المباني التاريخية في الكويت لا تزال شاهدا حيا على تاريخ البلاد التليد وعلى الرغم من بساطتها فإنها لا تزال تشمخ بحضورها الآسر وسط حركة التطور والحداثة العمرانية في أشبه بمحاكاة للزمن تختصر فيها أصالة الماضي وعراقة الحاضر.
ومما لا شك فيه أن هذه المباني التاريخية تأثرت بعوامل الزمن خصوصا مع بساطة بنائها التي تضعف مقاومتها السنوات الطويلة والمناخ القاسي واختلاف الفصول والتقلبات الجوية لكل كل ذلك لم يحل دون إصرار أبناء الكويت على المحافظة عليها.
ولا يمكن لأحد أن ينكر ما للتراث العمراني من قيمة معنوية وثقافية ووطنية لأنه يعني الماضي وحامل سير الأجيال المتعاقبة عبر الأزمنة التي بنت وشيدت بما يتوافر لديها من إمكانيات وعناصر تناسب كل فترة وحقبة.
وتتعدد المباني التاريخية في الكويت التي تولي اهتماما خاصا بالمحافظة على تلك المباني ليصدر مرسوم أميري ينيط بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مهمة المحافظة على المباني التاريخية والعمل على ترميمها وصيانتها للحفاظ على ميزتها الفنية وطابعها التاريخي.
وحرصا من المجلس على إبراز بعض النماذج العمرانية التي تمثل جانبا من تراث الكويت المعماري فقد أقيم معرض (المباني التاريخية) اليوم الأربعاء ضمن مهرجان (صيفي ثقافي 13) في مجمع (360).
ويحوي المعرض المقام على مدى ثلاثة أيام مجسمات وصورا لمجموعة من المباني مثل بيت البدر والقصر الأحمر وقصر الشيخ عبدالله الجابر والمرسم الحر وبيت السدو وبيت غيث بن عبدالله ومتحف الفن الحديث ومركز المدرسة القبلية الثقافي والمدرسة الشرقية ومركز كاظمة الثقافي وبوابات سور الكويت واستراحة الشيخ أحمد الجابر الصباح في جزيرة (فيلكا) والمستشفى الأمريكاني ومركز ديكسون الثقافي.
وكشف المعرض عبر الصور المعروضة عن أعمال الترميم التي يقوم بها قطاع الآثار والمتاحف والشؤون الهندسية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب للحفاظ على البنية الانشائية لتلك المباني وتدعيمها.
ويقول رئيس قسم الترميم والمحافظة على المباني التاريخية في إدارة الشؤون المعمارية والهندسية في المجلس المهندس وليد الحميدي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن القسم يبدي حرصا خاصا على الصيانة الدورية سنويا لتلك المباني.
ويضيف الحميدي أن ذلك يتم من خلال رفع هندسي للهيكلية الخاصة بالبناء وإعادة بناء الأجزاء العمرانية وترميم الأبواب والأسقف والنوافذ وتدعيم المواد العازلة في الأرضيات والأسقف وتجديد شبكة الصرف الصحي والتمديدات الكهربائية ومعالجة الشروخ. وعن الهدف من المعرض يقول مدير مهرجان (صيفي ثقافي 13) محمد بن رضا في تصريح مماثل ل(كونا) إن هذا المعرض المدرج ضمن فعاليات المهرجان يهدف إلى إطلاع الجمهور على المباني التاريخية في الكويت وتاريخ وطرق إنشائها وترميمها ودور المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب في الحفاظ عليها.
وتلك المباني بحسب بن رضا تم ترميمها من المجلس عدة مرات خصوصا بعد الغزو العراقي للكويت والذي دمر العديد من تلك المباني التاريخية والتي تستخدم حاليا من من المجلس الوطني للثقافة لإقامة العديد من الأنشطة الثقافية وفي الأمور الخاصة بعمل المجلس وبعضها يستخدم مقرا للفرق الفنية أو لأقسام تابعة لإدارات المجلس.