- «هاريبور» بباكستان.. صرح تعليمي ومهني يخدم 7000 مستفيد
- دار الخير بالسودان لرعاية الأيتام بتكلفة تتجاوز 1.8 مليون دينار
- مركز غزة للأشعة شريان طبي حيوي دمره العدوان 
- مدينة «صباح الأحمد» بسوريا.. 1800 وحدة سكنية و1000 فرصة عمل 
- قرية صباح الأحمد بإندونيسيا تحتضن 2383 طالباً 
- معهد الوسطية بجيبوتي رؤية استراتيجية لنشر قيم الاعتدال
- إيلاف باليمن: شعاع أمل لإغاثة النازحين.. «الكويت بجانبكم» 
- «الشفيع»: 11398 حافظاً في 25 دولة يرفعون راية القرآن
- 174 عنواناً بحثياً لمركز الدراسات و417 عدداً من «العالمية» لترسيخ الدبلوماسية الإنسانية

تواصل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عطاءها الدولي من خلال مشاريع تعليمية وصحية وإغاثية نوعية في باكستان والسودان وفلسطين وسوريا وإندونيسيا وجيبوتي واليمن، مع التركيز على تمكين المجتمعات الأشد حاجة، ونشر الوسطية من خلال مشاريع مثل الشفيع والمركز العالمي للدراسات، لترسخ رسالة الكويت الإنسانية في بناء الإنسان والتنمية المستدامة.
وانطلاقًا من رؤيتها العالمية، تبنّت الهيئة نهجًا استراتيجيًا يرتكز على المشاريع النوعية ذات الأثر المستدام، حيث وجّهت جهودها إلى تنفيذ مشروعات تنموية نموذجية في المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية، مستهدفةً المجتمعات الأشد احتياجًا، وفق رؤية واضحة ومنظومة عمل مؤسسية تقوم على الحوكمة الرشيدة، والدراسات العلمية والميدانية، والشراكات الفاعلة مع كبرى المنظمات الإنسانية. 
وقد أسهم هذا العطاء المتواصل في رفع اسم الكويت عاليًا بين الأمم، بوصفها داعمًا أصيلًا للسلام والتنمية، حتى اقترن ذكرها في المحافل الدولية بقيم الخير والعطاء، والتراحم والتكافل، والبناء والعمران.
مجمع هاريبور التعليمي - باكستان
 أحد أهم المشاريع التعليمية النوعية والتنموية التي تفخر بها الهيئة، يقع هذا المشروع في جمهورية باكستان الإسلامية، وتحديدًا في منطقة «هاريبور»، ويبلغ إجمالي تكلفته 562,142 دينارًا كويتيًّا، ويستفيد منه استفادة مباشرة نحو 7,000 مستفيد، ويتكون من: سكن للأيتام، ومدرسة للتدريب المهني، ومدرسة تعليمية، ووحدة صحية، ومخبز وفرن آلي، وبئر ارتوازي كبير، يتبعه خزان مياه يغذي المجمع بالكامل، بالإضافة إلى محطة لتوليد الطاقة الشمسية يستفيد منها المجمع.
 مجمع دار الخير في ولاية كسلا – السودان
 يعدُّ أحد المجمعات الكبيرة لرعاية وتأهيل الأيتام؛ حيث بلغ إجمالي تكلفته 1,808,920 دينارًا كويتيًّا، أسهمت الهيئة في بنائه بإجمالي مبلغ وقدره 600,000 دينار كويتي، ويستفيد منه استفادة مباشرة نحو 1000 مستفيد، ويتكوَّن من مسجد، وروضة أطفال، ومدرستين أساسيتين، ومدرسة ثانوية، ومركز حرفي، وسكن داخلي للأيتام، ومبنى الخدمات الذي يتكون من: المطبخ، والمخبز، وصالة متعددة الأغراض (صالة طعام/ مسرح)، ومستوصف، وقاعة ضيافة، ومبنى الإدارة، بالإضافة لمخازن، وسكن للإدارة والإشراف التربوي. 
