يعد العمل الخيري والإحسان للآخرين سمة بارزة في الكويت، فمنذ القدم جبل أهل الكويت على حب الخير و حرصوا على الإحسان للآخرين، لمساعدة المحتاجين، وتقرباً إلى الله عز وجل. فكانوا يفرحون بحب الناس، ودعواهم لهم بالخير والفلاح. 
فقدم هؤلاء نماذج رائعة في الأعمال الخيرية داخل الكويت وخارجها أبرزها عمارة العديد من المساجد ، وكفالة الأيتام في ، وتأسيس عدد من المدارس الإسلامية.
فأهل الخير والإحسان في الكويت أكثر من أن نحصيهم ونعدهم، وبخاصة في الشدائد والمحن التي ظهر فيها معدنهم الأصيل، إذ تنافسوا في عمل الخير و بذل المعروف، فأنفقوا على الفقراء والمساكين وذوي القربى وأبناء السبيل، وبنوا المساجد والمدارس والمعاهد والمستشفيات ودور الأيتام وحفروا الآبار، فملأت سيرهم العطرة الآفاق، ونحن في «الوسط»  سنقوم بنشر سير بعض المحسنين العطرة في هذا الشهر الفضيل في حلقات يومية، اقتباساً من كتاب « محسنون من بلدي».
ويعد الكتاب الذي أصدره بيت الزكاة على عدة أجزاء لمحة وفاء، وتوثيقاً لسير المحسنين وتذكرة بأعمالهم الخيرة، وتخليداً لذكراهم العطرة. وسنتوقف في هذه الحلقة مع سيرة عبدالعزيز يوسف المزيني.

- عاش حياة مليئة بالعطاء والإحسان فارتبط اسمه بفعل الخيرات
- كان ملاذاً وملجأ بعد الله للفقراء والمحتاجين
- عرف بعطفه على الفقراء والمساكين والتصدق عليهم سراً وعلانية

المولد والنشأة
ولد السيد عبدالعزيز يوسف عبدالله محمد المزيني في بريدة بمنطقة القصيم عام 1316هـ الموافق لعام 1898م وقد هاجر والده إلى الكويت عام 1381هـ بعد معركة الصريف.
وقد هاجر والده يوسف - وهو من أثرياء - بريدة إلى الكويت عام 1318هـ 1901م بعد معركة الصريف مباشرة، لأنه كان من ممولي جيش الشيخ مبارك الصباح لمعركة الصريف وكان من جلساء الشيخ مبارك الصباح، وبعد هزيمة معركة هدية الأولى أشار والده يوسف علي الشيخ مبارك الصباح بأولاد نجد، وتم النصر في معركة هدية الثانية، (مزبوره) عام 1910م. 
واشترك في معركة هدية الثانية أخواه عبدالله ومحمد، وأبناء عمه عبدالله وحمد مسلم المزيني وإخوانه عبدالله وسليمان من جامعي الزكاة من بادية الكويت، وكان أمير الزكاة آنذاك المرحوم الحاج فارس الوقيان، وذلك في عهد الشيخ مبارك الصباح رحمه الله.
وفي عهد الشيخ أحمد الجابر «رحمه الله» انتقلت إمارة الزكاة إلى آل المعصب الكرام.
 وفي معركة «حمض» استشهد ابن عمه سليمان بن عثمان المزيني المشهور «بالدلالي» سنة 1920م.
وفي معركة الجهراء اشترك اخوانه عبدالله ومحمد، وابن عمه مبارك حمود المزيني. وأما بقية إخوانه فقد ساهموا في بناء السور مع إخوانهم المواطنين، دفاعاً عن بلدهم.
درس المغفور له بإذن الله عبدالعزيز المزيني في مدرسة المباركية مع شقيقة (علي)، ومن أساتذتهم فضيلة الشيخ يوسف بن عيسى القناعي والأستاذ عبدالملك الصالح رحمهم الله.
 كما تعلم على يد الشيخ الفاضل عبدالله خلف الدحيان «رحمه الله»، وبعد أن نال قسطا من التعليم وآنس في نفسه القدرة على السعي، اشتغل بالتجارة مع عمه الشيخ محمد عبدالمحسن الدعيج، ثم مع شقيقه علي. وقد أفاء الله عليهما من نعمه فأحسنا الشكر لله على فضله بالقول والعمل.
أوجه الإحسان في حياته
عاش عبدالعزيز يوسف المزيني حياة مليئة بالعطاء والإحسان، فارتبط اسمه بفعل الخيرات التي مازال اهل الكويت يذكرونها له.
لقد كان ملاذا وملجأ بعد الله للفقراء والمحتاجين، وفي هذا الجانب يحفظ أهل الحاجة له ولشقيقه مواقفهما النبيلة الدالة على قوة الإيمان بالله ورسوله.
في مجال الوعي والإرشاد
خص ديوانيته بالمرقاب لقضاء حوائج الناس، كما كانت مقرا لدروس تفسير القرآن الكريم وتلاوته وشرح الأحاديث النبوية الشريفة وقد تعود أهل المرقاب التزود بمعرفة أمور دينهم في هذه الديوانية بعد صلاة العشاء.
من أهم المشروعات الخيرية في حياته جمعية الإرشاد الإسلامية التي أسسها بالتعاون مع المحسن عبدالعزيز علي المطوع في شهر رمضان من العام الهجري 1371 الموافق 1952 م. وكان لهذه الجمعية أهداف سامية مثل تنوير العقول من الجهل وتربية النشء تربية فاضلة، والمحافظة على القيم والمبادئ الإسلامية وقد أخلف الله عليه بالخيرات في المال والأولاد.
الاهتمام بالمساجد
مسجد المزيني الكائن في شارع الخليج بالقرب من قصر الشعب أحد الشواهد الحية على عطاء الرجل وإحسانه، وصدق الله العظيم إذ يقول:
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَ&<648;ئِكَ عَلَى&<648; هُدى مِّن رَّبِّهِمْ &<750; وَأُولَ&<648;ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5.
مساجد ومستشفيات خارج الكويت:
تحقيقا لمبدأ مساعدة المسلم لأخيه المسلم أينما كان قام المحسن عبدالعزيز يوسف المزيني وأخوه علي - بالتعاون مع اللجان الخيرية الكويتية - ببناء كثير من المساجد والمستشفيات لمداواة المرضى، منها مستشفى في السودان.
الصدقات على المحتاجين:
عرف بعطفه على الفقراء والمساكين والتصدق عليهم سرا وعلانية وبخاصة في شهر رمضان الكريم والعيدين، وتدفع تبرعاته بواسطة اللجنة الشعبية لجمع التبرعات وترسل صدقاته إلى خارج الكويت أوقات الشدة.
مشاركاته الاجتماعية
كان عضوا في مجلس الأوقاف عام 1371هـ 1952م
وفاته
انتقل إلى رحمة الله تعالى عام 1389هـ الموافق 1969م في منطقة الفيحاء.
وقد رزق - رحمه الله – بثمانية أولاد وحزن أهل الكويت لفراقه وحزنت أسر كثيرة كانت تنعم بإحسانه وكرمه، أسكنه الله تعالى فسيح جناته وتقبل إحسانه في ميزان حسناته.