التواصل الحضاري بين الشعوب إلى تكريس جامع الشيخ زايد الكبير وجهة سياحية عالمية خاصة أنه يعد معلماً بارزاً من معالم السياحة الثقافية والدينية في أبوظبي والإمارات والمنطقة ويحظى بإقبال ملايين الزوار سنوياً من مختلف الجنسيات.
ويحرص مركز جامع الشيخ زايد الكبير على التنظيم والمشاركة في الفعاليات المجتمعية المختلفة وعلى رأسها الفعاليات الثقافية كما يسعى من خلال ما يقدمه من أنشطة متنوعة وبرامج تعليمية وتثقيفية لزوار الجامع إلى جعل الجامع مركزاً للتعلم والاكتشاف علاوة على وظيفته الأساسية بوصفه مكاناً للعبادة وإقامة الصلوات.
ويمثل الجامع بما يحتويه من مظاهر للإبداع المعماري، نقطة تحول في فن العمارة في العصر الحديث وهو ما بدا من الاهتمام العالمي الواسع بكل ما احتواه الجامع من عناصر متنوعة للجمال انتشرت في كل أرجائه.
مكتبة الجامع
تقع مكتبة مركز جامع الشيخ زايد الكبير في الطابق الثالث بالمنارة الشمالية للجامع وهو ما يحدث للمرة الأولى في تاريخ المساجد وبذلك تجمع المئذنة بين دلالاتها ووظائفها الدينية المعروفة والمعرفة المنفتحة على العالم الداعية الى التسامح ومن هنا فان مكتبة مركز جامع الشيخ زايد الكبير تستأنف الدور الحضاري لخزائن الكتب في الإسلام من منظور معاصر يعي الثوابت ويفهم المتغيرات.
ولاقت مكتبة مركز جامع الشيخ زايد الكبير العديد من الإشادات من الزوار لما تحويه من كتب ومخطوطات نادرة وموسوعات خاصة بالفن والعمارة الإسلامية الأمر الذي جعلها مرجعاً عالمياً وإقليمياً متميزاً بهذا الخصوص حيث تعد مكتبة جامع الشيخ زايد الكبير التي افتتحها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في نوفمبر 2010 من أهم منارات العلم في دولة الإمارات العربية المتحدة وتمثل رافداً جديداً للمنجز الثقافي والعلمي والمعرفي للدولة وتعزز دور المركز كمنارة إشعاع ثقافي بما يتوفر فيها من مصادر وما تحتويه من وسائل تقنية حديثة تساعد الباحثين على الاستفادة القصوى من محتوياتها.
وتستقبل مكتبة المركز عدداً كبيراً من الباحثين والدارسين الذين يرغبون في الاطلاع على بعض الكتب والموسوعات العلمية النادرة التي توجد في المكتبة وتساعدهم في إعداد رسائل الماجستير والدكتوراه خاصة المتعلقة بموضوعات الحضارة الإسلامية .
وتضم المكتبة عدة مصادر أساسية متخصصة في العمارة الإسلامية وفنونها وعلومها وبلغ عدد الكتب المقتناة سبعة آلاف كتاب وهي تتراوح بين كتب ودوريات عن الفنون والعمارة الإسلامية وتاريخها كتبت بـ 12 لغة حيّة أو ما يزيد كما تتوفر في المكتبة مجموعات من نفائس الكتب النادرة ذات الطبعات الفريدة في قيمتها العلميّة أو التاريخية والأخرى القديمة والمميزة في أبوابها.
وتقتني المكتبة ما يزيد على 100 كتاب من الكتب الفريدة والنادرة ويوجد بالمكتبة قسم خاص للمراجع والقواميس والموسوعات وقسم خاص للأطفال يضم ما يزيد عن 800 عنوان من كتب الأطفال ويوجد أيضاً بالمكتبة قسم المصغرات الفيلمية” الميكروفيش” ويضم ما يزيد عن 50 ألف مخطوطة عربية وإسلامية تشمل نسخاً من الطبعات القديمة للقرآن الكريم في شكل ميكروفيش.
ومن الكتب النادرة التي تضمها المكتبة كتاب نادر صدر عام 1905 عن تصاميم السجاد في آسيا ويشرح عبر رسومات أصلية كيفية صناعة السجاد في بعض الدول مثل إيران والهند وباكستان وبعض الدول الآسيوية الأخرى .
أما بخصوص الكتب التي تضمها المكتبة ولا يوجد منها سوى نسخة واحدة على مستوى العالم، فيوجد كتابان الأول عن معالم الفن العربي ونشر عام 1897 في فرنسا والكتاب الثاني عبارة عن نسخة صادرة عام 1921 من الدورية البريطانية كتالوج الكتب المطبوعة والتي كانت بدايات صدورها عام 1744 .
كما يوجد كتاب عن “المصكوكات الإسلامية “ يعود تاريخ نشره إلى عام 1792 وصدر بروما ويعد من الكتب القليلة النادرة التي تؤرخ للعملات في العصور الإسلامية المختلفة وهناك كتاب عن “الفنون العربية” للفرنسي “بريس دي أفينيس” صدر في باريس عام 1973 وهو يتحدث عن الفنون والآثار الإسلامية في القاهرة ويركز على المساجد في مصر القديمة واللافت أن كل الصور التي يتضمنها هذا الكتاب للمساجد القديمة في القاهرة هي عبارة عن رسومات أصلية وليست صوراً فوتوغرافية.