تباينت ردود الفعل السياسية عقب الرسائل السياسية المتبادلة بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، مع قيادات الحوثيين في اليمن ، وهي الرسائل التي أعرب فيها الطرفان عن دعمها السياسي والاستراتيجي للمسيرة السياسية لكل طرف.
اللافت أن بعض من التقارير الصحفية أشارت إلى توجس أعضاء من حركة حماس أنفسهم من توقيت هذه الرسالة ، خاصة وأن حماس مثل اي حركة أو جبهة بها أجنحة من الممكن أن تتباين في العلاقات السياسية أو تختلف في الرؤى الاستراتيجية لها.
واشارت عدد من التقارير ،نقلا عن مصادر داخل الحركة رسميا، إلى أن بعض من قادة حماس لا يرون الوقت ملائما للتواصل الان مع الحوثيين ، في ظل دقة الموقف السياسي في الشرق الأوسط.
بدورها أشارت صحيفة ذا ناشيونال الدولية السياسية إلى حساسية هذا التواصل بين حماس وجماعة الحوثيين ، زاعمة في ذات الوقت أن الكثير من نشطاء حركة حماس يرون إن عبد الملك الحوثي زعيم جماعة "أنصار الله" ، لا يفعل ما يكفي للتوصل إلى اتفاق مع السعودية من أجل إطلاق سراح نشطاء حماس المعتقلين في سجون المملكة العربية السعودية، وهو ما يزيد من دقة هذه القضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين ورغم نشاطهم السياسية والحصول على دعم من بعض الجهات فإنهم لا يقوموا بالجهود اللازمة من أجل خدمة هذه القضية بالنهاية.
اللافت أن الكثير من القوى الفلسطينية أنتقدت بدورها هذه الخطوة من حماس ، مشيرة إلى أن التقارب بين حماس والحوثيين سينعكس سلبا في النهاية على موقف دول عربية ، معادية للحوثيين ، إزاء القضية الفلسطينية.
غير أن صحيفة التايمز أشارت في تقرير لها إلى أن الأزمة الحقيقة تعود لاعتقاد حماس وإيمانها بأنها حركة مستقلة وطنية لها أن تقرر إلى اي القوى يجب أن تتحالف ، خاصة وأن هناك الكثير من الدول العربية التي لا تعادي إيران ، أو على الاقل لا تقاطعها ، وبالتالي فمن حق حماس كحركة مقاومة إقامة هذه العلاقة.
من جانبها أشارت صحيفة عرب نيوز في تقرير لها إلى أن هنية أرسل رسالة موقعة باسمه يدعم فيها نشاط جماعة أنصار الله ، الأمر الذي اثار ردود فعل واسعة على الساحة العربية ، خاصة في ظل العلاقات السلبية والعدائية بين جماعة أنصار الله من الحوثيين من جهة والكثير من دول الخليج ، وهو ما يمثل استعداء لها لا يوجد ما يبرره ، والحديث للتقرير.
وأشار مصدر خليجي للصحيفة أن توقيت نشر هذه الرسائل والأهم التواصل بين الحوثيين وحماس يثير جدالا واسعا ، وهو ما لا يمكن السماح به ، خاصة مع عداء دول الخليج للحوثيين ممن ينفذون السياسات الإيرانية بالمنطقة.
عموما فإن هذا التقارب بين حماس والحوثيين أثار جدالا واضحا ، وهو الجدال الذي لا يزال مستمرا حتى الان.