أكد استشاري أمراض القلب، ونائب رئيس جمعية القلب الكويتية ا.د.محمد زبيد أن مرض فشل عضلة القلب مرض منتشر، مبينا أنه حالة تستدعي مراجعة الطبيب بشكل فوري، وتحتاج إلى تكرار زيارة المستشفى.
وقال زبيد: إن اهتمام المؤتمر ينصب على استخدام تقنيات معينة ترشد الطبيب المعالج إلى مدى احتمالية إصابة شخص معين مصاب بمرض السكر بإصابته بفشل عضلة القلب، مشيرا إلى أن الهدف من العلاج هو الاكتشاف المبكر، وتجنيب هذا الشخص المصاب بالسكر حدوث فشل عضلة القلب.
وأردف أما عن كيفية الاكتشاف، فيكون من خلال تحليل دم بسيط يُقاس فيه أحد البروتينات الموجودة في الدم. هذا التحليل المخبري سهل وبسيط، وعندما تكون قيمته مرتفعة، فإن ذلك يشير إلى وجود ضغط على القلب واحتمال الإصابة بفشل عضلة القلب، أو أن المريض قد يكون مصاباً بالفعل دون أن يدري.
وبين زبيد :نحن كأطباء في غالبية الوقت نعالج أمراضا قد حدثت، والمراجع يكون بالفعل مصابا بالمرض، ويتم علاجه، ونحن في نفس الوقت كأطباء دائما مهتمين بأمور الفحص المبكر، ونحن نهتم أيضا بالتقنيات الحديثة التي قد تكشف لنا المرض قبل حدوثه، وهنا تأتي أهمية هذا الفحص، فهو يساعدنا على اكتشاف المرض، وعلاج الشخص المصاب بالسكر قبل تطور حالته المرضية، وهذا أحد الأمور التي تهمنا كأطباء، وهو نوع من أنواع الوقاية والاكتشاف المبكر.
من جهته قال استشاري الغدد الصماء والسكر ورئيس رابطة السكر الكويتية د. وليد الضاحي: نحن اليوم في المؤتمر بحثنا أمراض القلب والسكر، وارتباطهما الوثيق، ونحن نعلم أن الكويت تعد من أعلى النسب العالمية في أمراض السكر ، فهي تصل إلى 25 في المئة، وهناك أيضا ارتفاع في أمراض القلب .
وأضاف الضاحى في تصريح صحافي له خلال المؤتمر الذي نظمته “روش دايجنوستكس” الكويت “قصور القلب: حقائق غير معلنة”، والذي أقيم برعاية جمعية القلب الكويتية.
وأكد الضاحي أن هناك عدة عوامل اختطار لهذا المرض منها السكر والسمنة والتدخين، والتقدم بالعمر، وأمراض ارتفاع ضغط الدم ، مشيرا إلى أن هناك عدة طرق لمعرفة وجود الاختلال في عضلة القلب منها معرفة الأسباب، وبعض الفحوصات المخبرية التي تؤدي إلى معرفة هذا المرض قبل حدوثه، بحيث أن نقلل نسبة الإصابة بفشل عضلة القلب الذي يؤدي بالنهاية إلى الحاجة إلى زراعة القلب.
وأشار الضاحي إلى أن نسبة أمراض القلب 80 لكل 100 ألف، موضحا أن نحو 4 آلاف وفاة كل عام بسبب أمراض القلب والشرايين، وأن أمراض عضلة القلب تزداد 10 مرات عند مرضى السكر أكثر من غيرهم، ومعدل التدخين في الكويت 20 في المئة ، ونحو 43 في المئة ارتفاع ضغط الدم.
وفي السياق نفسه تحدثت د. حصة الأنصاري، أخصائي أول طب الأسرة، رئيس لجنة الأمراض غير المعدية في مراكز الرعاية الصحية الأولية، عن برامج الفحص المبكر في الرعاية الأولية، مشيرة إلى دمج فحص قصور القلب ضمن الممارسات الإكلينيكية لمرضى السكري في مراكز الرعاية الصحية الأولية. وأكدت أن هذا الفحص أصبح متاحاً الآن ويتم تبنّيه فعلياً في الرعاية الأولية في الكويت، مما يتيح التشخيص المبكر والتدخل العلاجي قبل تفاقم الحالة، ويمثل خطوة مهمة نحو تحسين جودة الرعاية والوقاية من مضاعفات أمراض القلب.
من جهته قال رئيس وحدة فشل القلب المتقدم وزراعة القلب في مستشفى العدان د. بدر العياد إن هذا الملتقى يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز جودة رعاية قصور القلب في الكويت، وذلك من خلال جمع الخبراء من مختلف التخصصات وتبادل الخبرات وتحديث الممارسات المبنية على الأدلة. هذا مما يخلق منظومة صحية وطنية متكاملة تعطي أولوية للارتقاء بسلامة المرضى وتحسين نتائجهم من خلال التشخيص المبكر، والعلاج المتقدم، والدعم متعدد التخصصات.”
واستعرض د. محمد فاروق، استشاري قلب في مستشفى مبارك الكبير، تجربة تطبيق بروتوكول strong-hf في مستشفى مبارك الكبير، وهي تجربة رائدة على مستوى الدولة في تنفيذ هذه الدراسة العالمية التي تهدف إلى تحسين نتائج المرضى بعد الخروج من المستشفى من خلال المتابعة المكثفة وتعديل الأدوية. وتمثل هذه التجربة قصة نجاح وطنية في تطبيق المعايير العالمية ضمن المنظومة الصحية المحلية.