لم تكن الكويت وطنا لأهلها فحسب إنما مقصدا لكل سائل ومريد ومدرسة لنهج متأصل بقيم العطاء والخير أسسها الآباء والأجداد وخلدتها الأيام على مر التاريخ منها معروف وموثق ويعود إلى 400 عام دون في الكتب والمخطوطات والوثائق أما جذور العمل الخيري التي امتدت عميقا عبر تاريخها قبل ظهور النفط فكانت وستبقى علامة فارقة طبقت شهرتها الآفاق.
ومنذ عام 1613 وحتى يومنا هذا لم يغب العطاء عن أرض الكويت التي سطر أبناؤها حكاما وشعبا أروع الأمثلة في عمل الخير والعطاء غير المحدود على جميع الأصعدة حتى أصبح العمل الخيري سمة الكويت والكويتيين.
ولأن العمل الخيري ليس سلوكا لدى الكويتيين فحسب بل هو نهج راسخ أيضا لدى حكام الكويت الذين كتب التاريخ مآثرهم ومحاسنهم بحروف من ذهب مثل (جابر العيش) و(جابر العثرات) والشيخ مبارك الصباح الذي أسس مضيف (عيش بن عمير) كما أسست في عهده أول جمعية خيرية كويتية عام 1913 وهي الجمعية الخيرية العربية على يد فرحان الخضير.
 

- خالد الصبيحي: نعمل وفق خطط ممنهجة لتحقيق أثر طويل المدى عبر مشاريع نوعية في التعليم والصحة والتأهيل المهني
- مدارس الكويت الخيرية تسعى إلى أن تصبح نموذجاً ملهماً في مجال التعليم في حالات الطوارئ .. «نبني الإنسان ونصنع المستقبل»
- التعليم والصحة والعمل أدواتنا  لمواجهة الفقر والجهل والمرض
- أنشأنا أكثر من 14 مدرسة في لبنان وجامعة في بوركينا فاسو وكلية للطلب في الصومال  بفضل المحسنين من أهل الكويت

 
على مدار 30 عامًا، أثبتت جمعية التميز الإنساني حضورها الفاعل في ميدان العمل الخيري والإنساني، منطلقةً من رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى تمكين الإنسان ومكافحة مثلث الدمار (الجهل – الفقر – المرض)، واستبداله بمثلث الأمل (العلم – الصحة – العمل).
 منذ انطلاقتها، وضعت الجمعية التعليم في صدارة أولوياتها، إدراكًا منها أنه مفتاح النهضة الحقيقية لأي مجتمع.
في لقاء خاص، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية التميز الإنساني الدكتور خالد محمد الصبيحي ، أن الجمعية تواصل مسيرتها بخطى ثابتة لتحقيق رؤيتها الإنسانية، مشيرًا إلى أن النجاحات التي تحققت خلال السنوات الماضية تعكس التزام الجمعية العميق بقيم العمل الخيري والتنموي.
وأوضح الصبيحي أن الجمعية تعمل وفق خطط ممنهجة تستهدف تحقيق أثر طويل المدى، عبر مشاريع نوعية في مجالات التعليم والصحة والتأهيل المهني، مضيفًا: “نحن لا نكتفي بتقديم المساعدات العاجلة، بل نركز على بناء الإنسان، وتأهيله ليكون عنصرًا منتجًا في مجتمعه، قادرًا على بناء مستقبله بعيدًا عن الاعتماد الدائم على الإعانات”.
مسيرة الدكتور خالد الصبيحي في العمل الخيري ليست وليدة اللحظة، بل تمتد إلى عقود من البذل والعطاء. فقبل أن يتولى رئاسة جمعية التميز الإنساني، كان من رواد العمل الخيري في الكويت، حيث كان أحد مؤسسي وقفية مسجد الغانم والعثمان عام 1991، مما أتاح له الفرصة لمعايشة معاناة المحتاجين عن قرب، وتعزيز إيمانه بأهمية العمل الخيري كوسيلة لتغيير الواقع نحو الأفضل.
