نظمت وزارة النفط أمس الثلاثاء حلقة نقاشية بعنوان (البتروكيماويات في الكويت)، والتي استضافت خلالها مدير التخطيط الشامل في شركة صناعة الكيماويات البترولية المهندسة وفاء بدر العثمان، حيث قدمت عرضاً شاملاً حول واقع وآفاق قطاع البتروكيماويات محليا ودوليا، وقد حضر الحلقة موظفي الشؤون الفنية والضيوف من الهيئة العامة للبيئة ووزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية والمنظمة العربية للطاقة والإعلاميين.
وفي بداية الحلقة النقاشية، رحّبت مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الشيخة تماضر خالد الأحمد الجابر الصباح بالحضور، مشيدةً بمشاركة شركة صناعة الكيماويات البترولية في هذه الحلقة التي تُسلِّط الضوء على صناعة البتروكيماويات، باعتبارها ركيزة استراتيجية لرؤية الكويت الطموحة نحو تنويع الاقتصاد وبناء مستقبل مستدام.
وأكّدت على أن صناعة البتروكيماويات ليست مجرد امتداد تقليدي لصناعة النفط، بل تمثل مستقبلها الحقيقي، بما توفره من فرص اقتصادية وتنموية واستثمارية واسعة تُسهم في تحقيق القيمة المضافة للموارد الطبيعية.
وأوضحت أن دولة الكويت تمتلك مقوماتٍ استثنائية تُؤهلها لترسيخ مكانتها الريادية في هذا القطاع الحيوي، بدءاً من ثروتها النفطية الغنية التي توفر المواد الخام الأساسية، مروراً ببنيتها التحتية المتقدمة التي تضم مجمعات صناعية متكاملة، ووصولاً إلى الاستثمارات النوعية في البحث العلمي، وتنمية الكوادر الوطنية المؤهلة، وهو ما يعكس إيمان القيادة السياسية بأهمية بناء جيل قادر على قيادة هذه الصناعة الواعدة.
وأضافت: “نحن في وزارة النفط نؤمن بأن تطوير صناعة البتروكيماويات هو خيار استراتيجي لا غنى عنه، فهي صناعة تُحوِّل الموارد الطبيعية إلى سلاسل إنتاجية متكاملة تدخل في صناعات حيوية مثل الأسمدة والبلاستيك والمنتجات الصيدلانية، مما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، ويدعم تنفيذ أهداف رؤية الكويت 2035 نحو اقتصاد مرن قائم على المعرفة والابتكار”.
صناعة البتروكيماويات
من جانبها قالت مدير التخطيط الشامل في شركة صناعة الكيماويات البترولية المهندسة وفاء بدر العثمان، أن صناعة البتروكيماويات تُسهم بدعم الناتج المحلي الإجمالي لدولة الكويت والغير نفطي بشكل خاص، مما يعكس أهمية هذا القطاع كمصدر رئيسي للدخل الوطني.
واستعرضت العثمان خلال الحلقة النقاشية التعريف بصناعة البتروكيماويات حيث قالت أنها عبارة عن مركبات قائمة على الكربون والهيدروجين بشكل أساسي، وأوضحت أن النفط والغاز الطبيعي ليسا مجرد مصادر للطاقة فحسب، بل يشكلان مواد خام أساسية لإنتاج آلاف المنتجات الحيوية مثل البلاستيك والمطاط الصناعي والألياف والمنظفات ومستحضرات التجميل، حيث تُستخدم البتروكيماويات على نطاق واسع في شتى مناحي الحياة وتُعدّ ركيزة أساسية لصناعات متعددة، بما في ذلك أكثر من 90% من المنتجات الاستهلاكية اليومية التي تحتوي على مكونات بتروكيماوية مباشرة أو غير مباشرة.
وأوضحت العثمان خلال الحلقة كيفية إنتاج البتروكيماويات، حيث يتم تحويل منتجات النفط والغاز إلى عطريات وأوليفينات ومشتقات من غاز الميثان عبر عمليات تصنيع متنوعة مثل إعادة تشكيل النافثا باستخدام المحفزات، والتسخين بالبخار لتفكيك الجزيئات، وتفاعل الميثان مع البخار، وتنتج عن هذه العمليات مواد بتروكيماوية أساسية تتفرع منها آلاف المشتقات الصناعية.
تحولات الصناعة الكبرى
وتناولت الحلقة التحولات الكبرى التي تشهدها الصناعة، بدءاً من العوامل الجيوسياسية والتجارية والتغيرات في السياسات الدولية، وصولاً إلى توسع استثمارات الدول الناشئة مثل الهند والصين في صناعاتها المحلية لتلبية الطلب المتزايد، ما يدفع الشركات الكبرى إلى الدخول في شراكات استراتيجية أو استثمارات مباشرة، في حين تظل منطقة الشرق الأوسط محتفظة بتنافسيتها بفضل الانخفاض النسبي لتكلفة إنتاج اللقيم، كذلك تم التطرق إلى تأثير الاكتشافات الضخمة للغاز الصخري في أمريكا الشمالية، والتي وفرت مصدراً مثالياً منخفض التكلفة لصناعة البتروكيماويات.