أكد رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية سعد مرزوق العتيبي أن الكويت كانت ولا تزال تتصدر الدول الداعمة لمسيرة التعاون العالمي للقضاء على الفقر وتخفيف عبء الديون، بفضل سجلها الحافل بالعطاء الإنساني الذي يتسق تماماً مع رسالة «اليوم الدولي للقضاء على الفقر» الذي يصادف 17 أكتوبر، مؤكداً أن التزام الكويت تجاه إغاثة المحتاجين وتقديم العون للمجتمعات الفقيرة حول العالم يعبر عن رؤية قيادية حريصة على العطاء ونشر الخير، ويعكس ما أسسته الكويت من مبادئ العمل الإنساني، الذي توّجه المجتمع الدولي بمنحها لقب «المركز الإنساني العالمي».
وأوضح العتيبي أن الكويت، بفضل جمعياتها ومبراتها الخيرية، تواصل دعم مشاريع تنموية كبيرة في مختلف أنحاء العالم، حيث تقدم المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية من غذاء ومياه وخدمات تعليمية وصحية دون أي تمييز، إيماناً بضرورة مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان بغض النظر عن الدين أو الجنسية أو العرق، مشيراً إلى أن الجمعيات والمبرات الخيرية تظل علامة بارزة في ساحات العطاء العالمي، بفضل استجابتها السريعة للتحديات الإنسانية، سواء في حالات الكوارث أو الحروب أو المجاعات؛ ما يعزز دور الكويت كداعم أساسي في المشهد الإنساني الدولي.
وأكد العتيبي أن الجمعيات الكويتية تواصل عملها بالتعاون مع المنظمات الدولية، لإنشاء مشاريع تعليمية وتدريبية تسهم في محاربة الأمية وتعزيز تنمية الطاقات البشرية في المجتمعات الفقيرة، كما تعمل على إنشاء مشاريع تنموية إنتاجية لتمكين الأسر اقتصادياً وتوفير فرص العمل؛ ما يدعم العيش الكريم في تلك المجتمعات.
وتطرق العتيبي إلى توطين العمل الخيري الذي يمثل خطوة إستراتيجية في تعزيز التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية، إذ يهدف إلى تركيز الجهود والموارد الخيرية داخل البلد لتلبية احتياجاته المجتمعية أولاً، قبل التوجه إلى الخارج، مؤكداً أن توطين العمل الخيري يساهم في توجيه الدعم نحو مشروعات تنموية محلية تُعزز من البنية التحتية، وتوفر فرص عمل للأسر والأفراد؛ ما يعزز من الترابط الاجتماعي ويقوي أساس المجتمع كما يدعم مفهوم التمكين الذاتي، حيث يتم توجيه الموارد لتنمية المهارات وتطوير مشروعات صغيرة تسهم في تحقيق الاستقلال المالي للأسر المستحقة؛ ما يحقق عوائد دائمة ويفتح آفاقاً جديدة للنمو والازدهار محلياً.
وأشار العتيبي إلى أن توطين العمل الخيري يؤدي دورًا أساسيًا في محاربة الفقر عبر تمكين الفئات المحتاجة وتلبية احتياجاتها الأساسية محليًا، حيث يركز على تحسين ظروف العيش للمجتمعات من خلال تقديم الدعم المباشر وتوفير فرص تنموية مستدامة، كما يساعد في خلق مشروعات صغيرة للأسر ذات الدخل المحدود؛ ما يسهم في بناء قدراتهم واستقلالهم المالي، ويدعم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي على المدى الطويل، ويُعزز من التكافل المجتمعي، ويخلق منظومة دعم محلية تستجيب للتحديات المجتمعية؛ ما يجعل محاربة الفقر هدفًا قابلًا للتحقيق بموارد وجهود محلية مستدامة.
وتوجه العتيبي بخالص الشكر وعظيم الامتنان إلى سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، حفظه الله، على دعمهما الكبير للعمل الخيري والإنساني، الذي يشكل دعامة أساسية لمسيرة العطاء في الكويت، مؤكداً أن هذا الدعم المتواصل يعكس حرص القيادة الحكيمة على ترسيخ مكانة الكويت كمنارة للإنسانية، وسنداً للشعوب المحتاجة، ويحفز الجهات الخيرية والمجتمعية على مواصلة جهودها في نشر الخير وتحقيق الأثر الإيجابي، سواء داخل الكويت أو خارجها.
