يحرص الايرانيون على شراء اسماك الزينة الحمراء التي تشكل احد ابرز مظاهر عيد رأس السنة الايرانية التي تبدأ في 21 من الشهر الجاري والذي يطلق عليه بالفارسية ب (عيد النوروز) أي اليوم الجديد.
ولأهمية وجود هذا النوع من سمك الزينة في مائدة العيد الايرانية التي تسمى ب (هفت سين) تزدهر تجارة بيعها مع اقتراب موعد حلول رأس السنة الجديدة حيث ينتشر المئات من بائعي احواض السمك الأحمر على قارعة الطرقات والمحلات التجارية.
وفي غياب احصائيات رسمية حول حجم الإتجار بهذه الاسماك في موسم الربيع فان بعض الاحصائيات غير الرسمية تقدر حجمها بما بين 5 الى 8 مليون سمكة يتم بيعها في الاسواق خلال فترة الاحتفالات.
ورغم ان سمك الزينة الأحمر الذي يطلق عليه بالفارسي (ماهي قرمز) لايبدأ بحرف السين ولايدخل ضمن مفردات مائدة العيد إلا انه اصبح في العقود الاخيرة من الضروريات التي يجب اقتناؤها من قبل الاسر الايرانية.
وتوضع هذه الاسماك الى جانب باقي مكونات مائدة العيد المسماة ب (هفت سين) التي يجتمع افراد الأسرة حولها بانتظار بدء العام الجديد وتتكون من سبع مواد تبدأ كلها بحرف السين وهي (سكه) اي مسكوكة معدنية و (سمنو) وهو نوع من الحلوى و (سيب) أي التفاح و (سركه) وهو الخل و (السماغ) اي السماق و (سير) أي الثوم و (سبزه) أي العشبة الخضراء.
وفي مقابل هذا الاقبال الكبير من الايرانيين على شراء تلك الاسماك الصغيرة الحمراء الا ان البعض يرى بانها دخيلة على ثقافة عيد (النوروز) وجاءت من الصين قبل نحو 80 عاما وهي ترمز اساسا الى السنة الصينية.
ويرمز هذا النوع من سمك الزينة في اعتقاد الايرانيين الى الحياة والحيوية والبركة في العام الجديد ويتم الاحتفاظ بها داخل قوارير زجاجية الى نهاية عطلة رأس السنة التي تنتهي في يوم الطبيعة وهو اليوم الثالث عشر من الشهر الاول في السنة الجديدة المسمى (سيزده بدر).
ومع حلول يوم (سيزده بدر) والذي يعتبر حسب التقاليد الايرانية الموروثة يوم نحس وشؤم حيث يتم رمي ما تبقى من هذه الاسماك والتي لا تعمر كثيرا في احواض المتنزهات العامة والبحيرات والانهار.
ويستمر الاحتفال بالعيد على مدى اسبوعين على الرغم من ان العطلة الرسمية في البلاد لا تتجاوز خمسة ايام الا ان الناس هنا اعتادوا على مواصلة احتفالاتهم حتى يوم الطبيعة وهو اليوم ال 13 من الشهر الاول للسنة الجديدة باعتباره خاتمة ايام العيد