- آمن بأن القرآن منهج لحياة البشر على الأرض حتى تتقدم الحضارات ويتسع فهم العقل البشري

- اهتم منذ الصغر بحفظ الشعر والنثر فاختاره زملاؤه رئيسا لجمعية الأدباء بالزقازيق
 
- ترأس اتحاد طلبة الأزهر 1934 وتصديه للاستعمار الإنجليزي جعله عرضة للاعتقال
 
- اختير وزيرا للأوقاف في عهد الرئيس أنور السادات 1976 
 
- ترأس بعثة التعريب الأزهرية إلى الجزائر 1966 لمساعدتها في التخلص من آثار الاستعمار الفرنسي
 
- حاضر بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة وألقى خطبة الجمعة بالمسجد الملحق بمبنى الأمم المتحدة
 
- ترك كتبا عديدة تركز في معظمها على رسالة القرآن الكريم وقضايا العقيدة والفكر الإسلامي وأحكام الفقه 

 
 
يذخر التاريخ الإسلامي بشخصيات مؤثرة، بداية من خير البشرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، مروراً بالصحابة الأخيار أبو بوبكر الصديق وعمر بن الخطات وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، وصحابة روسل الله الأخيار، مروراً بالسلف الصالح عمر بن العزيز والائمة الأربعة أبو حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن محمد بن حنبل، ولم يخل العصر الحديث من هؤلاء المؤثرين ومنهم على سبيل المثال عبد الرحمن السميط ومحمد متولي الشعراوي وغيرهم ...
 
عالم ومفسر مصري، اشتهر بدروسه المسجدية التي كان يستعرض فيها خواطره في معاني القرآن الكريم بأسلوب وُصف بأنه «بسيط ومؤثر». شغل وظائف رسمية عدة بينها منصب وزير الأوقاف، كما مارس التدريس في السعودية والجزائر.
 
المولد والنشأة
 
ولد محمد متولي الشعراوي يوم 15 أبريل1911 في قرية دقادوس (محافظة الدقهلية) بمصر لأسرة بسيطة، وقد حفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره.
أظهر اهتماما منذ الصغر بحفظ الشعر والنثر بتشجيع من والده، فاختاره زملاؤه في الدراسة رئيسا لجمعية الأدباء بالزقازيق، كما أهله تصدره للأنشطة السياسية الطلابية المناهضة للاستعمار الإنجليزي لرئاسة اتحاد الطلبة بالأزهر 1934 مما جعله عرضة للاعتقال، وهو أب ثلاثة أبناء وبنتين.
 
الدراسة والتكوين
 
حصل على الشهادة الابتدائية من معهد الزقازيق الابتدائي الأزهري 1922، ودخل المعهد الثانوي، ثم التحق بكلية اللغة العربية 1937 التي أكمل دراسته فيها 1940، ونال «شهادة العالمية» (تعادل الدكتوراه) مع إجازة التدريس 1943.
 
التوجه الفكري
 
يقول عارفون بالشعراوي إنه انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين التي جذبته مبكرا دعوتها ومبادئها الفكرية وشخصية مؤسسها، وكتب بيده أول بيان بإنشاء هذه الجماعة التي انفصل عنها 1939 لينضم إلى حزب الوفد المصري.
 
الوظائف والمسؤوليات
 
 
بدأ الشعراوي حياته الوظيفية مدرسا بالمعاهد الأزهرية في كل من طنطا والإسكندرية والزقازيق، قبل أن يسافر إلى السعودية سنة 1950 للتدريس في كلية الشريعة -جامعة أم القرى فيما بعد- بمكة المكرمة.
عاد إلى مصر وعمل وكيلا بمعهد طنطا الثانوي 1960، وتولى منصب مدير الدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية 1961، ثم صار مفتشا للعلوم العربية في 1962، وقد اختاره شيخ الأزهر حسن مأمون مديرا لمكتبه 1964.
رأس بعثة التعريب الأزهرية إلى الجزائر سنة 1966 لمساعدة حكومتها في التخلص من آثار الاستعمار الفرنسي، وهناك أشرف على وضع مناهج دراسية جديدة باللغة العربية، كما تعرف على شيخ طريقة صوفية بالجزائر اصطبغ بسببه بصبغة تصوف ظلت تلازمه بقية حياته.
عُين في 1970 أستاذا زائرا في كلية الشريعة بجامعة الملك عبد العزيز في السعودية، ثم رئيسا للدراسات العليا فيها.
اختير وزيرا للأوقاف في عهد الرئيس المصري أنور السادات سنة 1976 وفي يوم 15 أكتوبر  1978 قدم استقالته من الوزارة، وفي 1980 عين عضوا في مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر وفي مجلس الشورى المصري، ثم اختير 1987 عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
 