  
 < بداية هل لك أن تطلعنا على الرؤية الاستراتيجية لجمعية التميز الإنساني، وما تم إنجازه خلال أكثر من عام من العمل المتواصل لتحقيق تلك الرؤية؟
- يتميز عملنا الخيري بأنه عمل ميداني مباشر يرى ويحلل ويتعاطى مع الوقائع على الأرض، لذلك فإذا كانت الحالة المأساوية التي تعيشها المجتمعات المنكوبة  هي نتيجة لمثلث الدمار الإنساني (الجهل والفقر والمرض) فإننا بنينا رؤيتنا الاستراتيجية على مثلث الأمل في الحياة (التعليم والعمل والصحة)، ومن خلال هذه الرؤية الشاملة انطلقت كل أعمال وأنشطة الجمعية خلال ما يزيد على 30 عاماً من العطاء، فقدمنا خدماتنا التعليمية والتدريبية لرفع الجهل وتخريج جيل جديد من الشباب قادر على قيادة بلاده والمسير بها في طريق النهضة ووفرنا بعضا من فرص العمل من خلال برامج التنمية المجتمعية بهدف زيادة دخل الأسر الفقيرة، وقدمنا خدماتنا الطبية الشاملة من خلال إنشاء وإدارة بعض المستوصفات وتسيير الحملات والمخيمات الطبية المتخصصة لمكافحة الأمراض ومساعدة الفقراء على تحمل نفقات العلاج
التعليم.. رهان الجمعية نحو التغيير المستدام
لم يكن الاستثمار في التعليم خيارًا عابرًا لجمعية التميز الإنساني، بل هو محور استراتيجيتها الأساسية في بناء أجيال تمتلك المعرفة والمهارات اللازمة لمستقبل أكثر إشراقًا. عبر مدارسها المنتشرة في عدد من الدول، تسهم الجمعية في إعداد جيل واعٍ ومتعلم، قادر على انتشال مجتمعه من دوائر الفقر والجهل إلى آفاق أرحب من التطور والاستقلالية الاقتصادية.
إلى جانب التعليم، تحرص الجمعية على تقديم برامج متكاملة للرعاية الصحية، إذ أنشأت مشاريع صحية مختلفة تهدف إلى توفير الرعاية الطبية المجانية أو منخفضة التكلفة للمحتاجين. كما تعمل على تقديم الدعم المهني والتدريبي لتعزيز فرص العمل، وضمان حياة كريمة للمستفيدين.
< لماذا كان التعليم أهم أولوياتكم في جمعية التميز الإنساني ؟
- النهوض بالعملية التعليمية يأتي على رأس أولويات الجمعية فالتعليم حسب تجربتنا هو الوسيلة المثلى لبناء أكبر عدد من أبناء اللاجئين؛ للمشاركة في بناء المجتمعات التي يعيشون فيها وبناء أوطانها حال عودتهم إليها ولأن التعليم بناء الإنسان وليس بناء للإنسان.
وبالفعل خطت الجمعية خطوات واسعة بفضل الله عز وجل في سبيل تقديم الخدمات التعليمية المتميزة ورفعت شعار” التعليم حق مشروع لكل طفل ويجب ألا يُحرم منه أحد، فتوسعت في بناء المدارس والجامعات، حتى بلغت المدارس التي بنتها الجمعية بنهاية عام 2024م، 12مدرسة تديرها الجمعية مباشرة أو بالتعاون مع وزارات التربية في الدول الموجودة بها ويدرس فيها حاليًا ما يزيد على80 ألف طالبًا وطالبة.
ومن خلال هذه المدارس التي حرصنا فيها على المحافظة على جودة التعليم قبل زيادة أعداد الدارسين، تخرج ما يزيد على 30 ألف طالبًا وطالبة أتم الكثير منهم تعليمه الجامعي.
<  هل لك أن تطلعنا على أهم الشركاء من الجهات الإقليمية أو العالمية في مجال التعليم؟
- بالفعل لدينا شركاء كثر منهم:
الجامعة العربية المفتوحة
جامعة فرجينيا تك بأمريكا 
المجلس الأعلى للجامعات بمصر 
كذلك في مجال التأهيل والتدريب المهني تعمل الجمعية على دراسة احتياجات سوق العمل وتدريب الشباب على اكتساب المهارات التي يحتاجونها للحصول على فرص عمل مناسبة توفر لهم حياة كريمة.
