جاء التصعيد الحاصل اليوم في عموم الأراضي الفلسطينية ليزيد من حجم التحديات الاستراتيجية التي تواجه المواطن الفلسطيني بقوة. 
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن قال في تقدير له صدر اليوم السبت أن هناك الكثير من التساؤلات التي بدأت تطرح حول التقديرات التي سببها العدوان على غزة والتحديات الصعبة المنتظرة في المستقبل بعد ذلك. 
ومع رصد وتحليل قرابة ال500 بوست تنوعت بين الفيس بوك وحسابات أكس للكثير من الفلسطينيين من أبناء القطاع بات واضحا تصاعد وتيرة هذه التساؤلات بعد عام من الحرب الإسرائيلية على غزة والتي نتيجة لعملية طوفان الأقصى التي أسفرت عن مقتل قرابة 1200 إسرائيليا وآسر العديد منخم (يتواجد الآن قرابة 100 أسير صهيوني في قبضة حماس وتحديدا محمد شقيق يحيى السنوار زعيم حركة حماس ) 
التقرير يشير إلى أن الكثيرين اعتبروا ان القضاء على يحيى السنوار يمثل إنجازا صهيونيا كانت تحتاجه كلا من الحكومة ، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، وعدد من غلاة اليمين المتشدد في الحكومة أيضا ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أيضا تابعت عدد من الدوائر المعارضة لحركة حماس بين أبناء الشعب الفلسطيني هذه العملية ، معتبرة إياها بمثابة إنجازا تكتيكيا للاحتلال ، وهو الإنجاز الذي يسعى لمواصلته في ظل ما يجري حاليا من تطورات استراتيجية واضحة على الساحة. 
التقرير رصد أيضا متابعة بعض من الصحف البريطانية تحديدا لتداعيات عملية اغتيال يحيى السنوار ، وكانت النتيجة آن 9 مقالات رأي من أصل 12 نشرت عبر المواقع الصحفية والنسخ الورقية لهذه الصحف أكدت أن إسرائيل وبهذه العملية أثبتت انها لا تزال تمثل قوة  إقليمية مهمة، وهو ما يفسر مثلا افتتاحيه صحيفة تلغراف التي جاءت بعنوان نجاح إسرائيل أذل منتقديها ، وهي الافتتاحية التي نشرت يوم الجمعة الثامن عشر من شهر أكتوبر الجاري، والتي كان واضحا بها إشارتها أن الكيان الصهيوني ورغم الهجمات المختلفة من المقاومة خلال الثمانين عامًا الماضية، إلا أنها في النهاية تتمكن من العودة والوقوف على قدميها.
ورصد التقرير دعوات من مصادر وصفها بالمقربة من السلطة الفلسطينية والتي أعربت عن أملها في أن يعني القضاء على السنوار وجود فرصة حقيقية لاستعادة قطاع غزة وعودة وجود السلطة الفلسطينية على القطاع. 
وقال التقرير أن هذه الأصوات تعرف وتدرك معاناة أبناء الشعب الفلسطيني على مدار العام منذ أكتوبر 2023 حتى الآن ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه النقطة تحديدا. 
وفي هذا الإطار انتقل التقرير لإلقاء الضوء على دعوات العديد من أصحاب الأعمال والمحال التجارية فضلا عن العمال البساء في الضفة الغربية ممن أعربوا عن غضبهم من قيادة حماس التي تجرهم إلى العمل العسكري لأن من بقي ليتحمل الدمار والقتل هم الشعب نفسه. 
وانتقل التقرير بعد ذلك للحديث عن نقطة دقيقة تتمثل في وجود دعوات لمواصلة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال ، فيما هناك دعوات تتواصل لوقف هذا العدوان وانتهاز فرصه استشهاد يحيى السنوار لوقف هذه الحرب ، غير أن التقرير ووفقا للمعطيات الأكاديمية يوضح أن الخلاف بين هاتين النقطتين لا يمثل خلافا فلسطينيا راسخا ، أو خلافا جذريا بين فريقين ، ولكنه خلاف أقرب للتباين في وجهات النظر السياسية. 
وينتهي التقرير البحثي بالتأكيد على ان هناك حقيقة باتت ملموسة بين أبناء الشعب الفلسطيني الآن ، مفادها بروز الصوت الداعي للتهدئة وعدم التصعيد ، ويمكن القول أيضا ظهور الصوت الداعي لوقف المذابح ضد الفلسطينيين وعدم تحملهم وحدهم تداعيات العمليات العسكرية ، وهو أمر بات ملموسا في ظل ما يجري من تطورات الآن.