مركز الكويت للأشعة التشخيصية – فلسطين
 يُعدّ المركز أحد المشاريع الصحية النوعية الكبرى التي أُنشئت بدعم كويتي في قطاع غزة، وقد شكّل عند افتتاحه إضافة استراتيجية للقطاع الصحي في قطاع غزة، لما تميّز به من تجهيزات متطورة تُعدّ الأولى من نوعها على مستوى القطاعين الحكومي والخاص، وبلغت تكلفة إنشائه وتجهيزه بأحدث أجهزة الأشعة التشخيصية كأجهزة الأشعة المقطعية (ct) والرنين المغناطيسي (mri)، أكثر من 3 ملايين دولار أمريكي، وكان يخدم نحو 24 ألف مريض سنويًا.
أسهم المركز في سدّ فجوة كبيرة في خدمات الأشعة التشخيصية المتقدمة، في ظل افتقار غزة إلى مركز متخصص، وما تعانيه المستشفيات الحكومية من نقص الأجهزة الحديثة وطول فترات الانتظار، الأمر الذي كان يضطر كثيرًا من المرضى إلى اللجوء للقطاع الخاص بتكاليف تفوق قدرتهم.
غير أن هذا الصرح الصحي الإنساني تعرّض للتدمير خلال العدوان على قطاع غزة، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة وحرمان آلاف المرضى من خدمات تشخيصية حيوية، في مشهد يجسّد حجم الخسائر التي لحقت بالبنية الصحية، ويؤكد في الوقت ذاته أهمية هذه المشاريع الإنسانية ودورها المحوري في حماية حق الإنسان في العلاج والحياة.
مدينة صباح الأحمد – سوريا
 تقع مدينة صباح الأحمد السكنية في الشمال السوري، وقد بلغت إجمالي تكلفة إنشائها 1,800,000$ دولار أمريكي، وتتكون من عدد 1,800 بيت، بالإضافة إلى مرافقها الأساسية والتمكينية؛ وأبرزها: 5 مساجد، و3 مراكز لتحفيظ القرآن الكريم، و3 آبار ارتوازية، و4 مدارس ابتدائي واعدادي، ومخبز، وسوقين تجاريين، ومستوصفين صحيين، ويبلغ عدد المستفيدين استفادة مباشرة 1,800 أسرة من الأسر النازحة، بخاصة أسر الأيتام والأرامل.
 وتوفر المدينة التي أسهمت في إنشائها الهيئة الخيرية بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات خيرية محلية ودولية 1,000 فرصة عمل للنازحين، ويبلغ العمر الافتراضي للبيوت فيها مدة 10 سنوات، وتجلت أهدافها في: الحد من الهجرة الداخلية والخارجية بين السوريين، وتنشيط الاقتصاد المحلي، والتقليل من المشكلات الاجتماعية.
قرية الشيخ صباح الأحمد – إندونيسيا
 أنشئت قرية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله- في العام 2011م، ويبلغ إجمالي مساحتها 130,000 متر مربع، وتضم عددًا من الأيتام يبلغ 450 يتيمًا ويتيمة، ويبلغ عدد الطلاب فيها 2,383 طالبًا وطالبة، يتوفر على خدمتهم كادر تعليمي من 233 معلمًا ومعلمة، وقد بلغ إجمالي تكلفة القرية أكثر من 6,500,000 دولار أمريكي، وتتكون من: 7 دور أيتام، و9 مدارس، و8 سكن للطلاب والطالبات، و3 مساجد، وصالة متعددة الأغراض، ومستوصف، ومركزين تدريبيين، ومطبخين مركزيين، و20 بيتًا للمدرسين.
معهد الوسطية وثقافة السلام – جيبوتي
 مؤسسة تعليمية متخصصة أنشأتها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في جمهورية جيبوتي، ضمن رؤيتها الاستراتيجية الهادفة إلى بناء الإنسان وتمكينه ثقافيًا وتعليميًا، ونشر قيم الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي في المجتمعات.