وأثنى العتيبي على دور وزارة الشؤون الاجتماعية وجهودها في تنظيم العمل الخيري والإنساني، من خلال إصدار التراخيص اللازمة للمشروعات الخيرية وتسهيل التحويلات المالية المخصصة لها؛ ما يعزز من وصول الدعم إلى مستحقيه، كما ثمن دور وزارة الخارجية عبر منصة «المسافر الآمن» ومشاركتها الفعّالة في الفعاليات الخاصة بافتتاح المشاريع الخيرية؛ ما يبرز التزام الكويت بتقديم العون الإنساني دولياً، وإلى وزارة الدفاع على جهود القوة الجوية في نقل المساعدات بشكل سريع وفعّال؛ ما يضمن وصول الإغاثة إلى المناطق المتضررة، مؤكداً أن وزارة الإعلام لها جهود كبيرة في تغطية وصول المساعدات وبث التقارير ونشر الأخبار والتصريحات؛ ما يسلط الضوء على التزام الكويت بمسيرتها الإنسانية ويعزز من صورة البلاد كداعم أساسي للعطاء والخير.
وفي ختام تصريحه، أعرب العتيبي عن شكره العميق للجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية، مثمناً الجهود الدؤوبة التي تبذلها في مساعدة المتضررين في مختلف أنحاء العالم، ودعا إلى تنسيق الجهود بين المؤسسات الخيرية الكويتية والجهات الدولية، لتوحيد وترتيب العمل الخيري والإغاثي بما يضمن تقديم أكبر دعم ممكن للمحتاجين محلياً وعالمياً.
وصرّح عبدالعزيز الكندري، رئيس قطاع الاتصال وتكنولوجيا المعلومات في نماء الخيرية، بمناسبة «اليوم الدولي للقضاء على الفقر»، قائلاً: إن الفقر يعدّ من أكبر التحديات الإنسانية التي تواجه المجتمع الدولي اليوم، حيث يؤثر سلباً على حياة ملايين الأشخاص حول العالم.
وذكر أن الفقر يتجاوز كونه قضية اقتصادية، ليصبح مشكلة اجتماعية وبيئية تتطلب حلاً شاملاً ومستداماً، مشيرًا إلى أن الكويت، بفضل الله، قد أنعم عليها بالخير والرخاء؛ ما يتيح لها المشاركة الفعالة في دعم الأسر الفقيرة وتعزيز سبل العيش الكريم، سواء داخل الكويت أو خارجها.
وأوضح الكندري أن القضاء على الفقر يتطلب توفير احتياجات أساسية كالغذاء والمأوى والصحة والتعليم، مع ضرورة تعزيز مستوى الدخل وتوفير فرص عمل لائقة ومستدامة عبر تنمية البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية؛ ما يسهم في خلق بيئة تدعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي للفئات الضعيفة والمهمشة.
وتابع الكندري بأن نماء الخيرية، ضمن رسالتها الإنسانية، تعمل على دعم الفقراء والمساكين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة داخل الكويت من خلال برامج سنوية مستمرة، حيث تم خلال العام الماضي داخل دولة الكويت كفالة 1120 يتيماً، وتوزيع كسوة وعيدية لـ2128 طفلاً، ودعم 200 من ذوي الاحتياجات الخاصة، والمساهمة في تجهيز 5 منازل للأسر المحتاجة، كما استفادت 50 أسرة من برامج تمكين الأسر المنتجة.
وعلى الصعيد الخارجي، أكد الكندري أن أنشطة نماء الخيرية توسعت لتشمل 11 نشاطًا في عدد من الدول، سعياً لتوفير فرص العيش الكريم والتكسب الحلال للأسر المستحقة، وقال: إن الجمعية تنفذ مشروعات متنوعة مثل تزويد الأسر بمكائن الخياطة وقوارب الصيد والبقالات، وذلك حسب احتياجات كل منطقة، لضمان استدامة الدخل وتحسين مستوى المعيشة للأسر.
واستعرض الكندري إحصاءات حول الأثر الإيجابي لهذه المشاريع، حيث استفاد منها نحو 650 ألف فرد حول العالم، من خلال أنشطة شملت مشاريع الإغاثة ودعم الأيتام والكسوة، إضافة إلى بناء القرى السكنية ودعم مشاريع الكسب الحلال، وبيّن أن نماء الخيرية قد استفاد من مشاريعها 11300 شخص من مشروع بناء القرى السكنية وحده؛ ما يعزز استقرار الأسر ويسهم في القضاء على الفقر.
وأضاف الكندري أن نماء الخيرية تواصل إستراتيجيتها في محاربة الفقر عبر تأسيس مشاريع تنموية للكسب الحلال، بهدف دعم الأسر المتعففة ومنحها فرصة الحصول على مصادر دخل ثابتة، مشيرًا إلى أن الجمعية حققت تقدمًا كبيرًا في تنفيذ مشاريع الكسب الحلال؛ ما يعزز دورها الريادي في توفير حياة كريمة للأسر حول العالم.