العمل الخيري يمثل ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتعزيز قيم التكافل الإنساني، فالكويت بفضل جهود مؤسساتها الخيرية ومبادراتها الإنسانية، استطاعت أن تكون نموذجًا يحتذى به في هذا المجال وفي هذا اللقاء نلقى الضوء على جهود اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية من خلال استضافة رئيس الاتحاد الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي سعد مرزوق العتيبي:
اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية: تاريخ تأسيسه وأهدافه؟
تأسس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية في 26 يوليو 2017 بقرار وزاري رقم (56/أ) لسنة 2017 والهدف الأساسي من إنشائه هو تنظيم العمل الخيري في الكويت بما يحقق الانسجام والتكامل بين جميع المؤسسات الأعضاء، مع الحفاظ على استقلاليتها. الاتحاد يمثل المظلة الجامعة للمؤسسات الخيرية التي تسعى إلى تعزيز رسالة العمل الإنساني والتنموي داخل الكويت وخارجها.
يهدف الاتحاد إلى تحقيق التكامل بين الجمعيات والمبرات من خلال التنسيق بين أنشطتها المختلفة ورفع كفاءة أدائها. يسعى الاتحاد أيضًا إلى نشر الوعي بأهمية العمل الخيري في المجتمع، ويعمل على تعزيز مفهوم التعاون على البر والتقوى بين المؤسسات الخيرية والمجتمع وهذا التكامل يعزز من قدرة الجمعيات على تقديم خدمات متميزة ومؤثرة في المجتمع.
من بين أبرز أهداف الاتحاد تمثيل الجمعيات الأعضاء أمام الجهات المحلية الرسمية وتعزيز علاقاتها بالمؤسسات الأخرى كما يعمل على تبني معايير مهنية حديثة لتطوير أداء الجمعيات، مما يضمن تحقيق أفضل المخرجات في المشاريع الخيرية. هذه الأهداف تسهم في تحقيق رؤية الكويت كمركز عالمي للعمل الإنساني.
ما هي أبرز إنجازات اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية؟
حقق الاتحاد منذ تأسيسه مجموعة من الإنجازات المهمة التي عززت مكانة العمل الخيري الكويتي على المستويين المحلي والعالمي ومن أبرز هذه الإنجازات اعتماد يوم 9 سبتمبر يومًا سنويًا للاحتفاء بالكويت كمركز للعمل الإنساني، مما يعكس ريادة الكويت في هذا المجال ويؤكد دورها الإنساني عالميًا.
أصدر الاتحاد مجلة "الاتحاد"، وهي الأولى من نوعها في الكويت، لتكون منصة تسلط الضوء على الجهود الخيرية والتجارب الملهمة التي تقدمها الجمعيات والمبرات وهذه المجلة تمثل نافذة معرفية تُبرز أفضل الممارسات وتعزز من ثقافة العمل الخيري المؤسسي بين الجمعيات الأعضاء.
كما نظم الاتحاد ملتقى "أيتامنا عهد وميثاق"، الذي جمع 16 دولة مهتمة برعاية الأيتام كما أن الملتقى أطلق الميثاق العالمي لرعاية الأيتام، ليعكس التزام الكويت بتقديم العناية والرعاية لهذه الفئة. بالإضافة إلى ذلك، عقد الاتحاد العديد من ورش العمل التي ساهمت في تبادل الخبرات والتجارب بين الجمعيات، مما ساهم في رفع كفاءة الأداء وتحقيق التكامل بينها.
كيف تصف علاقتكم مع وزارة الشؤون الاجتماعية والمؤسسات الأخرى؟
تتميز علاقة اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية بوزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون الوثيق والعمل المشترك لتحقيق أهداف العمل الخيري في الكويت والوزارة تعتبر شريكًا رئيسيًا في تنظيم العمل الخيري، حيث تسهم في توفير الدعم الفني والإشرافي للجمعيات الأعضاء وهذا التعاون يهدف إلى تحقيق الشفافية والكفاءة في تنفيذ المشاريع الخيرية بما يتماشى مع رؤية الدولة.