يُعنى المعهد بتأهيل الدعاة والأئمة والخطباء وفق منهج الوسطية، من خلال ترسيخ فقه المقاصد والكليات وفقه الموازنات، وربط الخطاب الديني بواقع المجتمع ومتطلبات العصر، بما يعزز الأمن الفكري والسلم الأهلي.
يحتضن المعهد نحو 360 طالبًا في بيئة تعليمية حديثة، ويقع على مساحة تقارب 1794 مترًا مربعًا، ويقدّم برامج تعليمية وبحثية نوعية، إلى جانب تنظيم المؤتمرات والملتقيات العلمية والدعوية على المستويين الإقليمي والدولي.
وقد تم إنشاء المعهد بتمويل كريم من عوائد وقفية الراحل علي صالح اللهيب – رحمه الله، ليكون منارة علمية مستدامة، ومنصة عطاء معرفي تسهم في خدمة المجتمع الجيبوتي والأمة الإسلامية.
قرية إيلاف السكنية في اليمن
في منطقة عزلة الزهاري بمديرية المخا في محافظة تعز اليمنية، دشنت الهيئة الخيرية المرحلة الأولى من مشروع «إيلاف السكنية» بالتعاون مع فريق تراحم التطوعي، ليكون شعاع أمل لعشرات الأسر النازحة تحت شعار «الكويت بجانبكم»، بالتعاون مع جمعية الوصول الإنساني للشراكة والتنمية.
يمثل المشروع تحولًا جذريًا في حياة الأسر التي عانت التشرد والنزوح بسبب الصراع المستمر في اليمن، حيث انتقلت من أكواخ مهترئة وعشش بدائية إلى بيئة سكنية مستقرة تضم 50 وحدة سكنية مصممة وفق معايير هندسية، لكل وحدة غرفتان وفناء ومطبخ ودورة مياه، لتضمن الشعور بالأمان والراحة والخصوصية.
تتضمن القرية مرافق متكاملة تدعم الحياة اليومية للسكان، منها مسجد يتسع لـ 300 مصلٍ لتعزيز الاستقرار الروحي، ومركز صحي متكامل لتوفير الرعاية الصحية، بالإضافة إلى شبكة مياه نظيفة، ونظام طاقة شمسية، وأعمال تشجير وإنارة وشوارع ممهدة، مما يحسن جودة الحياة ويضفي جمالًا وراحة على المكان.
وتمثل قرية «إيلاف السكنية» نموذجًا يحتذى به في توفير الإيواء الكريم وتحسين الظروف المعيشية للأسر النازحة.
مشروع الشفيع
 انطلقت فكرة مشروع الشفيع لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه من قناعة راسخة لدى نخبة من العلماء بأهمية إنشاء مركز تربوي تعليمي متكامل، يُعنى بتحفيظ كتاب الله وتعليم علوم القرآن، مستفيدًا من الوسائل العصرية والتقنيات الحديثة. 
 وقد انضم المشروع للعمل تحت مظلة الهيئة في يناير 2011م، مستهدفًا كفالة ألف حافظ وحافظة سنويًا، حيث أسهمت أنشطته المتميزة في نشر الخير وإشاعة نور القرآن في مختلف بقاع العالم.
ويهدف المشروع إلى تخريج الحافظ أو الحافظة خلال أربع سنوات، بإشراف معلمين ومعلمات من ذوي الكفاءة والخبرة.
وقد وصل عدد الحفّاظ والحافظات المتخرّجين من مراكز الشفيع المنتشرة في 25 دولة حول العالم إلى 11,398 حافظًا وحافظة.