 
التجربة العلمية
 
 
برز الشعراوي داعية إسلاميا 1973 عندما قدمه التلفزيون المصري في برنامجه «نور على نور»، وقد ظل الضيف الدائم فيه مفسرا للقرآن الكريم على مدى عشر سنوات.
بعد استقالته من وزارة الأوقاف واظب على تقديم دروس مسجدية في تفسير القرآن الكريم بُثت تلفزيونيا تحت عنوان «خواطر إيمانية».
سافر إلى نيويورك وحاضر بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة وألقى خطبة الجمعة بالمسجد الملحق بمبنى الأمم المتحدة، كما قام بجولات دعوية في أميركا وكندا ودول أوروبية عدة.
كان صاحب دور كبير في إقناع كثير من الفنانات المصريات باعتزال الفن وارتداء الحجاب، كما كان له إسهام في إنشاء البنوك الإسلامية بمصر.
يؤمن بأن «القرآن لم يأت ليعلمنا أسرار الكون ولكنه جاء بأحكام التكليف واضحة وأسرار الوجود مكتنزة، فالقرآن منهج لحياة البشر على الأرض حتى تتقدم الحضارات ويتسع فهم العقل البشري».
 
المؤلفات
 
 
ترك الشعراوي كتبا عديدة تركز في معظمها على رسالة القرآن الكريم، وقضايا العقيدة والفكر الإسلامي، وأحكام الفقه الإسلامي. ومن هذه الكتب: «المنتخب في تفسير القرآن الكريم»، و»الفتاوى»، و»نظرات في القرآن الكريم»، و»الطريق إلى الله»، و»على مائدة الفكر الإسلامي»، و»الإسلام والفكر المعاصر»، و»الشورى والتشريع في الإسلام»، و»مائة سؤال وجواب في الفقه الإسلامي».
 
الجوائز
 
 
حصل على جوائز عدة، منها: وسام الاستحقاق 1976 بمناسبة تقاعده، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر 1983، ووسام الجمهورية وجائزة الدولة التقديرية 1988.
قُدمت قصة حياته في مسلسل تلفزيوني بعنوان «إمام الدعاة» 2003، وفي فيلم وثائقي أنتجته قناة الجزيرة الوثائقية 2012 بعنوان «الشعراوي الذي فسّر ورأى».
الوفاة
 
 
توفي الشيخ متولي الشعراوي يوم 17 يونيو 1998 ودفن في مسقط رأسه بقرية دقادوس.
 
