أعادت فعاليات موسم رمضان في جدة التاريخية، إحياء مشاهد من الماضي بين الحارات العتيقة والأزقة الضيقة، حيث يلتقي الزوار بشخصيات من زمن مضى، تُجسد مهن وعادات وتقاليد عريقة كانت تميز حياة أهالي جدة قديماً.
ويمكن للزوار مشاهدة “السقا” يجوب الأزقة حاملاً صفيحتي الماء على عاتقه، يروي عطش المارة ويُنعش ذاكرتهم بصور الماضي، كما يُشارك “الحكواتي” في إحياء الأمسيات بحكاياته المشوقة التي تجذب الكبار والصغار على حدٍّ سواء.
وتُضفي رائحة القهوة العطرة أجواءً مميزة على المكان، حيث يُقدم “القهوجي” الشاي بالنعناع والينسون للزوار، فيما يجذب “الفرَّقنا” الأنظار ببقشته المليئة بالملابس والإكسسورات الزوار للتسوق
وفي جوّ رمضاني مميّز، عادت شخصية “العسة” إلى حياة جدة التاريخية، محملة بذكريات الزمن الجميل. ومع صوت صافرتها القديمة وحملها للفانوس والعصا، استرجع كبار السن لحظاتهم السابقة في أحضان البلد.
ووسط ضوء الشموع ورائحة العود، تأمل الزوار مهنة “المزين”، الحلاق الذي يجسد الآن دوره في المدينة، لكن في الماضي كان يُشبه أيضًا الطبيب المختص في علاج الأمراض البسيطة وتنفيذ عمليات الختان للصغار.
ومن أجمل مشاهد رمضان في جدة التاريخية، عودة “المسحراتي” ليُمارس طقوسه المُحببة في إيقاظ الناس لتناول السحور. حيث يجوب الشوارع والأزقة بصوته المميز، حاملاً طبلته، ليُنعش ذاكرة الماضي ويُضفي أجواءً رمضانية أصيلة. وتهدف فعاليات موسم رمضان في جدة التاريخية إلى إحياء التراث الثقافي وربط الحاضر بالماضي حيث تتيح للزوار الاستمتاع بتجربة استثنائية للتعرف على عادات وتقاليد تراثية تُجسد حضارةً عريقة في زمنٍ مضى.