قال الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، إن بلاده في حاجة لاستثمارات بين 200 و250 مليار دولار لتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 8%، وإن بلاده تستطيع توفير 100 مليار دولار وبالتالي تحتاج إلى 100 مليار أخرى من الاستثمارات الأجنبية.
وتحدث الرئيس خلال أول حوار له مع التلفزيون الحكومي، عن الإنتاج وتحقيق نمو بنسبة 8%، قائلاً: «مع وجود خلل الطاقة الذي لدينا والضغوط التي تأتي على المصانع والإنتاج، فإن هذا الخلل سيؤثر عليها تلقائياً، ومن المرجح أننا سوف نواجه مشاكل في هذا الصدد».
وتابع بزشكيان: «الجهد الذي يجب أن نبذله هو حل هذا الخلل في توازن الطاقة حتى نتمكن من اتخاذ الخطوات التالية. وطالما أن هذا الخلل موجود في الطاقة والكهرباء والبنوك، فلا ينبغي أن نتوقع أن يصل النمو الاقتصادي إلى 8%. هذا غير ممكن على الإطلاق».
وبحسب بيانات صندوق النقد الدولي، حقق الاقتصاد الإيراني معدل نمو 4.6% خلال العام المالي 2023، ومن المتوقع أن ينخفض المعدل إلى 3.3% في العام المالي 2024 ثم إلى 3.1% في 2025. وتبدأ السنة المالية الإيرانية في 21 مارس وتنتهي في 20 مارس في السنة التالية.
وقال الرئيس الإيراني: “ما يقوله الخبراء والاقتصاديون هو أننا نحتاج إلى استثمارات تتراوح بين 200 و250 مليار دولار لتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 8%، وفي كل الأحوال نحتاج للاستثمار لتحقيق نمو بنسبة 8%”.
وأضاف: “زيادة رأس المال في البلاد ممكنة عن طريق زيادة الإنتاجية، لكن إجمالي الأموال التي لدينا في البلاد لا تزيد عن 100 مليار دولار، أي أننا إذا جمعنا كل الأموال المتوفرة، يمكننا استثمار 100 مليار دولار فقط، وبالتالي نحتاج الى 100 مليار دولار أخرى من الاستثمارات الأجنبية للوصول إلى نمو اقتصادي بنسبة 8%”.
وأشار رئيس إيران أن هذه القضية تتعلق بالعلاقات الخارجية للبلاد وبالإيرانيين العاملين بالخارج، وقال: “على وزارة خارجيتنا أن تبذل جهوداً في هذا الصدد”.
الحد من التضخم وحل المشكلات الاقتصادية
بشأن الحد من التضخم في الاقتصاد، أوضح الرئيس الإيراني أن فريقه الاقتصادي يعمل بشكل منسق لمعالجة المشاكل الاقتصادية التي تواجه المواطنين عبر التخطيط السليم، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على الإجماع الوطني من أجل معالجة مخاوف الناس في المجال الاقتصادي.
وتراوح معدل التضخم السنوي في إيران بين مستويات 30 و40%، وسجل خلال أغسطس 31.6%.
ويعانى الاقتصاد الإيراني منذ عام 2018 بعد أن سحب الرئيس دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لتقييد البرنامج النووي لطهران، وفرض المزيد من العقوبات.
واعتبر الرئيس أن التعامل والتعاون مع الدول المجاورة والعالم يعد سبيل حل مشكلات بلاده الاقتصادية، مشدداً على ضرورة وضع خطط لجذب الاستثمارات الأجنبية.
وقال: “أعتقد أنه إذا كانت لدينا الوحدة وقمنا بحل الخلافات الداخلية وتخلصنا من مشاكلنا مع الجيران والعالم، فسيتم حل القضايا. إن التعامل والتعاون مع الدول المجاورة والعالم بأسره هو السبيل لحل المشاكل الاقتصادية”.
رضا الناس أمر مهم
ذكر بزشكيان أنه يعتبر رضا الناس عن أداء إدارته وسياساتها أمراً مهماً بالنسبة له، معتبراً أن ما وصفها بالعقوبات الظالمة، تحمل ضغوطاً على الحكومة الإيرانية في بعض الحالات، “لكن معاملة الناس بلطف لا علاقة لها بالعقوبات، وسنحاول بالتأكيد تنفيذ برامج لبث العدالة في القانون”.
وذكر مسعود بزشكيان أن حكومته ستعد برنامجاً شاملاً حول الفضاء الإلكتروني، لتنظيم ما يعرف بالفضاء الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي.
أولى الرحلات الخارجية
رداً على سؤال حول رحلاته الخارجية إلى الدول الأخرى، كشف الرئيس الإيراني عن وجهته الأولى المخطط لها، وقال: “العراق، صديق لنا وأول زيارتي الخارجية ستكون لهذا البلد ومدينة النجف لزيارة مرقد الإمام علي عليه السلام”.
وذكر أنه سيتوجه بعد ذلك إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يومي 22 و23 سبتمبر. وقال إنه أثناء وجوده في نيويورك سيلتقي مع المغتربين الإيرانيين من أجل دعوتهم للاستثمار في إيران.
ومن بين أكثر من ثمانية ملايين مغترب إيراني، يعيش حوالي 1.5 مليون إيراني في الولايات المتحدة.
التشكيلة الوزارية
تحدث الرئيس الإيراني عن التشكيل الوزاري الخاص بحكومته، وقال: “انتخبنا أربعة أعضاء في مجلس الوزراء من حكومة السيد رئيسي، بالإضافة إلى بعض الأشخاص من حكومة السيد روحاني، وأعضاء مستقلين وإصلاحيين. وكما وعدنا، أنشأنا حكومة على أساس الوحدة الوطنية”.
وأضاف بزشكيان: “لقد أمضينا الكثير من الوقت في تكوين الحكومة، وفي هذا السياق نشكر مجلس الشورى الاسلامي على منح الثقة لجميع الوزراء في جلسة التصويت عل منح الثقة لهم”.
ودعا رئيس الجمهورية مختلف المجموعات والتيارات السياسية في البلاد إلى التنحي عن خلافاتها جانباً من أجل خدمة المواطنين.
وكشف عن أنه سيعقد أول مؤتمر صحفي له مع الصحفيين خلال الأسبوع المقبل.
أدى بزشكيان اليمين الدستورية كرئيس للبلاد الشهر الماضي، ووافق البرلمان على حكومته في وقت سابق من أغسطس، ووعد بنبرة أكثر ليونة داخل وخارج البلاد.
وتوفي سلفه، إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم مروحية في شهر مايو، إلى جانب سبعة أشخاص آخرين.