حياته الشخصية
تزوج الشيخ الشعراوي وهو في الابتدائية بناء على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، وكان اختيارًا طيبًا لم يتعبه في حياته، وأنجب الشعراوي ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة. وكان الشيخ يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين. وعن تربية أولاده يقول: أهم شيء في التربية هو القدوة، فإن وجدت القدوة الصالحة سيأخذها الطفل تقليدًا، وأي حركة عن سلوك سيئ يمكن أن تهدم الكثير.
فالطفل يجب أن يرى جيدًا، وهناك فرق بين أن يتعلم الطفل وأن تربي فيه مقومات الحياة، فالطفل إذا ما تحركت ملكاته وتهيأت للاستقبال والوعي بما حوله، أي إذا ما تهيأت أذنه للسمع، وعيناه للرؤية، وأنفه للشم، وأنامله للمس، فيجب أن نراعي كل ملكاته بسلوكنا المؤدب معه وأمامه، فنصون أذنه عن كل لفظ قبيح، ونصون عينه عن كل مشهد قبيح.
وإذا أردنا أن نربي أولادنا تربية إسلامية، فإن علينا أن نطبق تعاليم الإسلام في أداء الواجبات، وإتقان العمل، وأن نذهب للصلاة في مواقيتها، وحين نبدأ الأكل نبدأ باسم الله، وحين ننتهي منه نقول: الحمد لله.. فإذا رآنا الطفل ونحن نفعل ذلك فسوف يفعله هو الآخر حتى وإن لم نتحدث إليه في هذه الأمور، فالفعل أهم من الكلام.
دراسات جامعية
في أحدث دراسة جامعية عنه منحت كلية الدراسات الإسلامية في جامعة المقاصد اللبنانية الشيخ بهاء الدين سلام شهادة الماجستير في الدراسات الإسلامية بدرجة جيد جداً عن رسالته المعنونة بتجديد الفكر الإسلامي في خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي وذلك بإجماع لجنة المناقشة المؤلفة من الدكتور هشام نشابة رئيساً والشيخ الدكتور يوسف المرعشلي مشرفاً والشيخ الدكتور أحمد اللدن عضواً .
تكونت الرسالة من ثلاثة فصول إضافة إلى المقدمة والتمهيد وملحق الوثائق. الفصل الأول ناقش فيه سيرة الشيخ الشعراوي ودعوته وظروف الدعوة الإسلامية في عصره متحدثاً عن الأحوال السياسية والاقتصادية والفكرية والدينية وأثرها على نشأة الشيخ الشعراوي، كما كان عرض لأبرز مميزات اسلوب الشيخ الشعراوي في دعوته.أما الفصل الثاني فضم مناقشة تحليلية أبرزت مواطن التجديد في تفسير الشيخ الشعراوي من خلال عرض لآرائه في بعض القضايا العقائدية والتشريعية والأخلاقية.أما الفصل الثالث فكان عرضاً لآراء أبرز العلماء في الشيخ الشعراوي وكذلك لأبرز المآخذ التي تقال عن الشيخ الشعراوي حيث فنّدها الباحث ورد عليها وناقشها. ثم كانت الخاتمة وملحق الوثائق.
 
 
 

هبات صفائية

 
بدأ الشيخ محمد متولي الشعراوي تفسيره على شاشات التلفاز سنة 1980م بمقدمة حول التفسير ثم شرع في تفسير سورة الفاتحة وانتهى عند أواخر سورة الممتحنة وأوائل سورة الصف وحالت وفاته دون أن يفسر القرآن الكريم كاملا. يذكر أن له تسجيلا صوتيا يحتوي على تفسير جزء عم ( الجزء الثلاثون ) .
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي موضحـًا منهجه في التفسير : خواطري حول القرآن الكريم لا تعني تفسيرًا للقرآن .. وإنما هي هبات صفائية .. تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات .. ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر .. لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتفسيره .. لأنه عليه نزل وبه انفعل وله بلغ وبه علم وعمل .. وله ظهرت معجزاته .. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتفى بأن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبين لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم، وهي « افعل ولا تفعل .. «.
 

عناصر التفسير

اعتمد في تفسيره على عدة عناصر من أهمها:
1 - اللغة كمنطلق لفهم النص القرآني.
2 - محاولة الكشف عن فصاحة القرآن وسر نظمه.
3 - الإصلاح الاجتماعي.
4 - رد شبهات المستشرقين.
5 - يذكر أحيانا تجاربه الشخصية من واقع الحياة.
6 - المزاوجة بين العمق والبساطة وذلك من خلال اللهجة المصرية الدارجة.
7 - ضرب المثل وحسن تصويره.
8 - الاستطراد الموضوعي.
9 - النفس الصوفي.
10 - الأسلوب المنطقي الجدلي.
11 - في الأجزاء الأخيرة من تفسيره آثر الاختصار حتى يتمكن من إكمال خواطره.