قدمت مكتبة الكويت الوطنية منذ نشأتها في عام 1994 العديد من الخدمات والانجازات وذلك في اطار سعيها لحفظ وتوثيق المعلومات من أجل تسهيل الرجوع اليها وإتاحتها للجميع في أي وقت. وأنجزت المكتبة خلال السنوات القليلة الماضية العديد من المهام في مجال التنظيم العام لها والمشاركات الخارجية وبرامج التدريب والتطوير الوظيفي واقامة الفعاليات واستقبال مقتنيات المجموعات العامة للكتب والمجموعات الخاصة المهداة. كما عملت المكتبة على مشروع التحويل الرقمي والعمليات الفنية ومشروع المكتبة الرقمية والموسوعة الكويتية الشاملة والاصدارات.وساهمت جهود المكتبة في صدور اللوائح التنفيذية لقانون حق المؤلف والحقوق المجاورة رقم 22 لسنة 2016 اضافة الى صدور القرار الوزاري رقم 38 لسنة 2016 في شأن الايداع الرسمي للكتب والمطبوعات والمصنفات الفنية.وتم تنظيم عملية استخدام المسرح من قبل الجهات الخارجية والاهداءات الخاصة من الأهالي والمؤسسات العامة والخاصة من خلال اصدار العديد من اللوائح. وطالبت المكتبة عبر المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بتشريع جديد لقانون الايداع الرسمي لجميع الجهات الحكومية وشبه الحكومية لتعزيز مقتنيات مجموعات المكتبة بما يمثل ذاكرة الوطن على اعتبار ان القرار الوزاري رقم 38 لسنة 2016 الصادر بهذا الشأن يعد تنفيذا لمرحلة أولية مؤقتة.وتولي المكتبة أهمية قصوى لبرامج التدريب والتطوير حيث أقامت بالتعاون مع مركز (فهرس العرب) الموحد في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض دورة (فهرسة رؤوس الموضوعات وقواعد الفهرسة الحديثة). كما اقامت بالتعاون مع مركز المكتبة الرقمية لخدمات المكتبات عبر الانترنت (oclc) تدريبا حول الاتجاهات الحديثة للمكتبات في عصر الاستخدام الفضائي اضافة الى تدشين برنامج محاضرات حول مستجدات النشر الالكتروني والمكتبات الرقمية مع مؤسسة (سينغيج) التعليمية ومقرها بريطانيا. واقامت المكتبة خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من 67 نشاطا وفعالية كان أبرزها احتفالية (الثقافة العربية في بلاد الأندلس) وندوة انحسار القيم الاجتماعية الخاصة بالهوية الوطنية وورشة (فنون الخط العربي) و(ملتقى حق المؤلف) للمصورين الفوتوغرافيين. كما أحيت المكتبة حفلا بمناسبة اختيار المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) لشخصية المغفور له الشيخ عبدالله الجابر الصباح شخصية العام 2014 - 2015 كرائد للتعليم على المستوى العالمي. وأطلقت المكتبة ايضا مشروعا لإشراك السفارات الكويتية بالخارج في إقامة أسابيع ثقافية تحت عنوان (سفارات تعرض حضارات) علاوة على إبرام العديد من بروتوكولات التفاهم مع المكتبات الوطنية المماثلة في دول مختلفة وإبرام تعاون مع الموسيقار الدكتور عامر جعفر لتوثيق وإيداع النشيد والسلام الوطني لدولة الكويت في حلته الجديدة. وبدأت المكتبة تنفيذ مشروع ندوات (كتاب الشهر) لتسليط الضوء على الكتب الجديدة القيمة وتشجيع وتكريم مؤلفيها. وفي مجال المقتنيات الخاصة بالمجموعات العامة والخاصة المهداة ارتفعت حصيلة المجموع الكلي خلال السنوات الخمس الماضية من 218 ألف كتاب الى 453ر465 كتابا حتى ابريل 2018. وفي مجال التقنيات الرقمية والعمليات الفنية انطلق مشروع التوثيق والتحويل الرقمي في المكتبة الوطنية بعد تسلم وتركيب وتشغيل جهاز الماسح الضوئي لتحويل الكتب والصحف الى مواد رقمية. وتم انجاز 550 كتابا ومجلدا منذ ابريل 2016 من امهات الكتب التاريخية من بينها مجلدات (سجلات الكويت) الصادرة عن المكتبة الوطنية وكتب (سجلات دول الخليج والجزيرة العربية) المحفوظة في (المكتبة البريطانية) وسلسلة (تاج العروس) الكاملة والتي تعد من بين أبرز انجازات المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب اضافة الى العديد من الموضوعات الأخرى. كما تم طرح مناقصة خاصة لتوفير برنامج لإتاحة المحتوى الكامل للمكتبة الرقمية التي من خلالها سيتم عرض وإتاحة المحتوى الرقمي للكتب والمصنفات الفنية والمواد التي تمت رقمنتها ومسحها ضوئيا. كما تم اعداد دراسة أولية لمشروع إنجاز (الموسوعة الكويتية الشاملة) والتي تتكون من أقسام رئيسية وهي حكام الكويت منذ نشأتها واعلام الكويت والكشاف العام للموسوعة. وفي مجال الاصدارات أصدرت المكتبة منذ 15 أكتوبر 2014 مجموعة من الكتب المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات حيث أصدرت الكشافات التحليلية للدوريات القديمة ومنها مجلات (البعثة) و(الرائد) و(الايمان) و(كاظمة) و(الكويت) وفهارس (تاج العروس) و(مجلة عالم الفكر) و(الصحة المدرسية) و(المجتمع) وغيرها.وللمكتبات العامة في الكويت تاريخ قديم فمن (قصر السيف) العامر عرفت الكويت في عهد أميرها الراحل الشيخ مبارك بن صباح الصباح حرصه على اقتناء وحفظ الكتب القيمة وتشجيع العلم وعلى خطاه سار ابنه الأديب الشيخ ناصر بن مبارك الصباح وكان أول من اقتنى مكتبة خاصة ضمت ثلاثة آلاف من المجلدات والكتب القيمة وتعد اليوم بما تبقى منها ثروة وطنية. وقد أسهمت ريادة التعليم خلال عشرينيات القرن الماضي في تدشين مدرستي (المباركية) و(الأحمدية) بجهود رجالات الكويت ومثقفيها وتأسيس (المكتبة الأهلية) عام 1923 التي ازدهرت بنفائس الكتب والمصادر التي تبرع بها العديد من الوجهاء وأهل العلم والأدب. وفي عام 1937 احتضنت الحكومة (المكتبة الأهلية) لدعم مسيرتها فضمتها الى (دائرة المعارف) برئاسة المغفور له الشيخ عبدالله الجابر الصباح رائد التنوير في الكويت وفي عام 1979 قرر مجلس الوزراء ضم المكتبة بعد تسميتها (المكتبة المركزية) الى المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب واتخذت في عام 1982 مبنى (مدرسة المباركية) مقرا لها. وفي عام 1994 صدر المرسوم السامي رقم 52 بإنشاء (مكتبة الكويت الوطنية) في عهد المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح والتي يقع مبناها المميز بشارع الخليج العربي.