الاتحاد يعمل أيضًا على تعزيز علاقاته بالمؤسسات الحكومية الأخرى لضمان تحقيق التكامل في الجهود فعلى سبيل المثال، هناك تعاون مثمر مع وزارة الخارجية لتنسيق إيصال المساعدات إلى الخارج، ومع وزارة الإعلام لتسليط الضوء على الجهود الخيرية الكويتية. هذه الشراكات تسهم في تعزيز مكانة الكويت كدولة ريادية في العمل الإنساني.
بالإضافة إلى ذلك، يمتد تعاون الاتحاد إلى المؤسسات الدولية، حيث ينسق مع منظمات مثل الأمم المتحدة واليونيسف لتوسيع نطاق المشاريع الخيرية. هذا التوجه يعزز من قدرة الجمعيات الكويتية على الوصول إلى المستحقين في مختلف أنحاء العالم ويؤكد التزام الكويت بدورها الإنساني العالمي.
ما هي تطلعات اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية المستقبلية؟
يطمح اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية إلى التوسع في المبادرات الإنسانية التي تحقق أثرًا مستدامًا داخل الكويت وخارجها. في ظل التحديات الإنسانية المتزايدة، يسعى الاتحاد إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة لتحسين الكفاءة والشفافية في تنفيذ المشاريع الخيرية كما يخطط لإطلاق مبادرات جديدة تعزز من ريادة الكويت في العمل الخيري.
ضمن رؤية الكويت 2035، يركز الاتحاد على بناء شراكات دولية لتعزيز مكانة الكويت كمركز للعمل الإنساني وهذه الشراكات تشمل التعاون مع المنظمات الدولية والقطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما يهدف الاتحاد إلى تطوير برامج تدريبية لتأهيل الكوادر العاملة في الجمعيات والمبرات الأعضاء.
الاتحاد يطمح أيضًا إلى تعزيز التكامل بين العمل الخيري والثقافي، حيث يسعى إلى إطلاق مبادرات تجمع بين العطاء الإنساني والتنمية الثقافية وهذه التطلعات المستقبلية تسهم في ترسيخ مكانة الكويت كدولة رائدة في العمل الخيري والإنساني على المستويين الإقليمي والدولي.
كيف ساهم العمل الخيري في تعزيز مكانة الكويت كمركز إنساني عالمي؟
الكويت لها سجل حافل في مجال العمل الخيري والإنساني، مما جعلها تُعرف عالميًا كمركز للعمل الإنساني وهذا التميز يعكس التزام الكويت الدائم بدعم القضايا الإنسانية والإغاثية في مختلف أنحاء العالم فمن خلال شراكاتها الدولية، تمكنت الكويت من تقديم مساعدات تنموية وإغاثية تلبي احتياجات ملايين المستفيدين سنويًا.
العمل الخيري الكويتي يتميز بالشفافية والتنظيم، حيث تتبنى الجمعيات والمؤسسات معايير عالمية في إدارة المشاريع فهذه الممارسات أسهمت في تعزيز ثقة المجتمع الدولي بالكويت كمركز ريادي للعمل الإنساني كما أن دعم القيادة السياسية لهذه الجهود يعكس التزام الدولة بتقديم الخير ونشر القيم الإنسانية عالميًا.
ريادة الكويت في العمل الخيري ليست مقتصرة على تقديم المساعدات، بل تشمل أيضًا تعزيز التنمية المستدامة ومن خلال تنفيذ مشاريع تنموية في مجالات التعليم، الصحة، والمياه، تمكنت الجمعيات الخيرية من تحقيق أثر إيجابي مستدام في المجتمعات المستهدفة، مما يعزز مكانة الكويت كمنارة للعمل الإنساني.
تمكين العمل الخيري: كيف تراه؟
تمكين العمل الخيري يعني الانتقال من تقديم المساعدات التقليدية إلى خلق أثر مستدام يعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات، وهذا المفهوم يُركز على بناء القدرات، تعزيز الشراكات، واستخدام التكنولوجيا لزيادة كفاءة وشفافية العمل الخيري فاتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية، يتبني هذا التوجه لتطوير العمل الخيري بما يحقق الأثر الإيجابي العميق.
