لقد استبدل زوجي قهوته الصباحية المعتادة بمشروب طاقة. هل هذه المشروبات خيار صحي للحصول على جرعته اليومية من الكافيين؟ هل تحتوي مشروبات الطاقة على كمية كافيين أكبر من القهوة العادية؟ وما هو حد الإفراط في تناول الكافيين؟
الإجابة نقلا عن مايو كلينك :يحب الناس الحصول على الكافيين، سواء من القهوة أو الشاي أو المشروبات الغازية أو مشروبات طاقة كما هو الحال مع زوجك. فهو المنبّه الأكثر شيوعًا في العالم، حيث يستهلك 90% من البالغينالكافيين بشكل من الأشكال كل يوم. ويسهُل الحصول على الكافيين بخياراته ونكهاته العديدة والمختلفة من المقاهي والمطاعم ومحلات البقالة والدكاكين. وتُعبّأ مشروبات الطاقة بالتحديد في عُلب برّاقة وتُسمى بأسماء مميزة.
كما أن للكافيين سوق تجاري كبير. حيث بلغ إجمالي المبيعات العالمية لمشروبات الطاقة وحدها حوالي 57 مليار دولار في 2020. ومشروبات الطاقة هي ثاني أكثر المكمّلات الغذائية شيوعًا في الولايات المتحدة بين المراهقين واليافعين بعد الفيتامينات المتعددة.
تختلف تأثيرات الكافيين على الصحة من شخص لآخر وتعتمد على الجرعة المتناولة. ولقد ثبتت فاعليته في تحسين الانتباه وسرعة رد الفعل واليقظة والقدرة على التركيز. ويمكنه التخفيف من الآثار الضارّة الناتجة عن الحرمان من النوم. كما أن مَدخول الكافيين يرتبط بتقليل خطر الإصابة بداء باركنسون وداء الزهايمر والتشمع الكبدي الكحولي والنقرس.
ولكن في الوقت نفسه، فإن مَدخول الكافيين يرتبط أيضًا بالتوتر والأرق وسهولة الاستثارة ونوبات الهلع. وقد يكون المصابون مسبقًا باضطراب القلق أكثر عرضة لهذه الآثار. قد يؤدي الكافيين إلى ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، كما يرتبط المَدخول العالي بزيادة طفيفة في مستويات الكوليسترول.
راجعي كمية الكافيين في مشروب الطاقة الذي يتناوله زوجك. إن تناول حتى 400 ميليغرام من الكافيين يوميًا كمية آمنة لأغلب البالغين. تحتوي أغلب المشروبات على 100- 300 ميليغرام من الكافيين في كل حصة غذائية، بينما تحتوي القهوة المُعدّة منزليًا على 80-100 ميليغرام من الكافيين في كل حصة غذائية. وبالطبع قد تختلف هذه الكميات. إذا كان مشروبه المفضل يحتوي على 210 ميليغرام أو أكثر من الكافيين في كل حصة غذائية، فإن استهلاك أكثر من مشروب في اليوم قد يتجاوز المَدخول الموصى به.
قد يسبب تناول مَدخول زائد من الكافيين، أي أكثر من 400 ميليغرام يوميًا، خفقانًا ورُعاشًا وهياجًا واضطرابًا مَعديًا مَعويًا. كما يرتبط تناول كميات كبيرة من الكافيين بزيادة خطر اكتساب سلوكيات إدمانية أخرى مثل التدخين والإفراط في تناول الكحوليات. قد يُصاب الأشخاص الذين يستهلكون الكافيين بصورة روتينية باعتماد بدني ونفسي عليه، وقد يعانون من أعراض انسحابية إذا توقف المَدخول فجأة.
المكون الآخر الذي يجب التحقق منه في مشروبات الطاقة هو السكر. تحتوي العديد من هذه المشروبات على كميات كبيرة من السكر المضاف أو غيره من المُحليّات. قد يسهم مَدخول السكر العالي في الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، لذا توصي التوجيهات الغذائية للمواطنين الأمريكيين بالحد من مَدخول السكريات المضافة إلى نسبة لا تتجاوز 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.
إذا كان زوجك يتبع نظامًا غذائيًا يحتوي على 2,000 سعرة حرارية في اليوم، فيجب ألا تتعدى السكريات المضافة 200 سعرة حرارية في اليوم. أي ما يعادل نحو 12 ملعقة صغيرة في اليوم. يمكن أن تحتوي علبة واحدة من مشروبات الطاقة بسعة 16 أونصة (0.4 لتر) على 210 سعرة حرارية و47 غرمًا من السكر المضاف، وهو ما يعادل 12 ملعقة صغيرة. أي المَدخول اليومي من السكر المضاف بالكامل.
مشروبات الطاقة ليست سيئة بالكُلية، خاصة إذا اسُتهلكت باعتدال. حيث يحتوي بعضها على الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية. ويحتوي بعضها الأخر على المكمّلات العشبية، مثل الجينسنغ والغرنا، والتي يمكن تناولها لزيادة الطاقة واليقظة العقلية. يجب توخي الحذر عند تناول هذه المواد، حيث إن الأبحاث حول سلامتها وفاعليتها محدودة. كما يمكن أن تتفاعل المكمّلات العشبية مع الأدوية، لذا يجب استشارة فريق الرعاية الصحية المتابع لزوجك إذا كان يأخذ أدوية مصروفة بوصفة طبية.
ينبغي التنبيه على النساء الحوامل أو المرضعات أن يقللن من مَدخول الكافيين إلى 200 ميليغرام أو أقل يوميًا. لم تحدد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية المستوى الآمن للأطفال، ولكن توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم تناول الأطفال والمراهقين للكافيين وغيره من المنبهات. —جيمي برونشينسك،اختصاصي تغذية مسجل، اختصاصي النُّظم الغذائية، نظام مايو كلينيك الصحي، في لاكروس، ولاية ويسكنسن