ازدادت التهديدات المحيطة بصمود الهدنة في غزة، بفعل مراوغات أقدم عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ إذ أرجأ إرسال وفد بلاده إلى الدوحة لبدء مفاوضات كانت مقررة بشأن الجولة الثانية من الاتفاق.
ورغم سريان وقف إطلاق النار، خرق الجيش الإسرائيلي الاتفاق، واستهدف سيارة وسط قطاع غزة ما أسفر عن إصابة 4 فلسطينيين على الأقل، في وقت بلغت فيه حصيلة قتلى عملياته في الضفة طوال أسبوعين نحو 50 شخصاً.
ودعا رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى «التزام كل الأطراف تنفيذ جميع بنود اتفاق (الهدنة) والانخراط الفوري في (مفاوضات) المرحلة الثانية»، مؤكداً أنه «لا توجد خطة واضحة» بشأن موعدها.
كان من المقرر أن تبدأ مفاوضات الجولة الثانية من «هدنة غزة»، غير أن إرجاء رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، إرسال وفد بلاده إلى الدوحة، قبل الموعد المحدد ومنع إدخال المساعدات لاسيما المعنية بالإيواء، أثار تساؤلات حول مصيرها، خصوصاً مع مطالبة الوسطاء «الأطراف بعدم المساومة في الانخراط الفوري»، و«الشركاء الدوليين للضغط لإنجاح المحادثات وعدم عرقلتها».
المخاوف من «عراقيل» تهدد الجولة، تأتي تزامناً مع زيارة يجريها نتنياهو للبيت الأبيض لمقابلة الرئيس دونالد ترمب، في ساعات تبدو «حاسمة» لمصير الاتفاق بأكمله، وفق تقديرات خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، لافتين إلى أن «المرحلة الثانية قد تتجاوز أي عراقيل إسرائيلية توضع تحت ضغوط أميركية ودولية لنيل باقي الأسرى، مقابل أن تمنح واشنطن إسرائيل الضوء الأخضر لعدم استكمال المرحلة الثالثة المختصة بإعادة الإعمار، في ظل عدم قبول عربي بخيار الرئيس الأميركي بتهجير الفلسطينيين».
وبعد المرحلة الأولى التي بدأت 19 يناير الماضي، وتستمر 42 يوماً، من المتوقع أن تشمل المرحلة الثانية التي تبدأ في اليوم الـ16 إعادة جميع الرهائن الأحياء المتبقين والجنود الذكور، مقابل عدد لم يتم تحديده بعدُ من السجناء الفلسطينيين والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، قبل أن تليها مرحلة ثالثة وأخيرة معنية بالإعمار وإحداث هدوء مستدام.