تمتلك دولة الكويت رصيداً ضخماً وسجلاً حافلاً بالمبادرات الخيرية والإنسانية في رفع معاناة الشعوب المنكوبة ونصرة القضايا الإنسانية ومواجهة الكوارث والمحن التي تتعرض لها كافة الدول دون تمييز، إلى جانب الاهتمام بالصحة والتعليم وإيجاد فرص العمل عبر إقامة المشاريع التنموية في شتى بقاع العالم.
وفي هذا الإطار ، لم تكن «الوسط» بعيدة يوما عن العمل الخيري الكويتي ، بل كانت وستظل داعماً إعلامياً له ولمؤسساته كافة ، فاختارت العم يوسف الحجي رحمه الله شخصية العام 2009 ، والراحل عبدالرحمن السميط رحمه الله شخصية العام 2012 ، وجمعية الهلال الأحمر عام 2018، لذا فإن اختيارنا للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ، شخصية العام 2025 ، يعكس ما تملكه الهيئة من تاريخ امتد لنحو 40 عاماً في خدمة الإنسان وتنمية قدراته وتخفيف معاناته ، حتى أصبحت واحدة من كبريات المنظمات المانحة في العالم الإسلامي التي تمارس نشاطها الخيري والإنساني عبر 10 مكاتب خارجية، في آسيا وأفريقيا، بالشراكة مع أكثر من 200 منظمة إنسانية دولية وإقليمية ومحلية معتمدة، متجاوزة الحدود الجغرافية والعرقية والدينية، ومجسدة القيم النبيلة للتكافل والتراحم..
أُنشئت الهيئة بموجب القانون رقم (64) لسنة 1986م، وصدر مرسوم أميري بنظامها الأساسي في عام 1987م من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، طيّب الله ثراه، لتكون بذلك الجهة الوحيدة التي أُنشئت بمرسوم أميري. وشهدت الكويت على مدى العامين السابقين لإنشاء الهيئة عدداً من الاجتماعات التحضيرية والتأسيسية بمشاركة 160 شخصية من رواد العمل الخيري والعلماء والشخصيات العامة من مختلف دول العالم الإسلامي ، حتى أبصرت النور ، وترأس مجلس إدارتها العم يوسف الحجي رحمه الله لأكثر من 25 عاماً ، ثم الدكتور عبدالله المعتوق لنحو 15 عاماً، ويتسلم الراية اليوم المهندس جمال النوري.
ستظل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية منارة للعمل الإنساني الكويتي الأصيل، شاهداً على أن العطاء لا يعرف حدوداً، وسيظل العمل الخيري أحد ركائز أمن واستقرار دولة الكويت.