لا شك ان الجريمة النكراء التي ارتكبتها الأيدي الآثمة قد آلمتنا جميعا قيادة وشعبا بفقد سبعة وعشرين شهيدا ومئتي جريح ومصاب من ابنائنا، واحدثت جرحا بلغيا من المتوقع ان ينزف طويلا، نسأل الله العلي القدير ان يتغمدهم بواسع رحمته وان يعجل بشفاء الجرحى انه نعم المولى ونعم المجيب.
ان من ارتكب هذه الجريمة مصيره الى النار خالدا فيها، كما قال تعالى: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا». كما ان تلك الفئات تعتقد أن افعالها المنكرة تقربها الى الله «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»، وهي في حقيقتها افكار سوداوية لا تنتمي الى دين او قانون وهي محاولات تلبيس الدين بتلك الافكار المنحرفة البعيدة عن سماحة وفهم الرسالة المحمدية المليئة بالرحمة.
لقد سلطت الجريمة النكراء الضوء على المعدن الاصيل للشعب الكويتي الذي هب متضامنا مع المصاب الجلل بدءا من تفقد سمو الأمير لموقع الحادث والذي لم يخف حزنه على ابنائه الشهداء مرورا بولي العهد الذي سارع أيضا الى موقع الحادث وسمو رئيس الوزراء والوزراء ونواب المجلس والرموز السياسية وابناء الشعب على جميع توجهاتهم وانتماءاتهم في تعبير يذكرنا بالتلاحم ايام «العداون الصدامي». واوصلوا بوقفتهم هذه رسالة قوية وواضحة للارهاب ومن يقف وراءه باننا اسرة واحدة وان اختلافاتنا تنبع من حرصنا على تطوير البلد ونبذ الفساد.
السؤال المهم هو من يضمن عدم تكرار الهجمات الارهابية والتي من الممكن ان توقع اعدادا كبيرة من الشهداء، وهل ردود الافعال الحالية التي ستتبعها بعض الاجراءات ستحمينا مستقبلا؟ ان معالجة قضايا معلقة منذ سنوات اصبحت ضرورة مثل قضية ما يسمى بـ «البدون» والتي تمثل بيئة حاضنة لجميع من حملوا هذا الفكر، والتي من الواجب حسمها من اعلى المستويات من خلال تجنيس المستحقين المظلومين وهم قلة، ومواجهة الذين ينتمون الى دول اخرى بحقيقة انتمائهم واغلاق هذا الملف نهائيا، وتحمل الحكومة لمصاريف دراستهم، فالعلم والوعي يمنعان الفئات الضالة من استغلال معاناتهم، كما ان حل مشكلة الاسكان سيخفف من الاحتقان الاجتماعي ويحمي الشباب من الانسياق وراء تلك الافكار المنحرفة، والمسارعة في المصالحة الوطنية والتوقف عن ملاحقة المعارضة سيخففان من الاحتقان.
الله نسأل ان يحمي بلدنا في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو وسمو ولي عهده وان يديم علينا نعمة الامن والامان وان يمنع عنا شرور الاشرار وان يزيد من تلاحمنا وتمسكنا بوحدتنا الوطنية..اللهم آمين.