 فبدأت بدبلوم تأهيل المعلمين في حالات الطوارئ 
 
< ما حجم وأنشطة جمعية التميز في لبنان ولماذا لبنان تحديدًا؟ وما أهم المشاريع الخيرية المطروحة على جدول أعمالكم والتي تضعونها على رأس أولوياتكم حاليًا؟
- تعتبر جميعة التميز الإنساني مرجعًا للعمل الخيري الكويتي في مجال التعليم النوعي في لبنان حيث تتبوأ المركز الثاني من حيث العدد بعد الأمم المتحدة والمركز الأول من حيث الجودة، ولم يكن ذلك وليد الصدفة وإنما تحقق بفضل الله –سبحانه وتعالى-وتوفيقه بالجهود المخلصة لجميع العاملين في الجمعية في الكويت وقد وصلت المشاريع التعليمية والبرامج التي نفذتها الجمعية خلال عام 2020 إلى 14 مدرسة.
كما تهتم التميز الإنساني في المرحلة الحالية بعدد من المشاريع الاستراتيجية التي تحقق أهداف الجمعية في تنمية المجتمعات داخليًا وخارجيًا ويكون لها تأثير على تحسين حياة الناس المعيشية وتوفير حياة كريمة لهم على المدى الطويل.
وتسعى الجمعية في المرحلة الحالية لتحقيق ذلك من خلال ثلاثة أنواع من المشاريع الاستراتيجية الكبرى وهي: مشاريع التعليم العالي – مشاريع لذوي الاحتياجات الخاصة - مشاريع التنمية المجتمعية.
وعلى صعيد مشاريع التعليم العالي أنشأنا حتى الآن جامعة في بوركينا فاسو وراعينا فيها توفير التخصصات التي يحتاجها سوق العمل فعليا وكلية الطلب في الصومال حيث تعاني هذه الدول من قلة الأطباء حيث العدد المقيد بها حاليًا 178 طالبًا وطالبة وإجمالي من تخرج منها 210 طبيبًا من أمهر الأطباء وأصحاب الكفاءات العالية بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل المحسنين من أهل الكويت.
وتعمل الجمعية حاليًا على مشروع صعوبات التعلم الذي يهدف إلى توفير برامج تعويضية قائمة على حل المشكلات التعليمية التي تواجه الطلاب نتيجة صعوبة المادة الدراسية الخاصة بكل تخصص
 ويستفيد من هذا البرنامج الطلاب الذين عصفت بهم الظروف خارج بلدانهم وشردتهم الحروب والصراعات وإعدادهم ليكونوا لبنة في بناء مجتمعاتهم ويسهموا في تطوير أمتهم وتحسين حاضرهم
النهوض بالعملية التعليمية يأتي على رأس أولويات الجمعية فالتعليم حسب تجربتنا هو الوسيلة المثلى لدفع أكبر عدد من أبناء المسلمين لبلوغ مناصب عليا، ومن ثم مشاركة المجتمعات التي يعيشون فيها وبناء أوطانها بشكل أكثر عدلاً.
وبالفعل خطت الجمعية خطوات واسعة بفضل الله عز وجل في سبيل تقديم الخدمات التعليمية المتميزة ورفعت شعار” التعليم حق مشروع لكل طفل و يجب أن لا يحرم منه أحد، فتوسعت في بناء المدارس والجامعات، حتى بلغت المدارس التي بنتها الجمعية بنهاية عام 2024م، 12 مدرسة تديرها الجمعية مباشرة أو بالتعاون مع وزارات التربية في الدول الموجودة بها و يدرس فيها حالياً ما يزيد على7500 طالب وطالبة.
ومن خلال هذه المدارس التي حرصنا فيها على المحافظة على جودة التعليم قبل زيادة أعداد الدارسين، تخرج ما يزيد على 100 ألف طالبا وطالبة أتم الكثير منهم تعليمه الجامعي.
يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ونعترف أن الواقع الحالي لا يعكس آمال مجتمعنا بخصوص دمج وتمكين شركائنا ذوي الاعاقة، ولا يمكن لهذه الأعمال أن تتجسد كواقع ملموس إلا بشراكة فاعلة بين مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وهو ما نسعى إلى ترسيخه من خلال هذه المشروعات.
قطاع التعليم
لما كان التعليم واحد من أهم الملفات الإنسانية، خاصة في حالات الكوارث والحروب، قمنا بتأسيس مشروعنا لتعليم وكفالة طلاب العلم تحت شعار «نبني الإنسان ونصنع المستقبل». يهدف إلى تقديم تعليم في الحالات الطارئة لتجاوز الفجوة بين المتضررين من الكوارث وفرص التعليم المتاحة، وتمكين الطلاب من اكتساب المهارات اللازمة لتطوير عقولهم. 
