تتميز محمية (وادي الريان) الواقعة في محافظة الفيوم المصرية، بأنها من أهم المحميات الطبيعية الجاذبة ذات السياحة البيئية المتكاملة والغنية بشلالاتها ومناخها الصحراوي الهادئ.
وتعد المحمية التي تبعد 150 كيلومتراً عن القاهرة متنفساً جاذباً لمختلف الزوار الأجانب والمواطنين من محبي التنزه في البيئة الصحراوية الساحرة ووجهة للباحثين عن أجواء الاسترخاء والتأمل بعيداً عن صخب المدينة وزحامها.
ومن أبرز الأنشطة في المحمية رياضة ركوب الخيل والجمال والتزحلق على الرمال والسفاري بالإضافة إلى التخييم والعديد من الرياضات المائية.
وتتكون المحمية من منطقة الشلالات الساحرة ومنطقة (عيون الريان) التي تتكون من كثبان رملية كثيفة متحركة ويوجد بها ثلاث عيون كبريتية طبيعية ونباتات صحراوية.
ويوجد بمنطقة جبل الريان المعروفة محليا بـ (مناقير الريان) أنواع مختلفة من الطيور المهاجرة والمقيمة كما يوجد بها بعض الآثار والحفريات البحرية المهمة بجانب منطقة جبل المدورة وبحيرات الريان.
وأكد المتحدث الرسمي باسم محافظة الفيوم الدكتور محمد التوني في تصريح لـ (كونا) أهمية (وادي الريان) وطنياً وإقليمياً ودولياً فهي منطقة جاذبة للسياحة البيئية تحتوي على (وادي الحيتان) الذي يتعدى عمره 40 مليون سنة وأعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) منطقة تراث طبيعي عام 2005.
وأضاف انها محمية للحيوانات النادرة حيث يوجد بها ما يقرب من خمسة أنواع من الحيوانات البرية و16 نوعاً من الزواحف و مايزيد عن 100 نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة والحفريات البحرية كالغزال الأبيض والغزال المصري وثعلب الفنك وصقر شاهين والصقر الحر.
وذكر التوني انه في عام 1989 تم إعلانها محمية طبيعية لحماية الموارد البيولوجية والطبيعية والجيولوجية، موضحاً أنها تضم مشاريع سياحية استثمارية تهدف الى التنمية السياحية المستدامة مثل مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية" والعديد من المشروعات الأخرى.
وقال: إن مشروع "ملاذ آمن" هو باكورة تعاون بين وزارة البيئة المصرية ومحافظة الفيوم ومؤسسة الأميرة عالية بنت الحسين بالأردن ومؤسسة (فور باوز) انترناشونال النمساوية ويمتد على مساحة تصل إلى 2000 فدان وبقيمة مالية تقدر في المرحلة الاولى بأكثر من 21 مليون دولار.
وأكد أن المشروع يمثل نقلة مهمة في مجال السياحة البيئية وواحداً من أكبر مشروعات التنمية السياحية المستدامة في السنوات العشر الأخيرة والتي ستحدث تطوراً نوعياً في هذه المنطقة.
وأضاف أن المشروع يهدف إلى توفير ملاذ للحيوانات التي يتم إنقاذها من الحروب أو بسبب المصادرة من خلال التجارة غير المشروعة ودعم الصمود والتكيف مع التغيرات المناخية من خلال إعادة توطين الحيوانات البرية التي أصبحت مهددة بالانقراض وذلك بغرض حمايتها وعمل نظام بيئي يمكنها من التعايش بطريقة آمنة ومحمية.