قال عضو الشعبة البرلمانية النائب فهد فلاح بن جامع إن ما يعانيه أهل غزة من انتھاكات صارخة وبشعة أمام مرأى ومسمع الجم?ع يعتبر انھ?ارا لمنظومة الق?م والمبادئ واختلالا لكفة الأمن والاستقرار الدول??ن، داعيا المجتمع الدولي إلى احترام إرادة الشعب الفلسط?ني والسعي نحو إحلال السلام الشامل والعادل في المنطقة.
وأضاف ابن جامع إن الأزمات والتحد?ات المتوال?ة التي يمر بها العالم قوضت من دور المؤسسات الوطن?ة وخذلت ثقة المواطن بقدرتھا على حفظ وصون حقوقه وحر?اته الأساس?ة، مبيناً أن التحرك البرلماني من أجل إعادة إح?اء المؤسسات الوطن?ة ?جب أن ?كون نابعاً من الإيمان التام بأنھا ھي المحرك الرئ?س للتقدم وأداة فاعلة لتحق?ق التنم?ة المستدامة والتعا?ش السلمي.
جاء ذلك في كلمة وفد الشعبة البرلمانية التي ألقاها ابن جامع امس أمام المؤتمر الـ 147 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد حاليا في عاصمة جمهورية أنغولا (لواندا).
وفي مستهل الكلمة أثنى ابن جامع على اخت?ار الجمع?ة العامة للاتحاد البرلماني الدولي عنوان (التحركات البرلمان?ة من أجل السلام والعدالة والمؤسسات القو?ة) ل?كون موضوع المناقشة في هذه الدورة.
وذكر ابن جامع إن موضوع الدورة يؤكد إ?مان الاتحاد البرلماني الدولي الراسخ منذ عقود بضرورة تحق?ق العدالة والمساواة والسلام عن طر?ق مسطرة واحدة يحتكم إل?ھا وھي القانون الدولي القائم على أسس العدالة الاجتماع?ة والس?اس?ة والمؤسسات القو?ة والمؤثرة.
وأوضح ابن جامع أن الجميع ?عي ومن دون شك بأنه لا وجود للتجانس أو التعا?ش السلمي في ظل انعدام وجود المؤسسات القو?ة والفاعلة، لافتاً إلى أنه من خلالھا تولد المواءمة والتعاون المشترك مع أفراد المجتمع عبر تعز?ز ق?م الشفافية والمساءلة والنزاهة، والمواطنة، والعدالة.
وذكر ابن جامع إن المؤسسات القو?ة تعني الحد من الفساد والجر?مة المنظمة العابرة للحدود والاستجابة الطارئة والمساءلة العادلة أمام القانون، مضيفاً إنها تعني كذلك تعز?ز س?ادة القانون وضمان تكافؤ الفرص للجم?ع ومجتمعا مترابطا مستحكما ?نبذ العنف والتطرف والفرقة.
وأكد ابن جامع أن مبدأ المؤسسات القو?ة ھو المدخل الحق?قي والمحفز الرئ?س نحو تدوير عجلة التنم?ة المستدامة، وهو الغا?ة المثلى لتحق?ق المجتمعات الموحدة المتماسكة والتي ذابت في ط?اتھا الاختلافات العرق?ة والد?ن?ة والاجتماع?ة لتسمو وتعلو أصوات المواطنة الحقة القائمة على الإ?مان التام والثقة المطلقة بدولة عادلة قو?ة وفاعلة لمواجهة التحديات والمعوقات الخارجية والداخلة.
وبين ابن جامع أن ما ?مر به العالم ال?وم من أزمات وتحديات متوالية قوضت من دور المؤسسات الوطنية وخذلت ثقة المواطن بقدرتھا على حفظ وصون حقوقه وحرياته الأساسية.
واستطرد ابن جامع قائلا «بالتالي انتشرت ثقافة الكره والتطرف والعنصر?ة ضد كل ما ھو مختلف ووصمة بأبشع الصفات والممارسات وبالتالي انھ?ار منظومة الق?م والمبادئ ما أدى إلى اختلال كفة الأمن والاستقرار الدول??ن».
وقال ابن جامع إن ما ?عان?ه أهل غزة الذ?ن سطروا أسمى معاني التضح?ة والولاء والدفاع عن الأرض والوطن في ظل الانتھاكات الصارخة البشعة التي ?مارسھا ك?ان غاصب محتل من دون رحمة أمام مرأى ومسمع الجم?ع، من قتله الأبر?اء المدن??ن العزل، وقطعه أساس?ات الح?اة من ماء وكھرباء ودواء، وتدم?ره البنى التحت?ة من مساكن ومستشف?ات من خلال قصفه المتواصل بمعداته الحرب?ة من الأمثلة الح?ة على انھ?ار منظومة الق?م والمبادئ واختلال كفة الأمن والاستقرار الدول??ن.
وأضاف «إننا نؤكد حق الشعب الفلسط?ني في العودة وإقامة دولته المستقلة على ترابه، وعاصمتھا القدس الشر?ف، وندعو المجتمع الدولي إلى احترام إرادة الشعب الفلسط?ني ورفع الحصار المفروض عليه من أجل إحلال السلام الشامل والعادل في المنطقة».
وشدد ابن جامع على ضرورة أن تكون التحركات البرلمان?ة من أجل إعادة اح?اء المؤسسات الوطن?ة نابعة من الايمان التام بأنھا ھي المحرك الرئ?س للتقدم وأداة تمك?ن?ة فاعلة نحو تحق?ق أھداف التنم?ة المستدامة والتعا?ش السلمي، عبر تعز?ز الأطر القانون?ة وتحق?ق التفاھم وتبادل المصالح ومد جسور الثقة ما ب?نھا وب?ن فئات المجتمع وصون الحقوق والحر?ات الأساس?ة.
وفي ختام كلمته قال ابن جامع «إ?ماننا ال?وم، وغرسنا ال?وم ھو حصاد المستقبل، المستقبل الواعد والمشرق والقائم على المواطنة والانسجام والتفاھم المجتمعي وبالتالي المز?د من السلام والاستقرار العالمي»