أكد وفد دولة الكويت المشارك في المنتدى الصيني- العربي للسياسيين الشباب الذي عقد يومي الأربعاء والخميس الماضي في مدينة «زوهاي» بمقاطعة «قوانغدونغ» ان العلاقات الكويتية – الصينية تجسد نموذجا فريدا للتعاون الثنائي حيث ترتقي رؤى التنمية الطموحة المشتركة لترسخ علاقات ثنائية تتجاوز المصالح التقليدية نحو صياغة مستقبل واعد على المستويين الإقليمي والعالمي ما يجعلها تشهد زخما مفتوح الأفق.
بدورها ذكرت الملحق الدبلوماسي في وزارة الخارجية الكويتية فاطمة المسبحي أن ما يميز العلاقات الكويتية الصينية هو قدرة الجانبين على المزج بين طموحات كبرى وأدوات ناعمة بين الدبلوماسية التقليدية وابتكارات العصر الرقمي.
وأضافت المسبحي انه في ختام المنتدى الصيني – العربي للسياسيين الشباب بات جليا أن العلاقات الكويتية – الصينية ليست مجرد معادلة تقليدية للمصالح بل حالة فريدة من التفاعل الحضاري العابر للحدود.
وأشارت الى ان المنتدى يعد منصة مهمة لوضع الاصبع على مكامن الخلل التي يواجهها العالم بدءا من المشكلات البيئية وصولاً إلى الفجوة الرقمية والتي لا يمكن الاغفال عنها، وأعربت المسبحي عن اشادتها بموقف الصين حيال القضية الفلسطينية، مؤكدة أهمية تضافر الجهود لإيقاف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان.
وأوضحت ان وفد دولة الكويت المشارك في المنتدى قدم رؤية فريدة لكيفية التعامل مع هذه القضايا بعيداً عن الحلول الرتيبة والمؤقتة حيث تبلورت الأفكار حول أهمية بناء اقتصادات مستدامة تعتمد على المعرفة وعلى الاستراتيجيات التي تجمع بين التقنية الحديثة والقيم التقليدية لتلبية احتياجات المجتمعات بشكل شامل ومستدام.
وبينت ان دولة الكويت ترى في الصين شريكاً في رحلة طويلة نحو بناء عالم أكثر تناغماً ومن خلال المنتدى برز الشباب كقوة فكرية جديدة قادرة على بث الروح بالدبلوماسية التقليدية وإعادة صياغة مفهوم الشراكة الاستراتيجية.
وذكرت إن التعاون بين الكويت والصين يتجاوز كونه شراكة اقتصادية أو سياسية، مؤكدة انه نموذج ذكي من العلاقات يقوم على الفهم العميق للمصالح المشتركة وعلى الجرأة في مواجهة التحديات والإيمان بأن كتابه المستقبل لا تحقق بالأقوال فقط بل بالأفعال.
وأشارت المسبحي الى إن نتائج المنتدى الصيني – العربي تمثل نقطة مهمة في العلاقات الدولية حيث تعيد الكويت والصين صياغة مفهوم الشراكة الحضارية والتي لا تقتصر على كونها بين دولتين بل تعد رؤية لكيفية تعامل الدول مع التحديات العالمية بطريقة تجمع بين البعد الإنساني والاقتصادي، لاسيما وان الجانبين أعتاب عصر جديد من التعاون لتصبح العلاقات فيه بين الكويت والصين نموذجا لما يمكن أن يكون عليه التعاون الدولي إذا أعيدت صياغته بأيدي قادة شباب يتحلون بالإبداع والشجاعة لرسم مسارات جديدة.
من جانبها قالت الملحق الدبلوماسي بوزارة الخارجية الكويتية سارة الحساوي، إن العلاقة بين الكويت والصين تجسّد ما يمكن وصفه بالهندسة الحضارية للعلاقات الدولية حيث تتشابك المصالح الاقتصادية مع الأبعاد الثقافية والتاريخية لتشكل إطاراً فريداً يختلف عن التحالفات التقليدية.
