- "تكامل بشري آلي" يحدد ملامح مستقبل تقنيات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات
- ضرورة سد الفجوة المعرفية بين مصممي تقنيات الذكاء الاصطناعي ومستخدميها من الصحافيين
حصل الصحفي في جريدة "الأنباء" الزميل أحمد صابر عسران على درجة الدكتوراه في الإعلام بتقدير مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها بين الجامعات المصرية والعربية عن دراسته بعنوان "تقنيات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الصحفية العربية ودورها في تحرير وإخراج الصحف الإلكترونية.. دراسة تطبيقية"والتي تعد من اوائل الدراسات العربية التي تطرقت إلى هذا الموضوع بشكل دقيق ونالت إعجاب وإشادة لجنة الحكم والمناقشة.
وتكونت لجنة الإشراف على الرسالة من أ.د.عزة عبدالعزيز عثمان استاذ الإعلام الرقمي بكلية الآداب جامعة سوهاج، وأ.م.د. أحمد حسين استاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب بجامعة سوهاج، وناقشهاأ.د. نرمين نبيل الأزرق الاستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وأ.د. سماح محمد محمدي الاستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
واستهدفت الدراسة رصد تقنيات الذكاء الاصطناعي بالمؤسسات الصحفية العربية ودورها في تحرير وإخراج الصحف الإلكترونية،وتحديد درجة معرفة المبحوثينبها،وأكثرها استخداماً، وأهم العوامل المؤثرة على تبني الصحفيين لها ورضاهم عنها، وذلك بالتطبيق على عينة قوامها 266 مبحوثاً من الصحفيين والقيادات بعدد من المؤسسات الصحفية المصرية والإماراتية، وإجراء مقابلات متعمقة مع 32 من خبراء الذكاء الاصطناعي والإعلام الإلكتروني ورؤساء تحرير صحف في عدة دول.
واسفرت الدراسة عن عدة نتائج منها:الاهتمام المتزايد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، حيث أن 74.4% من العينة لديهم اهتمام كبير بمتابعة استخدام هذه التقنيات، وتنوعفهم القائمين بالاتصال للأدوار التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعبها في العمل الصحفي، وجاء في الصدارة صياغة المحتوى الصحفي بشكل آلي عبر الروبوتبنسبة 38.7% ،ثم متابعة وجمع الأخبار في أقل وقت ممكن بـ30.8% ، كما تبين أن المؤسسات الصحفية بدأت بالفعل في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي،مع تباين مستوى الاستخدام بناءً على التقنية والفائدة المتوقعة منها، وتنوعت المجالات التي يمكن الاعتماد بشكل أكبرعلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في معالجتهاوفي مقدمتها الاقتصاد، والرياضة، وأخبار الطقس،معالحاجة الدائمة للتوازن بين الذكاء الاصطناعي والتدخل البشري.
وتوصلت الدراسة أيضاً إلى ان تأثير استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي جاء "إيجابياً وسلبياً"معاً وتمثلالجانب الإيجابي في تحسين الكفاءة، وتسريع عملية جمع الأخبار، فيما تصدر التأثيرات السلبية انخفاض أعداد الصحفيين البشر أو الاستغناء عنهم ثم اختفاء اللمسات الإنسانية، وسيادة طابع إخباري روتيني، واتضح ان مستقبل الكوادر البشرية في ظل الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيشهد حالة من "التكامل بين البشر والآلة"، ممايعكس تفاؤلًا بقدرة البشر على التكيف مع التكنولوجيا، مع وجود تفاوت واضح في التسهيلات التي تقدمها المؤسسات الصحفية في مصر والإمارات للعاملين بها.
ولفت الخبراء المشاركون في الدراسة إلى ان الذكاء الاصطناعي "قطاع الحاضر والمستقبل"، مطالبين بضرورة ضخ المزيد من الاستثمارات في هذا المجال الحيوي، مؤكدينوجود تجارب رائدة في استخدام الذكاء الاصطناعي بالمؤسسات الصحفية العربية، ولكن الاغلبية منها لا تزال في مراحلها الأولى وتتسم بالفردية ويغلب عليها الاجتهاد الشخصي، وشيوعها سيستغرق من5 إلى 10سنوات، مع أهمية توافر رؤية "التحديث والتطوير" لدى العقلية الإدارية في المؤسسات الصحفية، وسد الفجوة المعرفية بين مصممي البرمجيات والصحفيين الذين يستخدمونها.
ورأى حوالي 50% من العينة ان قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة السلوك البشري في المهام الإعلامية "متوسطةويعكس ذلك الاعتراف بأن الذكاء الاصطناعي تطور بشكل ملحوظ ، ولكنه لا يزال غير قادر على الوصول إلى مستوى التفكير الإبداعي والنقدي أو الفهم العميق الذي يتمتع به البشر في مواقف واحداث معينة، وأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم بشكل كبير في سرعة الحصول على المادة الإعلامية وإنتاجها ونشرها، واختيار عناوين وصياغة مشوقة تجذب الجمهور للمحتوى وتخصيص محتوى ملائم لاحتياجاته الذكاء الاصطناعي، وأيضاً يساعد بفاعلية في التصميم الجمالي وتوفير قراءة متميزةمما يعزز من تجربة القارئ ويجعل المحتوى أكثر جاذبية ويزيد من القاعدة الجماهيرية للوسيلة الإعلامية.