مع عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة كان هو الصيغة اللافتة للشعب الفلسطيني ، حيث يواجه العائدون ل شمال غزة واقعًا قاسيًا من الدمار الهائل والمعاناة الإنسانية، مما أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي تجاه حركة حماس، التي تبدو مهتمة أكثر بالبقاء في السلطة بدلاً من إيجاد حلول جذرية لمأساة السكان. فعلى الرغم من تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، إلا أن الأوضاع المعيشية القاسية تدفع العديد من الفلسطينيين إلى التساؤل عن دور السلطة المسؤؤلة في إيصال المساعدات وتحسين الظروف الحياتية.
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن وضع ورقة تقدير موقف ناقشت هذه القضية ، واهتم بالأساس بالغضب الشعبي وتصاعد الانتقادات الشعبية من جراء الدمار الذي لحق بغزة.
الورقة ناقشت تناول الصحف الغربية، بما في ذلك الغارديان والتايمز لما يجري ، حيث تم نشر تقارير تسلط الضوء على حالة الإحباط والغضب التي تسيطر على الفلسطينيين العائدين إلى شمال غزة. إذ يتساءل كثيرون عن سبب بقاء القطاع في حالة من الدمار والتخلف رغم المساعدات الهائلة التي تتدفق إليه من جهات عدة. يشتكي السكان من أن إعادة الإعمار بطيئة أو شبه متوقفة، خاصة وأن الكثير من الدول العربية ترفض تماما منح فرصا لاعادة الأعمار للقطاع ان بقيت حماس في السلطة ، بحسب الرواية الفلسطينية التي أكدت هذه المزاعم.
حماس: الأولوية للبقاء في السلطة
يرى محللون وفقا للورقة إن الأولوية القصوى لحماس هي الحفاظ على بنيتها السياسية والعسكرية ومحاولة توفير احتياجات المواطن الفلسطيني في القطاع.
مناورات استراتيجية في ظل تعقيدات الواقع
إضافة إلى الدمار والمعاناة، هناك مناورات استراتيجية معقدة تحدد مسار الوضع في غزة، ومن أبرزها بحسب الورقة:
1.    صعوبة القضاء على حماس: رغم الحملات العسكرية والضغوط السياسية، لا تزال حماس قادرة على الصمود، مما يجعل الحديث عن القضاء عليها نهائيًا أمرًا صعب التحقيق.
2.    إظهار القوة العسكرية: خلال تحرير الرهائن، استعرضت حماس قوتها من خلال عروض عسكرية مدروسة، ما يعكس قدرتها على التأقلم مع الضغوط والبقاء كطرف رئيسي في المعادلة.
3.    حماس كرقم صعب في المعادلة السياسية: رغم الضغوط الدولية والمحلية، تظل حماس طرفًا لا يمكن تجاهله، مما يعقّد الجهود الرامية إلى استبدالها أو فرض نموذج حكم بديل في غزة.
وفي الخاتمة تقول الورقة إن المستقبل بات مجهولا ، وفي ظل استمرار الغضب الشعبي، وتراكم التحديات الإنسانية والسياسية، يبقى مستقبل غزة غامضًا.، خاصة مع تزايد الضغوط على سكان غزة الذين يعانون من غياب الأمل وسط الدمار. ومع تصاعد الانتقادات الدولية، تظل إعادة الإعمار مرهونة بالتوازنات السياسية التي تجعل معاناة المدنيين مستمرة بلا حلول واضحة في الأفق.