وأضافت الحساوي انه وفي ختام المنتدى الصيني – العربي للسياسيين الشباب برزت هذه العلاقة كمنصة لإعادة تعريف مفاهيم التعاون الدولي خاصة في سياق التحولات الجيوسياسية الراهنة حيث ان المنتدى لم يكن مجرد تجمع للنقاش بل كان مختبرا حيويا للأفكار الجديدة.
وذكرت ان أعضاء الوفود المشاركة شخصوا وناقشوا الاعتلالات التي يواجهها العالم اليوم، لاسيما الوضع الإنساني المزري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة ولبنان وما يواجهانه من إبادة وتدمير وقتل ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت ان المنتدى اظهر أهمية الاستثمار في الشباب كعامل رئيسي في إعادة صياغة التحديات والمشكلات التي تواجه النظام العالمي مشيرة الى ان الشباب الذين شاركوا في المنتدى قدموا أفكاراً قيمة وتحلوا بروح المبادرة والابتكار لحلول غير تقليدية لمشكلات مثل التغير المناخي والاعتماد المفرط على الموارد التقليدية والتحديات الرقمية المتزايدة.
وذكرت ان تطرق المنتدى للحديث عن دور الصين والكويت في تشكيل «اقتصادات مستدامة متصلة» كان من ضمن النقاشات اللافتة حيث يجري تجاوز الأنماط التقليدية للتعاون الاقتصادي إلى شراكات استراتيجية تعتمد على الابتكار بين الجانبين.
وأضافت الحساوي ان الصين من جهتها ترى في الكويت شريكا يمتلك القدرة على تسهيل مبادراتها التنموية الكبرى مثل مشروع «الحزام والطريق» من خلال تعزيز التواصل بين قارة آسيا والمنطقة العربية.
وفي سياق متصل أشادت مدير استثمار في الأسواق المتقدمة في الإدارة الاستراتيجية والتخطيط بهيئة الاستثمار الكويتية نور الرشيد البدر بمنتدى الشباب العربي – الصيني، واصفة إياه بالحدث الاستثنائي الذي استضافته مدينة «زوهاي» الملقبة بـ«مدينة الشباب والحيوية» لما تمثله من رمز للأحلام والابتكار.
وأضافت الرشيد البدر ان فعاليات المنتدى شملت الزيارات الميدانية إلى مقرات الشركات الصينية الرائدة بهدف استكشاف صناعاتهم المتقدمة وابتكاراتهم في مجالات متنوعة مثل الطاقة الشمسية والبتروكيميائيات والطيران. وبينت ان فعاليات المنتدى لم تغفل عن التعريف عن المدن الصينية البارزة حيث شملت زيارات ميدانية لجسر «هونغ كونغ-زوهاي-ماكاو» الذي يعد الأطول في العالم بطول 55 كيلو متر.
وأشارت الى ان الجسر يعد تحفة معمارية اذ يتكون من ثلاثة جسور معلقة وأنفاق تحت البحر ترتكز على أربع جزر صناعية، واصفة إياه بالإعجاز الهندسي الذي يرمز لإرادة الشعب الصيني وقدراته الفائقة في تطوير البنية التحتية، حيث أسهم الجسر في تسهيل الحركة وتعزيز الترابط الاقتصادي بين «هونغ كونغ» و«مكاو» و«زوهاي».
وبينت ان جلسات المنتدى تمحورت حول تعزيز التواصل والتكامل مع تسليط الضوء على مبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013.
وذكرت الرشيد البدر ان المنتدى فتح المنتدى آفاقاً جديدة للتعاون بين الصين والدول العربية بما يعزز التنمية المستدامة ويشجع الابتكار ويحقق التقدم المشترك بروح من الشراكة والثقة المتبادلة.