بعد أن ارتوت قلوبنا واخضرت وأينعت من عبق الإيمان وامتلأت يقينا وحبا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم جاء عيد الفطر المبارك جائزة وفرحة للصائمين تلتقي فيه قلوب الأهل والأصحاب ويفرح الصغار والكبار والفقراء.. ما أحوجنا إلى الفرح ... فقدناه زمنا وليته يكتمل.
عاد العيد ومازلنا نعمق جراحنا بأيدينا ونحن نبحث عن الحل وهو أمامنا، لكننا سلمنا قرارنا لأعدائنا وتحولنا إلى دمى في مسرح العرائس نقتل وندمر وكأننا نحرث الأرض ليزرعها الغريب.
ثلاثة عقود ونحن نعيش زمن الخوف، فكم من أرواح ضاعت وأموال وفرص كان بالإمكان أن ننمو ونسابق أمما سبقتنا وهي لا تملك ما لدينا، ولكن تاهت بنا الدروب وأحرقتنا الحروب وصار حالنا أسوأ حال، دمار اجتماعي وملايين الأيتام وتشرد موحش وجوع وضياع فمتى ينتهي الفصل الذي طال وتعود فرحة العيد؟!
أين ذهبت العقول؟ ومتى يشبع أعداء الإنسانية من دم الأبرياء؟
استولوا على خيراتنا بأرخص الاثمان، أدخلونا بطاحونة الطائفية واستنهضوا فينا جراح الصراع السياسي الماضي ليدفع الثمن أبرياء الحاضر... ما أحوجنا إلى تغليب العقل والجلوس على طاولة التفاوض حتى يعرف الجميع أين مصالحهم وكفى.
ونغتنم ذكرى عيد الفطر لنزف أسمى التبريكات إلى مقام صاحب السمو أمير البلاد - حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين والشعب الكويتي وإخواننا المقيمين سائلين المولى عز وجل أن يجعله عيدا مباركا وأن يمن علينا بنعمتي الأمن والأمان وأن يحفظ بلدنا من شر الأشرار في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين إنه نعم المولى ونعم النصير.