شارك في تأسيس الهيئة الخيرية ثلّةٌ من كبار رجالات العمل الخيري في الكويت، جاء في طليعتهم: يوسف جاسم الحجي، وعبدالله علي المطوع، وأحمد بزيع الياسين، وأحمد سعد الجاسر، ومحمد ناصر الحمضان، ود. عبدالرحمن حمود السميط. 
كما أسهم في تأسيس الهيئة أيضًا عددٌ من العلماء والوجهاء الكويتيين، من بينهم: الدكتور جاسم مهلهل الياسين، ود. خالد عبدالله المذكور، ود.عجيل جاسم النشمي، وطارق سامي سلطان العيسى، وعبدالرزاق أحمد البحر، وعبداللطيف العلي الشايع، ود.فؤاد عبدالله العمر، ود.محمد أحمد الشرهان، وفيصل سعود المقهوي، ونادر عبدالعزيز النوري، وناصر محمد الساير، ونجيب عبدالوهاب العثمان.
 وقد شارك هؤلاء، إلى جانب نخبة من كبار علماء الأمة الإسلامية حول العالم في ذلك الوقت، في دعم مشروع إنشاء الهيئة الخيرية وترسيخ رسالتها الإنسانية، ومنهم الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ محمد الغزالي والدكتور زغلول النجار وسليمان عبد العزيز الراجحي وصالح عبدالرحمن الحصين ود. مناع خليل القطان ود. أحمد توتونجي والشيخ عبدالرحمن بن عقيل ود. صالح الوهيبي، وعبدالرحمن بن عبدالله المحمود ود. عبدالعزيز السبيعي، والمشير عبدالرحمن سوار الذهب ود. جعفر شيخ إدريس، ومحمد صالح الريس والشيخ أبو الحسن الندوي وعبدالسلام الهراس وأبو الكلام محمد يوسف والشيخ عبدالمجيد الزنداني والشيخ أحمد ليمو وغيرهم.
 

الصميط.. أعاد توجيه البوصلة
نحو بناء الإنسان والتنمية المستدامة

 
يشغل المهندس بدر سعود الصميط منصب المدير العام للهيئة الخيرية منذ مايو 2016، ويُعد من القيادات الإدارية التي جمعت بين الخبرة المؤسسية والعمل الإنساني.   بدأ مسيرته في المجال الخيري والتطوعي منذ عام 2015 من خلال العمل الإغاثي مع اللاجئين والنازحين، قبل أن يتولى قيادة الجهاز التنفيذي للهيئة.
قاد الصميط خلال فترة إدارته مرحلة تطوير نوعية، أعاد فيها توجيه نشاط الهيئة من الإغاثة المباشرة إلى بناء الإنسان والتنمية المستدامة، وأشرف على إعداد وتنفيذ الخطة الاستراتيجية (2022–2026)، إلى جانب إعادة الهيكلة الإدارية والمالية، وتعزيز الحوكمة والشفافية، ورفع كفاءة الأداء المؤسسي، وتوسيع نطاق الشراكات، بما عزز من أثر الهيئة الإنساني محليًا ودوليًا 
ويمتلك الصميط خبرة مهنية تمتد لـ 29 عامًا في القطاع النفطي، تقلّد خلالها مناصب قيادية في مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة، وأسهم في إدارة مشاريع استراتيجية كبرى.  وهو حاصل على بكالوريوس الهندسة الكيميائية وماجستير إدارة الأعمال، ما أضفى على أدائه في العمل الخيري بعدًا احترافيًا يجمع بين الرؤية الإنسانية والإدارة المؤسسية الحديثة. 
 

الحجي.. إمام  العمل الخيري

يُعد العم يوسف الحجي - رحمه الله - أحد أعلام العمل الخيري في العالم الإسلامي، حيث قاد مسيرة امتدت قرابة نصف قرن في خدمة القضايا الإنسانية والخيرية، محققًا بصمات بارزة على الصعيدين المحلي والدولي.
وُلد الحجي في 21 أغسطس 1923م (1341هـ) في الكويت، ونشأ في بيت علم وحكمة، متأثرًا بالعلماء والوجهاء، أسهم في تكوين شخصيته الملتزمة بالقيم الإسلامية والوسطية.
بدأ مسيرته الوظيفية في وزارة الصحة عام 1944م، وتدرج في المناصب حتى أصبح أول وكيل لوزارة الصحة العامة في الكويت عام 1963م، مسهمًا في تطوير الخدمات الصحية وتوسيعها لتشمل المناطق النائية.
ترأس الحجي مجلس إدارة الهيئة الخيرية لمدة 25 عامًا، حيث ساهم، إلى جانب المؤسسين، في وضع أسس مؤسسة عريقة للعمل الخيري والإنساني، وصلت مشاريعها إلى مختلف بقاع العالم في مجالات الإغاثة والتنمية والتعليم والصحة.
كما ترأس عددًا من الجمعيات والمؤسسات الخيرية، منها اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة التي أصبحت الجمعية الكويتية للإغاثة، وجمعية الإصلاح الاجتماعي، وجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية، وأسهم في تأسيس بيت التمويل الكويتي، وكان عضوًا في مجالس أمناء جامعات وهيئات خيرية دولية.
نال الحجي تقديرًا واسعًا محليًا ودوليًا، وحصل على جوائز عدة، من بينها: وسام رواد العمل الخيري في الكويت، الوسام الذهبي للعمل الخيري من البوسنة، جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، جائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي، ووسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الأولى.
توفي الحجي في 25 مارس 2020م (5 شعبان 1441هـ)، تاركًا للأجيال إرثًا خيريًا وإنسانيًا عظيمًا، ومثالًا يُحتذى به في الالتزام بالعمل التطوعي وخدمة الإنسان.
 