الجمعية ملتزمة بتوفير فرص التعليم للجميع دون تمييز، كما تولي اهتمامًا خاصًا بتوفير بيئة تعليمية تشجع على تعزيز الهوية واللغة العربية والثقافة السورية بين الطلاب، مع الحرص على توفير فرص تعليمية تربوية شاملة.
من خلال جهودها المستمرة تسعى مدارس الكويت الخيرية إلى أن تكون نموذجاً ملهماً في مجال التعليم في حالات الطوارئ، وتسهم بفعالية في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
<  لماذا التعليم : 
· توفير حق التعليم الجيد والمستدام للمحرومين منه في حالات الطواريء.
· دعم الثقافة العربية والإسلامية والتمسك بالهوية الوطنية.
· توفير بيئة تعليمية وتربوية تحقق مخرجات نوعية.
· تعزيزفرص المشاركة المجتمعية في عمليتي التعليم والتعلم.
· تحقيق شراكات نوعية تدعم منظومة التعليم في حالات الطواريء وتطور من أدائها.
مشاريعنا النوعية
دبلوم أكاديمية لتأهيل المعلمين في حالات الطوارئ
· أول دبلوم أكاديمي لتأهيل المعلمين في حالات الطوارئ بالشراكة مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، واعتماد من الجامعة العربية المفتوحة بالكويت ومصر، ومن المجلس الأعلى للجامعات بمصر  .           
·  12 مقرراً+ مشروع للتخرج
· شارك في إعداده (64) أكاديمياً من (5) جامعات عربية.
· تم تطبيقه على (50) معلماً بالصومال، (50)معلماً سورياً بمصر.
·  40 مشروع تخرج.
مشروع معالجة صعوبات التعلم للاجئين السوريين في لبنان
· بدعم من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والبنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي.
· تصميم (42) برنامجًا لمعالجة صعوبات التعلم لدى اللاجئين
·  إنشاء أول وحدة متخصصة لمعالجة صعوبات التعلم في: (لبنان – الأردن – الداخل السوري).
·  شارك فيه (164) أكاديمياً وخبيراً من (5) دول (مصر – الكويت – لبنان – الأردن – الداخل السوري).
· شاركت فيه جامعة اليرموك بالأردن – الجامعة العربية المفتوحة بلبنان وجامعة حلب بسوريا) وأساتذة من جامعة عين شمس بمصر.
انجازات 
· الحصول على المركز الأول بلبنان في نتائج الشهادة الإعدادية لعام 2022 م وقبل مدارس منظمة الأونروا
· تعليم أكثر من 100 ألف طالب وطالبة خلال 10 سنوات
· التحول الكامل للمنهاج اللبناني باللغة الإنجليزية فمدارسنا كاملة تابعة لوزارة التعليم اللبنانية
· إدخال نظام الإشراف التربوي للمعلمين، ونظام التنسيق الفني للمواد التعليمية لكامل المدارس
· خطة  تدريبية سنوية للمعلمين  (الجدد - القدامى ) لتطوير أداء المعلمين.
· إدخال مادة المعلوماتية كمادة أساسية بالمنهاج   ومختبر حاسوب لكل مدرسة.
· يلعب الإعلام دوراً هاماً في تعريف الناس بالأعمال والأنشطة وتوفير الدعم لها، كيف تتعامل الجمعية مع وسائل الإعلام الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي؟ وما هي النتائج التي حققتها من وراء ذلك دعماً لأعمالها واستقطاباً لشرائح واسعة من المجتمع من المتابعين لتلك الوسائل؟
تولي جمعية التميز الإنساني منذ نشأتها عناية خاصة بالتواصل المباشر مع جمهورها الكريم سواء في الكويت أو دول الخليج وتتعامل معهم بشفافية ووضوح أكسبتها مع مرور الزمن مصداقية وثقة في أعمالها، ومع تطور أدوات التواصل الجماهيري في السنوات الأخيرة اهتمت جمعية التميز بمسايرة هذا التطور والأخذ بأساليب العصر ووسائل التكنولوجيا الحديثة، فدشنت موقعها الإلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية ووفرت من خلاله واجهة سهلة للتبرع الإلكتروني كما أن الموقع متوافق تماما مع الأجهزة الذكية يمكنكم زيارة الموقع والتعرف على أهم أنشطة وفعاليات الجمعية :
 http://www.tamayuzkw.com/