حين يتحول الطين إلى قطع فنية تمتزج فيها الدقة مع الاتقان والذوق الرفيع تتبادر إلى الذهن أسئلة شتى عن ماهية فن صناعة الخزف أحد أهم مجالات الفنون التطبيقية التي يعود تاريخها إلى أقدم العصور.
ويمكن القول إن هذه الصناعة على علاقة عضوية بتاريخ البشرية ودلالة حية على الموروثات والمهن التقليدية التي لم تندثر بل تستجيب للتطورات الحياتية وتتطلب مهارات عالية الدقة وأنامل تعتمد على رسم التصميم قبل البدء بالصناعة.
ومجمل ذلك يمكن تلمسه في (ورشة الخزف لدول مجلس التعاون الخليجي) التي يشارك فيها 20 خزافا وأطلقها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساء اليوم الأربعاء وتستمر حتى العاشر من نوفمبر الجاري في (بيت الخزف) وتأتي هذا العام بدعم من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي تأكيدا على أهمية العمل الخليجي المشترك في شتى المجالات لاسيما ثقافيا.
والورشة التي تقوم على أساس العمل المشترك بين الفنانين الخليجيين بتشكيل الخزف تتخلها أنشطة وفعاليات منها زيارات ميدانية لبعض مدارس وزارة التربية والكليات الفنية كذلك زيارة ميدانية لجزيرة (فيلكا).
ومن شأن ذلك أن يساهم في تعزيز العلاقات بين الفنانين الخليجيين ككل والتبادل الثقافي والمعرفي كما تنمي وتطور قدرات الفنانين وتصقلها وتكسبهم مهارات متعددة وتحفزهم وتنمي روح الابداع والثقة لديهم.
ومن المعلوم أن فن الخزف في الكويت يعود إلى قرون عدة فهي صناعة قديمة لها أصول دل عليها العديد من القطع الخزفية الاثرية المكتشفة في الكويت ولاسيما جزيرة فيلكا وبعضها يعود إلى عهد الإسكندر الأكبر.