من أبرز عناصر التمكين هو تعزيز الكوادر البشرية المؤهلة للعمل في هذا المجال من خلال توفير تدريبات مستمرة، واعتماد الابتكار في تنفيذ المشاريع فعلى سبيل المثال، برامج تمكين الشباب في العمل الخيري تسهم في بناء جيل جديد يقود المبادرات الإنسانية بمهنية وكفاءة.
إضافة إلى ذلك، تمكين العمل الخيري يُعزز من دور الكويت كمركز إنساني عالمي فالجمعيات الكويتية أصبحت نموذجًا يُحتذى به في اتباع الشفافية والحوكمة، مما يجعلها قادرة على تنفيذ مشاريع تنموية مستدامة تُعزز من قدرات المستفيدين، بدلاً من الاعتماد على المساعدات الدائمة فقط.
ما هي تطلعاتك لمستقبل العمل الخيري الكويتي؟
مستقبل العمل الخيري الكويتي يحمل آفاقًا واسعة من التطور والابتكار، حيث تتطلع الجمعيات الخيرية إلى تعزيز مكانة الكويت كدولة رائدة في العمل الإنساني والتركيز المستقبلي سيكون على بناء شراكات دولية قوية، وتوظيف التكنولوجيا لتعزيز كفاءة العمل الخيري وزيادة الأثر المجتمعي.
تطلعاتنا تشمل أيضًا التوسع في المشروعات التنموية التي تحقق الاستدامة، مثل تمويل المشاريع الصغيرة وبرامج التمكين الاقتصادي ومن المتوقع أن تُركز الجمعيات الكويتية على مشاريع التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية، بما يتماشى مع رؤية الكويت 2035 وأهداف التنمية المستدامة.
كما أن توطين العمل الخيري سيكون أحد المحاور الرئيسية، من خلال تعزيز الاقتصاد المحلي، ودعم الكفاءات الشابة لقيادة هذا القطاع، وابتكار مشاريع تُلبي احتياجات المجتمع الكويتي فمستقبل العمل الخيري الكويتي يعتمد على مواصلة النهج المؤسسي القائم على الشفافية والاحترافية لتحقيق أهدافه الإنسانية.
المساعدات الخارجية وكم نسبتها من المساعدات الإجمالية؟
في الحقيقة، تحديد نسبة دقيقة للمساعدات الداخلية والخارجية يعد أمرًا بالغ الصعوبة، نظرًا لتشعب العمل الخيري وتنوع مصادره. فالمساعدات الداخلية لا تقتصر على دور الجمعيات الخيرية فقط، بل تمتد لتشمل الأفراد والمبرات، حيث يقوم الكثير من أهل الخير بتوزيع زكواتهم وصدقاتهم بأنفسهم دون اللجوء إلى الجمعيات.
وعند النظر إلى المشاريع الكبرى داخل الكويت، مثل مستشفى زين أو البحر، نجد أنها شواهد بارزة على حجم العمل الخيري المحلي الذي يساهم في خدمة المجتمع الكويتي. وهذا لا يتوقف عند البنى التحتية، بل يشمل أيضًا مبادرات إنسانية يومية كدعم الأسر المتعففة وتقديم المساعدات المباشرة.
قد يكون العمل الخيري الداخلي أكثر وضوحًا، لكنه يعمل جنبًا إلى جنب مع المشاريع الخارجية التي تدعم المجتمعات الأشد احتياجًا حول العالم، مما يجعل الكويت نموذجًا فريدًا يُجسد معاني التكافل الإنساني. هذه الجهود تعكس عطاءًا بلا حدود، يصعب حصره بأرقام لكنه يُترجم بقيم ومبادرات تلهم العالم.