ولم يقتصر دور المشروع على الحفظ فحسب، بل توسّع ليشمل رعاية الحفّاظ الموهوبين، ودعم الطلبة المبدعين والمتميزين، إلى جانب برنامج الفرحة الذي يهدف إلى تقديم الرعاية الاجتماعية لأسر الحفّاظ من ذوي الدخل المحدود.
المركز العالمي لدراسات العمل الخيري
 منذ بدايات مبكرة آمنت الهيئة الخيرية بأهمية البحوث والدراسات والعمل الخيري المتخصص المستند إلى البحث العلمي، فصدر القرار الإداري رقم (123/ 2007) بخصوص إنشاء مركز الدراسات الخيرية في الهيئة الخيرية في شهر فبراير من عام 2007م. 
 وحرصًا على تفعيل دور المركز على نطاق أوسع، وبذل الدعم اللازم لتحقيق أهدافه؛ أوصى مجلس الإدارة في أحد اجتماعاته بتأكيد « أهمية البحث العلمي والدراسات الخيرية؛ من أجل تحقيق الأثر الإيجابي الذي تسعى إليه الهيئة والجمعيات الخيرية».
 وبناء على تلك التوصية انطلق المركز تحت اسم جديد هو «المركز العالمي لدراسات العمل الخيري»، وبرؤية طموحة تتلخَّص في أن يكون: «مرجعًا عالميًا في دراسات العمل الخيري والإنساني»، لتحقيق رسالته التي تتمثَّل في: «خدمة العمل الخيري والإنساني وتطويره من خلال البحوث والدراسات المتخصِّصة».
وقد بلغ إنتاج المركز حاليًا أكثر من (174) عنوانًا بحثيًّا من الدراسات واستطلاعات الرأي وتقدير الموقف، مع عدد من سلاسل النشر الشهري كنشرة «أثر»، و»خلاصات معرفية»، بالإضافة إلى عشرات الإصدارات الداخلية لدعم القرار في المجال الخيري، وكذلك الفعاليات ذات الصلة بالبحث والدراسات في القطاع الخيري.
الخطاب الإعلامي للهيئة الخيرية وقيادتها
 تحرص الهيئة الخيرية في خطابها الإعلامي على إبراز اسم الكويت، والتأكيد على التوجيهات السامية، والاحتفاء بالمناسبات الوطنية، مع تسليط الضوء على الموقف الإنساني المشرّف للكويت وريادتها في الأعمال الإنسانية والإغاثية على مستوى العالم، وسجلها الحافل بالمبادرات والمواقف الإنسانية.
 كما تحرص الهيئة، من خلال مجلتها الشهرية المتخصصة «العالمية» والتي بلغ عدد إصداراتها حتى اليوم 417 عددًا، إلى جانب مطبوعاتها ومنصاتها الإعلامية المختلفة، على إبراز دور العمل الخيري في الكويت بوصفه ركيزة محورية في سياستها الخارجية، ومكوّنًا أصيلًا من دعائم دبلوماسية العمل الإنساني التي أرساها حكّام الكويت عبر تاريخها.
 وأسهم هذا الحضور الإعلامي في تسليط الضوء على المكانة المتقدمة التي تحتلها الكويت بين الدول المانحة عالميًا، ودورها الريادي في دعم وتعزيز التعاون الإنساني الدولي.
وخلاصة القول، إن ما جاء في هذا التقرير ما هو إلا جزء يسير من فيض العطاء الإنساني المتواصل للهيئة الخيرية، من مبادرات ومواقف ومشاريع نوعية على المستويين المحلي والدولي، فالهيئة، برؤيتها المؤسسية الثاقبة وجهود قيادتها المخلصة، تمثل نموذجًا رائدًا للعمل الخيري المؤسسي، مستمرة في كتابة صفحات جديدة من الخير العابر للحدود والقارات، حاملة رسالة الكويت وشعبها المعطاء إلى كل محتاج، مجددة عهدها في ترسيخ قيم التراحم والعمل الإنساني المستدام، وتعزيز أثرها الحضاري والإنساني على المستويين الإقليمي والدولي.