يذخر التاريخ الإسلامي بشخصيات مؤثرة، بداية من خير البشرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، مروراً بالصحابة الأخيار أبو بوبكر الصديق وعمر بن الخطات وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، وصحابة روسل الله الأخيار، مروراً بالسلف الصالح عمر بن العزيز والائمة الأربعة أبو حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن محمد بن حنبل، ولم يخل العصر الحديث من هؤلاء المؤثرين ومنهم على سبيل المثال عبد الرحمن السميط ومحمد متولي الشعراوي وغيرهم ...

- حفظ القرآن الكريم وعمره 9 سنوات وجوَّده بالأحكام وهو ابن العاشرة
- عُيّن بالأوقاف فور تخرجه إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بمسجد بباب الشعرية بالقاهرة
- عمل مترجمًا للغة الفرنسية بمراقبة البحوث والثقافة بالأزهر سنة 1955
- لقي بسبب بعض فتاواه الكثير من المشاكل وتحريم مصافحة المرأة الأجنبية أوقفت برنامجه التلفزيوني «فتاوى وأحكام» 
- له مؤلفات علمية مكتوبة تزيد على 31 مؤلفا يأتي على رأسها كتاب «الدعوة الإسلامية دعوة علمية»

 
 
عطية محمد عطية صقر (4 محرم 1333 هـ / 22 نوفمبر 1914 - 9 ديسمبر 2006) عالم إسلامي راحل ومن كبار علماء الأزهر الشريف، شغل منصب رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر وعضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضو سابق في مجلس الشعب ومجلس الشوري المصري.
نشأته
ولد الشيخ عطية صقر في الأحد 4 من المحرم 1333 هـ الموافق 22 من نوفمبر 1914 م قرية بهنباي بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية بمصر، حفظ القرآن الكريم وعمره تسع سنوات، وجوَّده بالأحكام وعمره عشر سنوات، والتحق بالمدرسة الأولية بالقرية، ثم بمعهد الزقازيق الديني سنة 1928 م، وتخرج في كلية أصول الدين، وحصل منها على الشهادة العالية سنة 1941 م، والتحق بتخصص الوعظ، وحصل منه على شهادة العالمية مع إجازة الدعوة والإرشاد سنة 1943 م وكان ترتيبه فيهما الأول.
عمله
عُيّن بالأوقاف فور تخرجه إمامًا وخطيبًا ومدرسًا، بمسجد عبد الكريم الأحمدي، بباب الشعرية بالقاهرة، في 16 من أغسطس سنة 1943م، ونقل إلى مسجد الأربعين البحري بالجيزة (عمار بن ياسر حاليًا) في فبراير سنة 1944م، ثم عُيّن واعظًا بالأزهر سنة 1945م في طهطا جرجاوية، ثم في السويس، ثم في رأس غارب بالبحر الأحمر، ثم في القاهرة، ورقي إلى مفتش، ثم مراقب عام بالوعظ، حتى أحيل إلى التقاعد في نوفمبر سنة 1979 م.
وعمل في أثناء ذلك مترجمًا للغة الفرنسية بمراقبة البحوث والثقافة بالأزهر سنة 1955م، ووكيلاً لإدارة البعوث سنة 1969م، ومدرسًا بالقسم العالي للدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر، ومديرًا لمكتب شيخ الأزهر سنة 1970م، وأمينًا مساعدًا لمجمع البحوث الإسلامية.
وبعد التقاعد عمل مستشارًا لوزير الأوقاف، وعضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعضوًا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ورئيسًا للجنة الفتوى، وانتخب عضوًا بمجلس الشعب سنة 1984م، وعُيّن عضوًا بمجلس الشورى سنة 1989م، ومديرًا للمركز الدولي للسُّنَّة والسيرة بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالأوقاف سنة 1991 م.
في مجال النشاط الخارجي
تعاقد مع وزارة الأوقاف بالكويت سنة 1972 م لمدة سبع سنوات، وسافر في رحلات إلى إيران، ثم أندونيسيا سنة 1971م، وليبيا سنة 1972م، والبحرين سنة 1976م، والجزائر سنة 1977م، كما سافر في مهمة رسمية بعد التقاعد إلى السنغال ونيجيريا وبنين والولايات المتحدة الأمريكية وباكستان وبنغلاديش والعراق، وزار باريس ولندن وماليزيا وبروناي وسنغافورة والاتحاد السوفيتي.
في مجال النشاط العلمي
شارك الشيخ في البرامج الدينية بالإذاعة والتليفزيون، وتنشر له الصحف والمجلات، ويقوم بالخطابة والوعظ، ويعقد الندوات في دور التعليم والمؤسسات المختلفة، مع نشاطه في لجنة الفتوى، ومجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والرد على الاستفسارات الدينية تحريريًّا وشفويًّا.
