قال الله سبحانه وتعالى: «وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ». سورة الحج ( 27 ) .
في هذه الأيام المباركة تمر علينا مناسبات ايمانية عظيمة بدخول شهر ذي الحجة وبدء موسم الحج وقرب حلول عيد الأضحى المبارك.. والجميع في تلك الايام يتقربون الى الله بالطاعات، «فمن استطاع اليه سبيلا» يأتي من كل فج عميق الى خير بقعة في الارض بيت الله الحرام في “مكة” مرددا «لبيك اللهم لبيك» و«من لم يستطع» فإنه يتقرب الى الله بالطاعات ومشاركة الحجيج بالتكبير والصيام مع دخول شهر ذي الحجة وصيام يوم وقفة عرفة وذبح الاضاحي صباح يوم العيد.
والحج فريضة إسلامية تتحقق فيها الألفة والوحدة بين المسلمين جميعا، على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأوطانهم يتجمعون في صعيد واحد، يدعون ربًا واحدًا، ويتوجهون لبيت واحد، فتتوحد الأهداف والغايات، وتصبح الأمة على قلب رجل واحد، لا مكان لخلافات سياسية ولا اختلافات عرقية أو مذهبية.
والمملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وشعبا بذلوا جهودا مضنية لتيسير الحج وخدمة ضيوف بيت الله الحرام وتوفير الحماية الامنية لهم رغم أعدادهم الكبيرة وبلدانهم المختلفة.. ورغم ذلك نجد أصواتا خبيثة تشكك في قدرة المملكة الشقيقة على تنظيم الحج الا انها تثبت عاما بعد عام قدرتها الفائقة على خدمة الحجاج.. نسأل الله ان يحفظ المملكة الشقيقة من مكر الماكرين..
ورغم أن شعائر الاسلام تحث وتحض على الوحدة، الا اننا نجد واقع المسلمين مؤلما ومحزنا فلا وحدة ولا اتحاد بل فرقة وتمزق سمحت لاعداء الامة بقتلنا وذبحنا إما بأيديهم أو بأيدي ثلة من ابناء المسلمين، اعماهم الشيطان وسلكوا طريق الارهاب، فما وضعنا يدنا على اي جزء من خارطة العالم الاسلامي الا ووجدنا دما مسلما يراق في سورية وفي العراق وفي اليمن وفي ليبيا... وهناك الكثير من المسلمين يعانون من الفقر والحصار والجوع والاضطهاد واللجوء الى بلدان أخرى نتيجة الحروب والصراعات والمجاعات.. ونسأل الله بان يحقن دماءهم ويبدل أحزانهم إلى أفراح وأن يفرج همهم وغمهم ويهيئ لهم من امرهم رشدا.
وتتقدم «الوسط» من مقام صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين والأسرة الكريمة والشعب الكويتي بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، ونسأل المولى عز وجل أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه وان يديم عليها نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار، إنه نعم المجيب.