الكاتب : سعود عبدالقادر الاحمد
رصيد الديمقراطية الحقيقي ليس في صناديق الانتخابات فحسب، بل في وعي الناس. «جان جاك روسو»
ظهر مصطلح الديمقراطية لأول مرة في تاريخ البشرية بالقرن الخامس قبل الميلاد بجهود فلاسفة اليونان، وعرف المشرع اليوناني (سولون) بلقب مؤسس الديمقراطية، حيث كان التقسيم الطبقي في حقبة سولون مُجحف، و يضم طبقة غنية قليلة العدد تمتلك معظم خيرات المجتمع، وكانت ترتكز على ملكية الأراضي باعتباره مجتمعا زراعيا، وطبقة فقيرة مهمشة تشمل معظم أفراد الشعب، وكانت تسيير القوانين بأوامر وقرارات ارتجالية من طبقة الأغنياء والتجار ويعرفون ب (الارستقراطيين)، مما أدى إلى تدهور الحياة في (أثينا) عاصمة اليونان، وبهذه الفترة انتُخب سولون رئيسا للقضاة، ونجح في تشريع مجموعة قوانين إصلاحية تتضمن حق الشعب في الإشراف على مؤسسات الدولة، وألغى جميع الديون، وأقام إصلاحات اقتصادية، واصدر عفو عام للعديد من المنفيين، وسمح لهم بالعودة والحصول على كامل حقوقهم، وذلك لتصفية آثار الماضي.
وكانت هناك العديد من الأنظمة التي ظهرت في العصر اليوناني القديم، وتراوحت من الديمقراطية إلى الأرستقراطية إلى الملكية والديكتاتورية المطلقة، ويعتبر مصطلح الديمقراطية (بالإنجليزية: democracy) ويعود قديما إلى القرن الخامس قبل الميلاد و مشتقة من لغة الإمبراطورية اليونانية، (باليونانية :demokratía) وتتكون من مقطعين؛ المقطع الأول "ديموس" (demos) ويعني الناس أو الشعب، والمقطع الثاني "كراتيا" (kratia) وتعني الحكم او السلطة، وبهذا يكون مفهوم الديمقراطية demokratía حكم الشعب، حيث قام سولون بإحياء مجلس الشعب بما يسمى اليوم (البرلمان) والذي يشترك فيه جميع المواطنين في مناقشاته، وكان الجميع مسؤول تجاه هذا المجلس الذي يستطيع معاقبة أي موظف أثناء عمله او بعد مدة ترأس المنصب، وهنا يكمن دور المجلس الأساسي على الرقابة والمحاسبة والتشريع.
برودكاست:
شاهدنا جلسة استجواب وزير التربية و اندهشنا من محاور وأسئلة المستجوب، ويتسائل البعض هل أصبح تأليف الكتب وتعاطي الأدب والثقافة تعارض مصالح، أم المشكلة بوجود نائب لا يقرأ؟ وتذكرت بهذا الاستجواب قصيدة الإمام الشافعي حين قال:
تعلّم فليس المرء يولد عالما، وليس أخو علم كمن هو جاهـل
وإن كبير القوم لا علم عنـده، صغير اذا التفّت عليه الجحافل..
الكاتب : سعود عبدالقادر الاحمد