تقدير المذاهب الفقهية
هذه من السمات البارزة لمدرسة الشيخ -رحمه الله- والمفتقدة في جمهرة كبيرة ممن يتصدون للفتوى، حيث تراهم يفتون وكأنهم أصحاب الرأي الأوحد في المسألة، يغضون الطرف عن مدارس ومذاهب لها اعتبارها فيما يتعرضون له، وهو ما يحدث تعصبا أعمى عند طلاب العلم الذين يأخذون عنهم، فتنشأ العداوات بين أصحاب المذاهب المختلفة.
لذلك فقد كان الشيخ رحمه الله يقدر تراث الأمة العلمي أيما تقدير، ويحترم شتى المدارس الفقهية احتراما شديدا، ولهذا ما كان فضيلته يتعرض لبيان أي حكم شرعي إلا ويبدأ ببيان آراء فقهاء الأمة في موضوع السؤال، وفي كثير من الأحيان يرجح فضيلته ما يطمئن إليه قلبه، وما يقوده إليه الدليل.
وأحيانا كان فضيلته يخير السائل بين أمرين أو أكثر من الفتاوى التي يرى أنها صحيحة واستقر عليها الفقه الإسلامي، ولعل بعض الناس كان يستغرب مثل هذا الصنيع لأنه يرى أن ما يشفي غليل السائل أن يأخذ جوابا مختصرا وشافيا، إلا أن هذا الصنيع يحمد للشيخ، فهو يحمل من أسس التربية والتعليم الكثير من المعاني، إذ ينبغي على من يكون في مركز الفتوى أولا أن يكون محيطا بكل ما قيل في القضية المطروحة للنقاش أو موضوع السؤال، ثم عليه ثانيا التأدب حتى مع المخالفين، ولم يكن من دأب الشيخ تسفيه رأي عالم قامت عليه بينة.
برامجه
كان له برنامج ثابت على التليفزيون المصري والإذاعة المصرية. ولا تزال قناة ماسبيرو زمان تعيد بث برامجه ضمن إعادة نشر تراث التليفزيون المصري. وكذلك إذاعة القرآن الكريم المصرية تقوم ببث برامجه عن الفتوى.
أشهر فتاواه
عرف عنه مواقفه الجريئة وصدوعه بالحق، اتهموه بالرجعية فلم يعبأ، وصفوه بالتساهل فلم يهتم. وأشهر فتاواه الحكم بربوية الفوائد البنكية ودفاعه عن ختان الإناث بأنه بين الوجوب والاستحباب ولقي بسبب بعض فتاواه الكثير من المشاكل حتى جاءت فتواه الشهيرة بتحريم مصافحة المرأة الأجنبية أثناء برنامجه التلفزيوني «فتاوى وأحكام» مما تسبب حالة من الجدل والخلاف أدت إلى إيقاف البرنامج لفترة وأيضا في تنحيته عن منصب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر عام 2002م.
مؤلفاته
للشيخ مؤلفات علمية مكتوبة تزيد على 31 مؤلفا علميا، يأتي على رأسها كتاب (الدعوة الإسلامية دعوة علمية)، وهو الكتاب الفائز بجائزة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وكتاب (الأسـرة تحت رعاية الإسلام) ويقـع في ستة مجلدات، وهناك كتب أخرى منها: كتاب (دراسات إسلامية لأهم القضايا المعاصرة)، وكتاب (الدين العالمي ومنهج الدعوة إليه)، وكـتاب (العـمل والعـمال في نظر الإسلام)، وكـتاب (الإسلام ومشاكل الحياة)، وكتاب (الحجاب وعمل المرأة)، وكتاب (البابية والبهائية تاريخا ومذهبا)، وكتاب (فن إلقاء الموعظة)، وكتاب (بيان للناس عن موقف الإسلام من التيارات الحديثة)، وكتاب (أوضح الكلام في الفتاوى والأحكام) وهو في عدة أجزاء.
وللشيخ عطية صقر رحمه الله إنتاج علمي مسموع  يزيد كثيرا في الكم على ذلك التراث المقروء، فلقد قدم فضيلته للأمة الإسلامية عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية الكثير من الإنتاج العلمي في كافة فروع الشريعة، ولا يزال كثير من رواد الشبكة الإلكترونية يقبلون بنهم شديد على تراث الشيخ الصوتي، وبخاصة سلسلة فتاوى وأحكام في فقه العبادات، وسلسلة فقه الأسرة المسلمة، وقل أن تجد موقعا يعرض فتاوى إلا وللشيخ أثر واضح فيه، كما أن فضيلته حل ضيفا دائما ومرغوبا فيه على العديد من برامج الفتاوى عبر شبكة القرآن الكريم.
جوائز
جائزة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى سنة 1983م
نوط الامتياز من الطبقة الأولى سنة 1989م
 
 
وفاته
توفي يوم 9 ديسمبر 2006م عن عمر يناهز ال 92 عاما في مركز الطب العالمي بالهايكستب -القاهرة ودفن في قريته بهنباي