في حياة الأوطان، تمر لحظات تختبر معدن الوفاء الإنساني، وتكشف أن المناصب تزول، لكن الأثر الطيب يبقى حاضرًا في القلوب فما الإنسان إلا أثر. واليوم، ونحن نتابع رحلة العلاج التي يمر بها سعادة الشيخ الدكتور سالم جابر الأحمد الصباح – بـ بوعبدالله – تتجه القلوب قبل الكلمات إلى الدعاء، عرفانًا برجل خدم الكويت بصمت وحكمة، ومثّلها خير تمثيل في أكثر من محطة ومسؤولية.

لم يكن بوعبدالله مجرد دبلوماسي تقلّد منصب سفير لدولة الكويت في عدد من الدول، ولا مجرد مستشار لسمو رئيس مجلس الوزراء، بل كان في كل مواقعه رجل دولة بمعناه الإنساني الهادئ، يحمل صورة الكويت المتزنة، ويقدّمها بلغة الاحترام والحوار والعقل. عرفه من عمل معه قريبًا من الناس، صادقًا في النية، حاضرًا بالمسؤولية، بعيدًا عن الأضواء.

وفي هذه المرحلة الصحية الدقيقة، يقف إلى جانبه قلب كبير طالما كان قريبًا من وجع الآخرين، قرينته سعادة الشيخة شيخة العبدالله الخليفة الصباح، فهي الأم والزوجة  ورفيقة الدرب، التي عرفها الأشخاص ذوو الإعاقة في الكويت أمًا قبل أن تكون راعية، وملاذًا إنسانيًا قبل أن تكون اسمًا عامًا. ولم يكن هذا النهج الإنساني بعيدًا عن جذورها، فهي ابنة الشيخة بدرية الأحمد الصباح – رحمها الله – التي تركت أثرًا خالدًا بتبرعها بمركز صحي متخصص لمكافحة السرطان وزراعة الخلايا الجذعية، ليبقى العطاء ممتدًا عبر الأجيال.

اليوم، ترافق سعادة الشيخة زوجها في رحلة علاج بمدينة بوسطن الأمريكية، رحلة صعبة على النفس، لكنها محاطة بإيمان عميق، وبدعوات لا تنقطع من قلوب الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، أولئك الذين لم ينسوا يومًا من وقف معهم، ومن كان سندًا لهم في المواقف المختلفة، ومن آمن أن الإنسان يُقاس بما يعطي لا بما يأخذ.

إن دعاء ذوي الإعاقة اليوم ليس واجبًا أخلاقيًا فحسب، بل هو ردّ جميل صادق لرجل وزوجته، لطالما فتحا أبواب الأمل، وآمنا بأن الخير لا يضيع، وأن الله سبحانه وتعالى لا يخذل من أحسن النية والعمل، مصداقًا لقوله تعالى:
&o4831;وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ&o4830;.

نحن، في جمعية أهالي الأشخاص ذوي الإعاقة، نرفع أكفّ الدعاء إلى الله عز وجل، أن يمنّ على الشيخ الدكتور سالم جابر الأحمد الصباح بالشفاء العاجل، وأن يعيده إلى أهله ووطنه سالمًا معافى، وأن يربط على قلب سعادة الشيخة شيخة العبدالله، ويجزيها عن كل ما قدمته من عطاء إنساني صادق خير الجزاء.

ففي زمن تكثر فيه الكلمات، يبقى الدعاء أصدق تعبير، ويبقى الوفاء دينًا لا يسقط بالتقادم