في صباح اليوم التاسع والخمسين للحرب المشتعلة في غزة ونطاقها ، نشرت بعض من الصحف تقريرا حمل عنوان " رؤية مصرية لمرحلة ما بعد حرب غزة" وهو التقرير الذي نسبته الصحيفة القطرية لمصادر مصرية ، بشأن وجود خطة مصر لليوم التالي للحرب . 
الصحيفة حددت هذه الخطة في الآتي: 
?- تشمل دمج حماس في السلطة الفلسطينية
?- تنازل أبو مازن عن صلاحياته لحكومة تكنوقراط واسعة الصلاحيات يرأسها سلام فياض
?- الخطة تشمل دمج حماس في الأجهزة الأمنية الفلسطينية وتحول عناصر القسام لعناصر أمن
?- تعتمد الرؤية المصرية على إيجاد خريطة جديدة، يقوم على إعدادها فريق من الخبراء الجغرافيين، تسمح بـ"إعادة تشكيل الدولة الفلسطينية" وتفكيك بعض المستوطنات التي بناها الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب إنشاء مناطق "عازلة منزوعة السلاح" بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.
طرح هذه الخطة وما بها من نقاط يأتي أيضا تزامنا مع تقارير صحفية في الدولة العبرية تحدثت عن وصول وفد أميركي إلى إسرائيل لبحث "اليوم التالي" للحرب في قطاع غزة، ويرأس الوفد فيل غوردون، مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس كامالا هاريس.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد الأمريكي بمستشار الأمن القومي الصهيوني ووزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، ومن المنتظر أن يلتقي المسؤولين الأمريكيين بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.
عموما ومع تحليل مضمون هذا الخبر يمكن الوصول لاستنتاج تقديري لعدد من النقاط الرئيسية: 
?- تزامن نشر هيئة البث الصهيونية لتفاصيل هذه المزاعم بصورة سريعة 
?- سرعة النقل من بعض التقارير العربية إلى هيئة البث كانت سرعة غير طبيعية وتعكس إمكانية وجود علم مسبق بهذا التقرير الذي يحتوي على هذه المزاعم الحصرية 
?- المزاعم منقولة على لسان مصدر مصري ، وهو المصدر الذي يظهر تحليل حديثه إلى أنه يفتقد للكثير من المعرفة عن طبيعة الحياه الفلسطينية السياسية، بعمس ما تشير له الصحيفة من أنه مصدر مطل على ملف إدارة أزمة الحرب على قطاع غزة 
وعلى سبيل المثال يقترح المصدر دمج حركة حماس في السلطة الفلسطينية، ودخولها إلى جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، مع الإبقاء على الرئيس محمود عباس، كرئيس شرفي". 
و يقترح المصدر أيضا أن "ذلك من أجل إيجاد صيغة تعايش لا تضر بالأمن القومي المصري ولا الفلسطينيين ولا إسرائيل".
الصحيفة قالت أن الرؤية المصرية تعتمد على إيجاد خريطة جديدة، يقوم على إعدادها فريق من الخبراء الجغرافيين، تسمح بـ"إعادة تشكيل الدولة الفلسطينية" وتفكيك بعض المستوطنات التي بناها الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب إنشاء مناطق "عازلة منزوعة السلاح" بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.
وحول شكل الحكومة الفلسطينية، أوضحت المصادر أن "الرؤية المصرية الرسمية، تقوم على فكرة إجراء مصالحة وطنية فلسطينية شاملة، وتشكيل حكومة تكنوقراط، من بين الأسماء المقترحة لتشكيلها رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض، خلال مرحلة انتقالية مدتها 3 سنوات".
ولفتت إلى أن تشكيل هذه الحكومة "تكون فيها مصر ضامنة، ومعها شريك عربي أو دولي أو الأمم المتحدة".
تقدير استراتيجي 
من الواضح أن الحديث المنسوب لهذا المصدر المصري به الكثير من النقاط الخلافية والجدلية، ومنها مثلا: 
?- قبول الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يكون رئيسا شرفيا، وهو أمر لا يمكن وبأي حال من الأحوال القبول به أو حتى التفكير فيه لاعتبارات سياسية متعددة 
?- طرح أسم سلام فياض من جديد ليشغل منصب رئيس الوزراء الفلسطيني، وهو أمر طرحته دوائر خليجية من قبل، غير أن طرح أسم فياض في هذا الوقت أيضا يحمل الكثير من الجدال والتساؤلات، خاصة مع حساسية الوقت والأسلوب الذي تم طرحه به ، في ظل الحديث عن أفق التعاون المصري القطري لحل الأزمة في قطاع غزة ، فضلا عن وجود تأكيدات بأن هناك عدد من الاختلافات الاستراتيجية بين القاهرة والدوحة ، وهي الاختلافات التي باتت واضحة وواقعة في أكثر من نقطة ، منها مثلا : 
أ‌- مستقبل عناصر حركة حماس في قطاع غزة 
ب‌- تحديد الدول المسؤولة عن عملية إعادة الإعمار مع رؤية مصر بأنها وحدها صاحبة هذا الحق.    
?- التقرير يقول أن الهدف الرئيسي مما يجري هو إيجاد صيغة تعايش لا تضر بالأمن القومي المصري ولا الفلسطينيين ولا إسرائيل ، وهي جملة واسعة خاصة وأن الحديث لم يوضح أ- ما هي هذه الصيغة؟ 
ب‌- ما هي الضمانات التي سيتم اتخاذها من أجل ألا تضر بالأمن القومي المصري؟
ت‌- ما هو مفهوم الأمن القومي المصري وفقا للمتحدث؟ 
?- هناك نقطة أخيرة تتعلق في قيام عدد من الصحفيين الإسرائيليين والقطريين في طرح أفكار استراتيجية دقيقة ونسبها لمصادر مصرية مسؤولة ، وهو ما قالته مثلا سمدار بيري محررة الشؤون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت والتي قالت أن مصدر مصري مطلع أبلغها بأن المصريين أبلغوا إسرائيل بأن هناك نية لحركة حماس للقيام بهجوم على إسرائيل ، وهي المعلومة التي نقلتها القاهرة إلى إسرائيل فورا. 
?- هناك استنتاج من أن القاهرة وتحديد جهاز المخابرات العامة المصري وتحديدا إدارة فلسطين وإسرائيل وتحديدا أحد الضباط المسؤولين عن المتابعة الصحفية ، وهو ضابط شاب للعلم ترغب في الكشف عن هذه العلاقة الصحفية القطرية الإسرائيلية ، وهي معروفة للعلم لمصر ، غير أن أسلوب التعامل معها والتعاطي وفقا لتداعيات الحرب الحالية أمر مهم للغاية لمصر الآن .