يروي مبنى (بيت بيروت) الذي يقف شاهداً معمارياً في منطقة (السوديكو) في العاصمة اللبنانية قصة مدينة بأكملها بعد أن تحول من منزل أنيق شيد عام 1924 وفق طراز يعكس فن العمارة العثمانية إلى معلم ثقافي بارز.
ولا يزال يظهر المبنى الذي يعرف أيضا بالبيت (الأصفر) أو مبنى (بركات) آثار الحرب الأهلية على جدرانه مثل ثقوب الرصاص وندوب القذائف حيث كان نقطة تمركز القناصة على (الخط الأخضر) الفاصل بين شرقي العاصمة بيروت وغربها الأمر الذي جعل من المبنى مساحة بصرية ووجدانية تعكس معاناة المدينة وذاكرتها الجماعية قبل أن ينقذه من الهدم مرسوم بلدي صدر عام 2003.
ويحتضن (بيت بيروت) اليوم متحفاً لتاريخ العاصمة منذ القرن الـ 19 إضافة إلى معارض فنية وورش عمل تعليمية وقاعات عروض ليغدو مركزاً حضارياً وشاهداً صامتاً على الحرب ومنبراً للسلام والثقافة يستقطب الزوار من كل مكان في حوار مفتوح حول الهوية والعيش المشترك.