نماء الخيرية: مؤسسة محلية ودولية متميزة؟
نماء الخيرية تُعد من أبرز المؤسسات الخيرية في الكويت، حيث تتميز بتقديم مشاريع مبتكرة ومؤثرة على الصعيدين المحلي والدولي ورؤيتها "نهتم بالإنسان" تُجسد التزامها بتلبية احتياجات المستفيدين عبر مشاريع مستدامة تلبي احتياجات التعليم، الصحة، والمساعدات الإنسانية.
محليًا، تُنفذ نماء مشاريع متميزة مثل مشروع "علمني ولك أجري" لدعم الطلبة، ومشروع "رعاية طالب العلم الجامعي"، بالإضافة إلى مبادرات إطعام الطعام، وإفطار الصائم، ودعم الأسر المتعففة وهذه المشاريع تسهم بشكل مباشر في تحسين حياة آلاف الأسر داخل الكويت.
دوليًا، تُدير نماء مشاريع إغاثية وتنموية في أكثر من 26 دولة. تشمل هذه المشاريع بناء القرى السكنية، وحفر الآبار، وبناء المستشفيات والمراكز التعليمية، وتقديم المساعدات الإغاثية للمناطق المتضررة من الكوارث. هذا التميز جعل نماء تحظى بتقدير عالمي، حيث صنفت ضمن المؤسسات الإنسانية البارزة على مستوى العالم.
ما هي أهم مشاريع نماء وشراكاتها داخل الكويت؟
نماء الخيرية تعمل على مشاريع متعددة داخل الكويت تخدم مختلف شرائح المجتمع. من أبرز المشاريع المحلية مشروع "علمني ولك أجري" الذي دعم أكثر من 8538 طالبًا وطالبة منذ إطلاقه، إلى جانب مشروع "رعاية طالب العلم الجامعي" الذي يستهدف الطلبة غير القادرين على استكمال تعليمهم، وبلغ عدد مستفيديه 3972 طالبًا وطالبة.
الشراكات داخل الكويت تُعد حجر الأساس لنجاح نماء أبرز هذه الشراكات مع وزارة الداخلية لتنفيذ مشاريع مثل "بيت العائلة" الذي يتيح للنزلاء الالتقاء بأسرهم في بيئة آمنة، وتجديد الفصول الدراسية للسجناء كما تشترك نماء مع الأمانة العامة للأوقاف لدعم مشاريع تعليمية متنوعة، مما يعزز من دورها كمؤسسة تعمل تحت شعار التنمية المستدامة.
نماء أيضًا تُساهم بشكل كبير في دعم الأسر المتعففة من خلال تقديم السلال الغذائية، وإقامة موائد إفطار الصائم خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى مشاريع دعم ذوي الهمم والغارمين، مما يجعلها مؤسسة متكاملة تهدف إلى تحسين حياة الأفراد والمجتمعات.
ما هي أبرز مشاريع نماء الخارجية؟
نماء الخيرية تُدير العديد من المشاريع الخارجية التي تُعزز من دور الكويت الإنساني عالميًا ومن أبرز هذه المشاريع القرى السكنية التي توفر المأوى للمحتاجين، حيث أنشأت نماء 4 قرى سكنية متكاملة استفاد منها أكثر من 24,905 مستفيد. كما قامت بتنفيذ مشاريع "الكسب الحلال" لدعم الأسر المنتجة من خلال توزيع معدات وورش صغيرة تضمن دخلاً مستدامًا.
في مجال الإغاثة، أطلقت نماء حملات لتوزيع السلال الغذائية، وإفطار الصائم، والأضاحي في الدول المتضررة من النزاعات والكوارث، مثل غزة وسوريا واليمن. استفاد من هذه المشاريع مئات الآلاف من الأفراد، حيث بلغ عدد المستفيدين من مشروع توزيع الوجبات فقط أكثر من 820,000 شخص.
مشاريع المياه والصحة أيضًا لها نصيب كبير من أنشطة نماء، حيث تم حفر مئات الآبار الارتوازية وتقديم خدمات صحية عبر بناء المستوصفات وإجراء العمليات الطبية للمحتاجين. هذه المشاريع تعكس التزام نماء بتقديم حلول تنموية مستدامة تعالج جذور المشكلات.