 
 

المعتوق.. شخصية محورية
في تعزيز سمعة الكويت دولياً 

 
 تولى د. عبدالله المعتوق قيادة الهيئة الخيرية خلفًا للعم يوسف الحجي – رحمه الله – في عام 2010، وأُعيد انتخابه لفترات متتالية حتى قدم استقالته في التاسع من ديسمبر 2025 لظروف خاصة، وظل طوال هذه الفترة شخصية محورية في تعزيز سمعة الكويت على الساحة الإنسانية العالمية.
وقد تقلّد د. المعتوق حقيبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من يونيو 2003م حتى مارس 2007م، كما شغل منصب وزير العدل من فبراير 2006م وحتى مارس 2007م، إضافة إلى عمله مستشارًا في الديوان الأميري خلال الفترة من 2010م حتى 2021م.
 جاب العالم شرقًا وغربًا مناصرًا للقضايا الإنسانية، وداعمًا للشراكات مع الوكالات الأممية والمنظمات الإنسانية الدولية، وبرز حضوره الإنساني عالميًا من خلال شغله منصب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لمدة أربع سنوات متتالية (2012 – 2016) في عهد الأمين العام السابق بان كي مون، وهو أول مسؤول عربي يتولى هذا الموقع الرفيع. 
خلال هذه الفترة، كان له دور بارز في تعزيز الحراك الإنساني الدولي، وترسيخ مكانة الكويت كمركز إنساني عالمي، وهو الإنجاز الذي أفضى إلى تتويج أميرها الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – رحمه الله – بلقب القائد الإنساني عام 2014.
مع تولي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مهامه، اختير د. المعتوق في مارس 2017 مستشارًا خاصًا برتبة وكيل أمين عام، ليواصل تمثيل الكويت في القضايا الإنسانية الدولية، مؤكدًا الدور الريادي للكويت في العمل الإنساني على مستوى العالم.
وخلال فترة رئاسته للهيئة، أسهم في تعزيز جهود التنسيق والتعاون بين المؤسسات الخيرية الكويتية الرسمية والأهلية، ودعم الاستجابة الإنسانية الدولية في الدول المنكوبة، ما عزز مكانة الكويت واحترامها في المجتمع الدولي، وجعلها نموذجًا يحتذى به في العمل الخيري والإنساني.
 
 
 

النوري.. خبرة مهنية واسعة
في العمل الخيري

 
يُعدّ المهندس جمال عبدالخالق النوري من الشخصيات الكويتية البارزة في مجالي العمل الإنساني والإدارة المؤسسية، ويتمتع بخبرة مهنية طويلة جمعت بين القيادة التنفيذية في قطاع النفط والعمل الخيري المنظم محليًا ودوليًا.
تولّى رئاسة مجلس إدارة الهيئة الخيرية خلفًا للدكتور عبدالله المعتوق الذي قدم استقالته في 9 ديسمبر 2025، مستكملًا مسيرة الهيئة في مواصلة دورها الريادي في العمل الإنساني والتنموي، وتعزيز حضورها المؤسسي، وتوسيع شراكاتها الإقليمية والدولية، بما يخدم رسالتها القائمة على الاستدامة وتعظيم الأثر الإنساني.
 يشغل النوري منذ عام 2014 منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية، وأسهم خلال رئاسته في تطوير برامجها وتوسيع نطاق تدخلاتها الإنسانية، لا سيما في مجالات دعم اللاجئين والنازحين، وبناء الشراكات مع المنظمات الدولية، وفي مقدمتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (unhcr)، التي منحته عام 2023 لقب «رائد العطاء» تقديرًا لدعمه السخي والمستمر للقضايا الإنسانية. 
كما يشارك في العمل الخيري والمؤسسي من خلال عضويته في مجالس إدارات عدد من الجهات، من بينها الهيئة الخيرية وجمعية النجاة الخيرية، والجمعية الكويتية للإغاثة، إلى جانب توليه منصب أمين سر مجلس إدارة الجمعية الكويتية للتواصل الحضاري.
وعلى الصعيد المهني، شغل النوري مناصب قيادية رفيعة في القطاع النفطي الكويتي، أبرزها رئيس مجلس إدارة شركة البترول الوطنية الكويتية، وعدد من المناصب التنفيذية في مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة، ما أكسبه خبرة استراتيجية في الإدارة والتخطيط والحوكمة.
يحمل النوري درجة البكالوريوس في الهندسة الصناعية وبحوث العمليات من جامعة سيراكيوز بالولايات المتحدة الأمريكية (1978)، وتنعكس خلفيته الهندسية والإدارية في أسلوبه القيادي القائم على التخطيط المؤسسي، والانضباط، وتعزيز الكفاءة والاستدامة في العمل الخيري.